Thursday, May 17, 2012

الذين فقدوا ظلهم

محمد الأحمد
الذين فقدوا ظلهم في البحرين، هم هؤلاء الذين فقدوا هويتهم وهم يحاولون الوقوف عائقاً – وهم ليسوا بالقدر الذي يمكنهم من ذلك – أمام «الاتحاد الخليجي» الذي نقف على أعتاب تدشينه بعد أشهر مقبلة. قبل سنوات معدودة، هل كنا نتصور أن هناك فئة ستقف يوماً ما ضد اتحاد دولة خليجية مع دولة أخرى، أو اتحاد الدول الخليجية مجتمعة ليشكلوا اتحاداً، لقد كنا سائرون ومصدقون خلف تصريحاتهم وبياناتهم الكاذبة، الذين يدعون فيها الانتماء لهذا الوطن، وهذه المنظومة الخليجية، وهذا التراب. المسألة ليست مسألة فقد هوية بل هي أكبر من ذلك.. المسألة مسألة عدم وجود هوية من أساس، فهي مشكلة لا يمكن أن يكون لها علاج، ولا يمكن أن يكون فيها خط رجعة، فهي ليست قضية عاق من الممكن أن يرد له عقله ويرجع إلى البر، وليست قضية كاذب من الممكن أن يؤنبه ضميره ويرجع إلى الصدق، وليست قضية جاحد من الممكن أن يلين قلبه، وليست مسألة كافر من الممكن أن يرجع إلى الإيمان، ولكنها مسألة إعطاء نسب لشيء لا يمكن أن ينتسب إليه؟!. من الذي يقف في وجه التكاتف والأخوة الخليجية؟ إنهم وحدهم أتباع ولاية الفقيه الذين جن جنونهم من تحرك الدول الخليجية نحو الاتحاد، وكانت رحمة من رب العالمين على عقولهم وقلوبهم أنه تم تأجيل إعلان الاتحاد إلى القمة الاستثنائية المقبلة. من المفترض أن يكون موقع هؤلاء داخل البرلمان الإيراني الذي صوت أمس الأول ضد الاتحاد وتدخلوا بشكل سافر بين البحرين والسعودية، نعم إن هؤلاء مكانهم هناك، وليس بيننا ويتحدثون باسمنا، هؤلاء نشاز لا يمكن لأي شخص ينتمي لتراب هذه الأرض ويمتلك هذه الهوية أن يصطف معهم أو حتى ينصت لهم. إنك لا تستطيع أن تكشف ما في قلب الشخص إلا إذا وصل إلى مرحلة فقد فيها حياءه، فهؤلاء الذين نزع الله عنهم حياءهم وأصبحوا يتخرصون عن الاتحاد الخليجي ما أراد الله بهم إلا أن يكونوا مقيتين ممقوتين، منزوعي الأمانة، خائنون مخونون.. هؤلاء الذين فقدوا ظلهم في البحرين.