Monday, May 28, 2012

زمنُ الفضائح و زمنُ الشّعوب

إبراهيم الشيخ
في أحلك المواقف تظهر معادن الرّجال، ويظهر صدق مبادئهم، وما أسهل أن تنفضح الجماعات والأنظمة عندما تحين ساعة الحقيقة.
كنّا نقول إن أحداث البحرين وسوريا كانتا الفاضحتين، فهما كشفتا وعرّتا الطوابير والأذناب والطراطير الصفوية في بلادنا، تلك الطراطير التي كانت تتخفّى خلف التقيّة وحقوق الإنسان والمظلومية، كشفتهم الأحداث الأخيرة، حيث لم يكونوا سوى عبيد يرضعون العمالة على شاشات التلفاز وفي فنادق جنيف وواشنطن، أسرّتهم على دبابات الخيانة، يأكلون من خير الوطن، ولكنّك تجد الوفاء في مخلوقات الله المختلفة ولا تجده فيهم.
تستمرّ الأحداث، وها هي المجازر في سوريّا تتواصل، حتى بلغت القلوب الحناجر، ويكفي مشاهد مجزرة الحولة، حيث قيّد الأطفال قبل نحرهم!! ولا غرابة أن شاهدنا صورة ذلك الطفل ذي السنوات التسع وهو يمسح دماء عائلته من على الأرض!
سوريا تواصل الفضيحة، إنّها فضحت الأنظمة العربية والإسلامية المتخاذلة، كما فضحت النظام الدولي العاهر، حيث الجميع يُظهر بطولاته وصولاته وجولاته، حتى وجدنا من أولئك القادة وأبنائهم من تجاوز القعقاع في قوّته، وتجاوز ابن الوليد في دهائه، ولكنّنا اكتشفنا في لحظة؛ أنّ تلك الأنظمة باتت تصنع أبطالاً من ورق، أو قل كالدّمى، تفرح بها وتستأنس، وما بين أولئك وبين كشف حقيقتهم سوى ساعة الحقيقة!
دول وأنظمة تخشى على كراسيّها، لم تنطق ببنت شفة، أمام تلك المجازر، بينما الغرب الكافر استحى وعلّق؟!
تلك الكوارث لم تفضح أولئك فقط، وإنّما فضحت من أشباه الرّجال، ممّن يخرجون على الشاشات يلبسون لباس الدّين، وهم في حقيقتهم أبشع المصائب التي ابتليت بها الأمّة، حيث مازالوا يحرّمون الخروج على الحاكم ولو كان مثل بشّار؟!
شكراً لتلك المصائب والكوارث، لقد فضحت العملاء والطراطير، كما فضحت حقيقة من يقود أمتنا وهم ليسوا أهلا لها.
قف واستمع: «من أمير المؤمنين المعتصم بالله، إلى كلب الروم، أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل، بعثت لك جيشًا، أوله عندك وآخره عندي. ثم أسرع إليها بجيش جرار قائلا: لبيك يا أختاه!»
هذا ما فعله المعتصم نصرة للأعراض والأرواح، ولو كان الملك فيصل موجوداً بيننا لن تستغربوا أن يقوم بذات الفعل، لأنّ أمثاله «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه».
أمام هذا المصاب، أعتقد جازما؛ أنّ تاريخنا ستصنعه الشّعوب وكذلك فعلت. في الكويت والسعودية والبحرين وقطر سمعنا دعوات صادقة لتسليح الجيش الحر، وهو بالضّبط ما يجب أن يكون.
على الشعوب أن تتكاتف، وأن تعلن الجهاد الحقيقي بالمال رغماً عن أنف كل منافق، لتصل الأسلحة والصواريخ الى الجيش الحر، ليدكّ بها معاقل النّطفة القذرة (بشار) وأعوانه من الصفويين والعلويين الذين أعلنوا حرباً قذرة استئصالية ضدّ أمتنا.
حكمة قرآنية: «ها أنتم هؤلاءِ تُدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخلُ فإنما يبخل عن نفسه والله الغنيّ وأنتم الفقراء وإن تتولّوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم».