Thursday, May 17, 2012

لا للاتحاد.. نعم لإيران


محمد مبارك جمعة
حالة من الهدوء والسكينة وصمت المقابر، تعتري (الوفاق) بعد التصريحات الإيرانية الصادرة عن (مجلس الشورى) بضم البحرين إلى إيران واعتبارها (المقاطعة ١٤). في المقابل، هناك حالة من الفوضى والتهويش و(طول اللسان) يقودها علي سلمان بسبب توجه دول الخليج باتجاه الاتحاد. ماذا تريدون أكثر من ذلك كي تعلموا أن سلمان وجماعته ليسوا سوى دمى تحركها إيران؟
لا مشكلة - بالنسبة لي على الأقل - في أن يعبر سلمان عن رأيه في الاتحاد، وأن يعارضه - طالما أن الاتحاد يهدد مشروعه الطائفي - لكن في الوقت نفسه، عليه أن يكون صريحاً مع مؤيديه وجماعته. قل لهم يا سلمان الحقيقة ولا تخفيها عنهم بكلام المراوغات، قل لهم إن (الوفاق) تمثل إيران في البحرين، وأنها تسعى إلى جمهورية (ولاية الفقيه) على أرض العرب. قل لهم إن ما تسعى إليه ليس الديمقراطية ولا الإصلاح وإنما تنفيذ أطماع الملالي في البحرين. العب على المكشوف بشكل تام ولا تحاول أن تواري سوأتك فمواقفك تفضح ما في صدرك.
إنني على ثقة تامة في أن هناك شريحة كبيرة من المخدوعين بخطاب سلمان و(الوفاق)، ويوم أمس قرأت تعليقاً لأحدهم يستغرب شعارات تم ترديدها في إحدى التظاهرات تقول: (فليفنى الشعب ويبقى قاسم) - أي عيسى قاسم -، ومن قبله آخر يستغرب بعد أن شارك في إحدى المسيرات وفوجئ بأن الهدف منها ليس (الوطن) بل من أجل (العلماء).
نعم هناك الكثير من العقلاء، لكنهم يريدون معرفة الحقيقة، وحينما نقول لهم نحن إن علي سلمان و(الوفاق) ليسوا سوى أصابع إيرانية في البحرين فإنهم لا يصدقون، لأن الشك قد تمكن من قلوبهم، ومصادرهم الموثوقة ليست الإعلام البحريني وإنما ما تنقله إليهم مواقع (المعارضة)، لكنهم بكل تأكيد سوف يصدقون حينما تقول لهم أنت ذلك. قل لهم لماذا تستنكر اتحاد دول مجلس التعاون لكنك تصمت عن التصريحات الإيرانية بضم البحرين إليها؟ قل لهم لماذا تطالب بمسيرة لرفض الاتحاد ولم تطالب بمسيرة لاستنكار التصريحات الإيرانية؟ هل المسألة في حاجة إلى تفسير؟ وهل هناك مثقال ذرة من شك في أنك تفرح وتهلل لما يصدر عن إيران من تصريحات تستهدف البحرين؟
لكن في الوقت نفسه، نطمئن سلمان و(الوفاق) بأن الاتحاد حاصل، وأن هذه التهويشات التي تريد منع أمر واقع لا فائدة منها، والأفضل له أن يتفرغ لتعديل أوضاع جماعته وفق القانون لأن الوقت ينفد، وقد قلت هذا الكلام في مقابلة على (سكاي نيوز) العربية يوم أمس الأول.