Thursday, May 17, 2012

السكوت عن هجرة القبائل.. وتجنيس سكاكين الغدر

هشام الزياني
شعور أهل البحرين بالألم الكبير والغصة سببه أن الوجع كان ومازال من البطن، أهل البحرين منذ سنوات وهم يعرفون حقيقة البعض الذين سقطت أقنعتهم، حتى قبل أن تسقط الأقنعة، لكن مصيبتنا أن الدولة قرّبت من يضع الأقنعة، حتى سلمت مفاصلها لمن لا يريد لها الخير، ويريد الانقلاب عليها. «حتى أنت يا علي سلمان.. أصولك ليست بحرينية؛ لا حول ولا قوة إلا بالله، أنا أقول ولد البلد ما يحرق البلد، وأنا أقول حتى لو “الوطنيين” اختلفوا مع الحكم فإنهم لا يحرقون البلد ولا يسقطون الحكام، ولأنك لم تكن كذلك، تطلع كل يوم والثاني بخطابات عن التجنيس، من المفترض أن يستر الإنسان عورته قبل أن يتكلم عن عورات الناس”. «أنت ومن قبلك “اسحقوهم”؛ جميعكم تتحدثون عن التجنيس والسكان الأصليين بنفس الخطاب التقسيمي، والحبيب رئيس التحرير “العالمي” يقول أحنا الباقين وأنتوا الطالعين! لا نلوم هؤلاء الذين يتهمون الناس في أصولهم وأبوابهم “مخلعة”، لكني ألوم الدولة. إن ما يحصل لنا اليوم في البحرين ليس وليد اللحظة، هو نتيجة لأسباب كانت ماثلة أمامنا، أهل البحرين الحقيقيون يعرفونها حق المعرفة، حقبة الخمسينيات (ما قبلها وبعدها) كانت مفصلاً تاريخياً مهماً ألقى بظلاله على الوضع اليوم. الدولة في حينها حتى وإن كانت تحت الاستعمار الإنجليزي (ونحن نعرف الإنجليز ومكرهم في السياسة، ولا أريد الاسترسال في هذه النقطة حتى لا يزعل السفير) إلا أن الدولة أخطأت كثيراً في السكوت عن هجرة القبائل والعوائل العربية من البحرين حين كانت لديها بعض المطالب، وحين كانت دول مجاورة تغريهم بالهجرة لها بالمميزات (الدول تشتري الأجواد اللي يكونون سنداً وقوة للدولة) حتى هاجرت أعداد كبيرة من البحرين، من جو وعسكر والدور، ومن الزلاق ومن البديع، ومن حالتي النعيم والسلطة والحد، ومن المحرق والرفاع والمنامة والقضيبية، هاجرت إلى قطر والسعودية والإمارات والكويت، دون أن يوقفها أحد ويحقق لها مطالبها. بالمقابل وفي ذات الحقبة التاريخية تم الاستماع إلى نصيحة العلوي، والمستشار الإنجليزي، وكانت المحرق حينها تعج بالتظاهرات وكانت متأثرة بالإعلام المصري، فتم تخويف الحكم من أهل المحرق على أنهم انقلابيون، وسوف ينقلبون على الحكم، وبهذه الوشاية الماكرة تم تجنيس مجموعات من التي تصرخ اليوم بأم رأسها ضد التجنيس، وهم أيضاً الذين انقلبوا على الحكم في 2011، وهم الذين خرجوا يقولون ارحلوا..! لا أحب السير على أشواك التاريخ كثيراً، لكنه سبب الحاضر، وهو الذي أوصلنا للذي نحن فيه. هذه حكاية بعض المجنسين الذين يصرخون كل يوم باسم السكان الأصليين، وهذا ما جنته علينا الدولة المناط بها اليوم أن تصحح المسار بعد خراب مالطة. سبحان الله! الناقص يتهم الناس في الشيء الذي هو ناقص فيه حتى يخفيه وينفيه عن نفسه، وهذا ما يفعله كثير من الذين يقولون “سكان أصليون” بينما هم أصولهم من المحمرة وإيران والقطيف. كنا نتمنى من الدولة تعرية هؤلاء الذين ينعقون بنعيق السكان الأصليين لكشف حقيقتهم وأصولهم، لكن الدولة في كثير من الأحيان كانت تسكت وتصمت وتجعل لمثل هؤلاء صوتاً عالياً كذاباً. يا الله.. كثيرون هم من مكتسبي الجنسية والقائمة تطول، لذلك لن تجدوا من بعض المتجنسين من المحمرة أو إيران إلا محاربة الاتحاد مع السعودية.. كل واحد إيرده أصله..!