Thursday, May 17, 2012

من الذي يهدد استقلال البحرين: الاتحاد الخليجي أم إيران وأدواتها

فوزية رشيد
في أغرب رد فعل على الاجتماع التشاوري لقادة دول مجلس التعاون يوم الاثنين الماضي وعلى قرار دول مجلس التعاون التحول من صيغة التعاون إلى صيغة الاتحاد، هو خروج ذات «الجوقة» التي سببت ولا تزال تسبب الازمات في البحرين، «بطنطنة» اعلامية سريعة تلقفتها كل القنوات الطائفية وعلى رأسها قناتا «العالم» و«المنار» ومعهما بضع قنوات أخرى حاقدة، لتعلن ان (الاتحاد الخليجي يهدد استقلال البحرين)، وان السعودية تريد تكريس احتلالها للبحرين، او انها تريد «ضم» البحرين، وان الشعب يرفض الاتحاد، وان الشعب اسقط الاتحاد، وعلي سلمان، أضاف: «سوف نحارب الاتحاد، وان الوحدة بين البحرين والسعودية خطر على الاستقلال، وانه إذا تم الاتحاد فسنصعد العنف في الشارع».
وصرح مقتدى الصدر كعادته مُزبدا ومُرْغيا ومهددا، ثم دخل مع الجوقة مجلس الشورى الايراني وكبيرهم «لاريجاني» ليقول: «ان البحرين ليست لقمة سائغة تبتلعها السعودية»، و«اذا كان من حق أحد ان يضم البحرين فهي إيران وليست السعودية».
ولتتكرر الاقوال حول (إن البحرين المحافظة ١٤ في ايران) وان (الشاه لن تتم مسامحته حين فرط في البحرين)، ولنتخيل إلى اي مستوى وصلوا.
هكذا يتضح حجم التناغم بين من تدعي انها معارضة وطنية وبين التصريحات الطائفية في العراق، وبين التدخل الايراني السافر، وكشف النيات المبيتة، وكيفية الاشتغال الايراني على الاجندة المفضوحة عبر الادوات الداخلية وماهية الهدف النهائي لتلك الاجندة، وذلك السعار الذي اصاب الاطراف القائمة عليها داخل البحرين وخارجها، وحجم التناغم في الخطاب والتهديد بين الاطراف الداخلية والخارجية، وسرعة قلب الحقائق وانقلاب الصورة، واشتغال «الجوقة» مجددا وبكثافة إعلامية مضافة رغم انها لم تهدأ منذ احداث فبراير٢٠١١، لتحويل الخونة والمتآمرين على الوطن واستقلاله باعتبارهم اليوم مدافعين عن ذلك الاستقلال وباعتبار ان السعودية هي التي تهدده وليست تحميه.
هكذا بفركة كعب وببضع كلمات ومصطلحات ومفاهيم، هي في الواقع تفسر تماما نياتهم والنيات الايرانية تجاه البحرين، يقومون بعملية اسقاط لها على دول الخليج وتحديدا السعودية، مثلما يقومون بإسقاط دورهم التآمري في ضرب استقلال البحرين، على الدولة البحرينية في علاقتها مع اشقائها الخليجيين وتحديدا السعودية، مثلما بجرأة سريالية على المفاهيم والمصطلحات يحولون «الاتحاد الخليجي»، الذي يتم العمل عليه (الى ضم البحرين للسعودية)، فيما تعلن إيران بوقاحة منقطعة النظير وبكشف كامل نياتها انها الأحق بالضم!
وهكذا يسقط السور الاخير لدى من تسمي نفسها المعارضة، وفي دفاعاتهم انهم لا صلة لهم او لحراكهم بإيران، وينكشف حجم الحقد الراسخ في نفوسهم على وطنهم وخليجهم وعروبتهم وحقيقة انتمائهم وولائهم، فيمارسون معا ومن دون خجل او حياء استمرارية كشف كل ما تم اتهامهم به، منذ احداث فبراير تحديدا وتثبيته على انفسهم، وليستمروا في ممارسة ذات «الغباء السياسي» في فضح انفسهم، لأنهم يعتقدون انهم بقلب الصورة وبالكذب والتزييف المستمر الذي هو لعبتهم السياسية الوحيدة، بامكانهم ان يصادروا وطنا من نفسه ومن خليجه ومن هويته وبعده الاستراتيجي، وان يثيروا الغبار في وجه الحقيقة حول الاتحاد الخليجي، الذي اصابهم بالسعار والجنون فلم يعودوا يعرفون كيف يحاربونه.
