Monday, May 28, 2012

رموزكم ليسوا في منزلة رموزنا

طارق العامر
أنصار الولي الفقيه ساءهم التطاول على ما يسمى برموزهم، ولهؤلاء نقول: رموزكم ليسوا اكرم، ولا اعز، ولا في منزلة رموزنا «ومن طق الباب جاه الجواب»، فخذوا مني الجواب: ويل لرموزكم الذين اكتالوا على الناس، وزرعوا الفرقة والفتنة بين ابناء الشعب والدين الواحد، وسعوا بكل ما اتاهم من قوة لتمزيق الوطن اربا اربا.. ويل لرموزكم الذين قادوا من على منابر التحريض اعمال العنف والحرق والتخريب واستهداف عناصر الأمن.. ويل لرموزكم، التي رفضت الاتحاد الخليجي، ولزمت الصمت ولم تنبس طوال عام ويزيد بكلمة ضد التصريحات الايرانية السافرة والتدخلات الوقحة في شؤون البحرين!! هل هذه افعال القيادات والرموز؟ وهل مثل هؤلاء تعدونهم «رموزا» وان كان؟ فهل هؤلاء الرموز تستحق الاحترام؟ ساءكم ما اصاب رموزكم، ومن هي رموزكم «ان هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان» فالرموز هي من تجاهد بنفسها، ومالها، ووقتها وحياتها من اجل الوطن، وتكون منارا للآخرين، وملهمة للجماهير، بالوطنية والفعل المؤثر للواقع، بغض النظر عن دين هذه الجماهير او لونهم او مذهبهم، مثل تلك الرموز ينتهي وجودها بموتها، لكن آثارها تبقى جزءا من التاريخ، بذمتكم من في رموزكم سيخلد في التاريخ؟ اية الله «مجنسي» مثلا؟ طيب، ماذا سيقول اية الله «مجنسي» للتاريخ حين يسأله عما صنعه بالوطن، هل سيقول إنه اول من حرض على «سحق» عناصر الشرطة؟ وماذا سيقول من أمعن في تفخيخ وطن بأكمله، عن دم المريسي وكاشف منظور ومحمد فاروق عبدالصمد وراشد المعمري وغيرهم من الضحايا الذين سقطوا الواحد تلو الاخر وهم ينزفون دما بسبب تحريضه وأكاذيبه؟ ماذا سيقول اية الله «مجنسي» للتاريخ عن احتلال مستشفى السلمانية، وعن مشاهد أبناء الجاليات الأجنبية الجرحى والمصابين وهم يُقادون مكبلي الأيدي إلى مستشفى السلمانية بين صفين من الممرضين والأطباء والمحتشدين الذين انهالوا عليهم بالضرب والشتم والسب بداعي أنهم «مجنسون»؟ ماذا سيقول عن دم اهل السنة الذين استشهدوا بسبب منعهم من تلقي العلاج في مستشفى السلمانية؟ وماذا سيقول عن سد الطرقات واحتلال الشوارع وتفخيخ الجسور، والهجوم على جامعة البحرين، والاعتداء الوحشي على الطالب خالد السردي، واستهداف اهل السنة في منازلهم بالمولتوف؟ هل لديه الشجاعة ليقر بما حدث للمواطنة رانيا زين العابدين وابنها الطفل عبدالله كاظم واللذين عاشا ليلة خوف بألف ليلة حين سالت دماؤهم على الاسفلت بفعل انبوبة غاز وجهها انصارها نحو منزلهم، وكل جرمهم انهم من أهل السنة؟ هل سيكون اية الله «مجنسي» صريحا مع التاريخ في الإجابة على أسئلته؟ أشك في هذا، لذلك فهو لن يخلد كرمز في التاريخ، وان كان فلن يخلد في صفحاته النظيفة والعفيفة!! ودون شك بانك ستنبهر حين تأتي على مناقب رموزنا الوطنية وتاريخها الذي سيسطر بماء من ذهب، ومعاذ الله ان اقارن بين الثرى والثريا ولكن للتدليل وحسب، وحين نأتي بالحديث عن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فهو من قاد مشروعا وطنيا اصلاحيا جامعا، التفت حوله كافة القوى والتيارات السياسية والمجتمعية، والنخب السياسية، وجماهير الشعب البحريني، وقد ساهم هذا المشروع بنقل البحرين نقلة ديمقراطية إلى الأمام وحظي بتأييد دول العالم أجمع واحترامه واعتبر نموذجا يحتذى به، وهذا صنيع «بوسلمان» لوطنه، جعل من الحلم حقيقة. ثم وحين نذكر بالحديث صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان ال خليفة، فـ «الله أكبر» وحدث ولا ملامة، وجهز المداد والقرطاس وسن القلم لصنيع الرجال، ولست انا من يقر بذلك بل رمال البحرين وبحارها وحتى سماؤها، فهو من صنع المعجزة العمرانية والاقتصادية وأقام الدولة الحديثة في البحرين، واستطاع بعبقريته الفذة وسياسته الحكيمة وإبداعه ومثابرته أن يحول دولة صغيرة في الحجم إلى دولة كبيرة ذات سمعة براقة تنافس في الإنجازات لتكسب مكانة مرموقة وتكون في مصاف الدول المتقدمة، وأن تسرق الأضواء من أعظم دول العالم وتجذب الأنظار نحوها بكفاءة عالية تستحقها بكل جدارة وموضوعية، باختصار لم يكن لإنجازات المملكة لتتحقق لولا هذا الرمز الوطني. مكمن الاختلاف والتميز يا هذا ويا ذاك، هو: ان رموزنا عمرت وطناً وأقامت بنيانه، اما رموزكم فهدمت وطناً وخربت اركانه، والتاريخ سيشهد بذلك.