Monday, July 11, 2011

الباكون على الميثاق‮

من المؤسف حقاً‮ ‬ونحن نحتفل معاً‮ ‬بمرور عقد كامل على ميثاق العمل الوطني‮ ‬أن نجد من‮ ‬يبكي‮ ‬حرقة على هذا الميثاق،‮ ‬ويطالب بإعادة النظر فيه،‮ ‬ويطالب بالبدء بتفعيل ما جاء فيه،‮ ‬ويستمر بكاؤه ليؤكد بأن ما توافقنا عليه عام‮ ‬2001‮ ‬لم‮ ‬يتح لنا تفويضاً‮ ‬شعبياً‮ ‬لتعديل الدستور،‮ ‬ولم‮ ‬يتحقق من الميثاق ما كنا نتطلع إليه‮!‬ بعد تجربة برلمانية دامت نحو أكثر من ثماني‮ ‬سنوات وشاركت فيها كافة القوى السياسية أصبحنا نبكي‮ ‬ونقول إن مجلس الشورى لم نوفق فيه ولم‮ ‬يساهم في‮ ‬العمل البرلماني،‮ ‬ولذلك فإننا نستغرب عندما تقول كتلة الوفاق بأنها حققت إنجازات برلمانية خلال السنوات الأربع الماضية،‮ ‬ونسأل هنا هل‮ ‬يمكن تحقيق إنجازات برلمانية دون الاستعانة بمجلس الشورى مثلاً؟ أيضاً‮ ‬نجد بكاء الوفاق على ميثاق العمل الوطني‮ ‬بكاءً‮ ‬ساخناً‮ ‬عندما تتحدث عن وجود أطراف قامت بالوقوف ضد المشروع الإصلاحي،‮ ‬وأوقفت تطلعات هذا المشروع الطموح‮. ‬قد‮ ‬يكون طرح الوفاق صحيحاً،‮ ‬ولكن ألا تعتبر قوى الإرهاب والتنظيمات السياسية الخارجة عن القانون والتي‮ ‬حرقت ودمرت وقتلت خلال المشروع الإصلاحي‮ ‬قوى مناهضة لميثاق العمل الوطني،‮ ‬وألا‮ ‬يحق لنا محاسبتها لأنها وقفت ضد مشروع أجمع عليه المواطنون وحاولت تخريبه من الداخل والخارج بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة؟‮!‬ عندما تطالب الوفاق بتطبيق القانون،‮ ‬وتؤكد مساعيها الجادة نحو بناء دولة المؤسسات والقانون فإننا نحترم مثل هذه المطالب،‮ ‬ولكن لا أعتقد أن الوفاق أو‮ ‬غيرها‮ ‬يستحق الاحترام عندما‮ ‬يطالب بإطلاق سراح الإرهابيين وعودة الهاربين في‮ ‬الخارج بسبب تجاوزهم القانون‮. ‬فتطبيق القانون واحترامه والعدالة في‮ ‬المواطنة أن نحاسب المتجاوزين،‮ ‬ولا‮ ‬يعني‮ ‬أن من لديه مطالب ولديه وجهات نظر أن‮ ‬يقوم بالتخريب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة،‮ ‬وعندما تتم محاسبته‮ ‬يقال إنه ناشط سياسي‮ ‬أو ناشط حقوقي،‮ ‬لأن هذه الصفة المبتكرة لا تعني‮ ‬تماماً‮ ‬أن هذا الشخص مرفوع عنه القلم وغير محاسب،‮ ‬بل‮ ‬يحق لنا جميعاً‮ ‬محاسبته ومقاضاته إن أساء لنا أو أساء لوطنه‮. ‬ البكاء المتأخر والغريب والمستهجن هذه الأيام من الوفاق على ميثاق العمل الوطني‮ ‬هل جاء بعد اعتكاف دام نحو أربع سنوات حظي‮ ‬فيها نواب الوفاق بمكافآت قيّمة وتقاعد مجزٍ‮ ‬وسيارات أعتقد أننا مازالنا نحلم بها،‮ ‬وفجأة تذكروا أن عليهم توجيه رسالة للقيادة بشأن الميثاق أم أن ذلك تمهيداً‮ ‬لسلوك وتصرف أرعن قد نتعرف عليه قريباً؟‮! ‬

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1887 الأربعاء 9 فبراير 2011