مجلس الشورى الايراني بدوره اصدر بيانا وقعه (١٩٠ نائبا) كشف حجم العدوانية الايرانية، وحجم الصلف والبجاحة، مثلما كشف حقيقة احداث فبراير، وهذه المرة بتصريحات ايرانية متمادية، كانكشاف جديد لما تم انكشافه طوال اكثر من عام.
وفي كل ما ساقوه من منطق معوج حول «الاتحاد الخليجي» فاننا لن نقف ولا لحظة في وقف الدفاع عنه امام هؤلاء او امام خزعبلاتهم وانكشاف نياتهم تجاهه، بعد ان انكشفت النيات والاجندة داخل الوطن نفسه، ببساطة لأن لعبتهم مكشوفة تماما، وكلماتهم وخطاباتهم لم تقدم جديدا فيما انكشف قبل اليوم، الذي وصل اليوم إلى اعتبار ان الاتحاد الخليجي هو احتلال سعودي للبحرين لمجرد انه كان سيبدأ بهما.
اذا كانت غالبية الشعوب الخليجية تريد الاتحاد الخليجي، فان هذه الشرذمة البحرينية التي انتفخت بالونتها الهوائية كثيرا، فلم تعد تكذب بلسان الشعب البحريني وحده، وانما اصبحت تتحدث بلسان الشعب الخليجي كله، وتولول في الفضائيات بأن الشعب الخليجي وليس البحريني فقط لا يريد الاتحاد، بل اعتبروا ان تأجيل اعلان الاتحاد رسميا جاء تلبية للتهديدات الايرانية ولأداء المتطرفين والارهابيين في البحرين، الذين اجهضوا الاتحاد، ولا نعرف إلى اي ابعاد جديدة ستصل بهم الحالة النفسية المرضية المعروفة بـ (البارانويا) او جنون العظمة، لأنهم كل يوم يكشفون عن درجة جديدة تدل على حجم استفحال هذا المرض النفسي فيهم حالهم حال امهم (ايران) التي لم تتوقف عن ارضاعهم بأمراضها المعقدة ولا لحظة.
لعلي سلمان ولبقية الجوقة «الفضائية» وقبلهما لإيران نقول: الاتحاد سيتحقق، والاشقاء الخليجيون سيعلنون رسميا هذا الاتحاد، ونأمله قريبا جدا، والسعودية هي من حمت البحرين بعد الله وشعبها المخلص من مخططكم الذي كان يريد الوصول إلى ملء المقعد الـ١٤ في البرلمان الايراني، وبالتالي فان من يهدد استقلال البحرين وحريتها، ومدنيتها، وتعدديتها، وديمقراطيتها، هو انتم الذين تغذيكم «الماما ايران» بأموالها وبتدريبها وبدعمها اللامحدود، لأنها تستخدمكم ادوات لابتلاع البحرين في ظل اطماعها التاريخية والمعاصرة للبحرين التي لاتزال وستبقى باذن الله شوكة في بلعومها، ولن تكون لقمة سائغة لتبتلعها كما تريد.
واعلان النية في الاتحاد كشف آخر ما في جعبتكم من اقنعة فسقط القناع عن القناع كما قال «درويش»، فلم يبق لديكم اليوم الا التعامل بالوجه الحقيقي القبيح، ومثلكم فعلت ايران، وعلى الشعب البحريني ان يخرج بقوة إلى (الفاتح) ليعلن امام العالم، ولمن اختطف اسمه موقفه من الاتحاد، وليتم الفرز الشعبي بين اتحاد يريده الشعب وللحفاظ على عروبة وهوية البحرين، وبين رافضين مرتزقة يريدون اخذ استقلالها وسيادتها نحو الاحتلال الايراني او الضم الايراني، فالموقف الذي كان في فبراير ٢٠١١ يتجدد مرة اخرى في هذه الايام.
ونطالب «المجلس الوطني البحريني»، بأخذ موقف عملي من بيان مجلس الشورى الايراني ومن اتباع ايران، مثلما نطالب «وزارة العدل» بأخذ موقف جازم من اي جمعية سياسية لم تكتف بالاضرار بالبحرين وحدها وانما تنقل امراضها اليوم إلى «الاتحاد الخليجي» الذي رغما عنهم وعن إيران سيرى النور قريبا، ونطالب الدولة باستدعاء «السفير الايراني»، الذي وصلت دولته إلى حدودها القصوى في خرق العلاقات الدبلوماسية، وان يكون للبحرين ولدول الخليج العربي الاخرى، موقف جاد من إيران وألاعيبها وتهديداتها، فلم يعد هناك ما لم ينكشف بعد سواء من حيث اطماع إيران أو أداء أدواتها وخلاياها المنتشرة في البحرين والخليج العربي.
وحفظ الله البحرين وخليجنا واتحاده.