Monday, May 28, 2012

مصر.. إلى أين وماذا بعد

محمد المحميد
بات في حكم المؤكد أن مصر تسير نحو تطبيق النموذج التركي، بعد فوز جماعة الإخوان المسلمين برئاسة مجلس الشعب ورئاسة مجلس الشورى، واقترابها جدا من رئاسة الجمهورية، الذي سيكسبها منصب رئاسة الوزراء أو غالبية الحقائب الوزارية، في ظل دعم مصري داخلي وتشجيع وتوجه أجنبي لأن «يكوش» الأخوان على جميع المناصب، رغم تباين موقف المجلس العسكري.
في كتابه الأخير أشار «عبداللطيف المناوي» رئيس التلفزيون في آخر أيام حكم مبارك، والذي أذاع خبر وبيان التنحي، إلى سؤال مهم في آخر صفحات الكتاب «وماذا بعد؟» وهو سؤال يراود كل مواطن مصري اليوم، إخواني أو سلفي أو ليبرالي أو من الغالبية الصامتة.. وهو سؤال ربما دار في ذهن كل مواطن عربي وخليجي، مصر إلى أين؟
ليس شرطا أن يكون الأخوان شراً، فلربما كانوا حكاما جيدين، تماما كما قال السياسي د. مصطفى الفقي عنهم، بأننا في مصر جربنا حكم جماعة الفساد مدة ثلاثين عاما، فلماذا لا نجرب حكم الأخوان المسلمين، رغم أن بعض الماكينات الإعلامية تحاول أن تهول بعض أخطاء وسقطات الأخوان بأنهم «طالبان جدد» وهذا تجني كبير على الجماعة.
في البحرين هناك فرق كبير وبون شاسع بين جماعة الأخوان المسلمين المصرية والجماعات الطائفية في البحرين المدعومة من إيران، رغم أن النظام الإيراني يحاول أن يدعم ويتقرب من جماعة الإخوان المصرية، ونحن على ثقة بأن إخوان مصر لديهم من الذكاء والحصافة في معرفة وكشف التوجهات الإيرانية.
لفترات طويلة وحتى اللحظة حاولت الجمعيات الطائفية في البحرين أن تتمثل بجماعة أخوان مصر، ولكن جماعة الأخوان في البحرين حظيت بدعم واضح لمملكة البحرين وموقف مشرف من أخوان مصر ومن الشيخ يوسف القرضاوي الذي أكد مرارا على طائفية الجمعيات السياسية في البحرين ومشروعها الإيراني، رغم اعتقادنا بأن هذه الجمعيات التي باتت مكشوفة اليوم بطائفية مواقفها وتحركها ستحاول مد جسور التواصل مع إخوان مصر لما تمثله من ثقل عربي إسلامي شعبي، ولن نتفاجأ في الغد إن قرأنا عن برقية تهنئة يرسلها عيسى قاسم أو النظام الإيراني إلى إخوان مصر.
لسان حال المواطن المصري اليوم والخليجي كذلك يقول، لا يهم من يرأس مصر ويحكمها، ولكن الأهم أن يعيد الكرامة ويحارب الفساد ويعيد الأمن والاستقرار ويحمي الاقتصاد وينشطه، ولا مانع لو كان إخوانيا.