Monday, May 28, 2012

هل أنتم إيرانيون أم عرب

صلاح الجودر
تصاعدت وتيرة التصريحات والخطب الإيرانية في الفترة الأخيرة في اتجاه دول الخليج العربية، وليس البحرين والجزر الاماراتية كما كانت في السابق، ففي أقل من 25 يوما يخرج تصريحان هم الأخطر في العلاقات العربية الإيرانية، فبعد أن قطعت إيران علاقاتها مع دول العالم بسبب غطرسة قادتها وساسته الذين دفعوا بها إلى مرحلة الصدام، نراها هذه الأيام تنهي البقية الباقية من علاقاتها بدول الجوار الخليجية مستغلة في ذلك إنشغال الدول العربية لترتيب أوضاعها الداخلية بعد (الربيع العربي)!. ففي 30إبريل الماضي يخرج رئيس أركان الجيش الإيراني وعضو المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الجنرال حسن فيروزأبادي منذراً ومتوعداً دول الخليج العربية بأسرها، وليس البحرين فقط، من محاولة تشكيل هويتهم العروبية الجديدة تحت مشروع الإتحاد الخليجي، ومهدداً قادة وشعوب الدول الخليجية بالتسقيط والموت والرحيل قائلاً: المنطقة كانت دائما ملك إيران، وكلكم لنا!! بهذه الغطرسة والعنجهية تتكشف نوايا إيران في المنطقة، فهي تريدها منطقة فارسية صفوية خالصة، لذا يطلق قادتها هذه الأيام التصريحات الاستفزازية المتتالية دون خجل أو وجل، ففي السابق كانت التصريحات الاستفزازية تلحقها أعتذارات وتبريرات، أما اليوم فإن المسألة أصبحت على المكشوف، في تدخل سافر في شئون الدول الخليجية، وهذا ما تكشفه التصريحات والخطب القادمة من طهران. في خطبة الجمعة 25 مايو بجامع طهران يقف إمام الجامع (أحمد خاتمي) ليصف الإتحاد الخليجي بـ(الخيانة العظمى)، بل ويرفع وتيرة خطابه الديني للتدخل في الشئون الداخلية لدول الخليج العربية حينما دعا شعوب المنطقة للخروج على أنظمتهم ودولهم، في تحريض مذهبي وشعوبي سافر، وإعادة للإطماع الإيرانية، محاولاً تحريك الحس الشعوبي والمذهبي لأبناء تلك الدول، وإيهام أبناء الدول الخليجية بأنهم خاضعين له ولنظامه!. التصريحات الإيرانية الإخيرة كشفت عن أزمة متفاقمة داخل نظام الحكم الإيراني، فتلك التصريحات دليل على أزمات كبيرة يعيشها النظام الإيراني مع شعبه المسلوب الإرادة، ولعل من أبرز أسبابها هو الحصار الدولي الذي تعانيه إيران بسبب المفاعل النووي، وقرب سقوط حلفائها في المنطقة وأبرزهم (سوريا وحزب الله)، كل تلك الأسباب تدعو لرفع وتيرة الخطابات السياسية والمنبرية، وإلا فإن الجميع يعلم بأن الدول الخليجية هي كيان وجسد واحد، جمعها مجلس التعاون الخليج في عام 1980م لدرء التهديدات والتدخلات الإيرانية التي رفعت حينها شعار (تصدير الثورة)، واليوم الحاجة إلى قيام إتحاد خليجي لمواجهة المؤامرة التي تديرها إيران في دول المنطقة تحت ذريعة الربيع العربي. الأزمة الحالية ليست في الدول الخليجية، فهذه الدول تعيش حالة من الأزدهار والتقدم والنماء والاستقرار تحت نظمها السياسية التي فتحت أبواب الديمقراطية والحرية والممارسة الدينية، ولكن الأزمة في الحكومة الإيرانية التي تريد أن تستفيد من (الربيع العربي) وحالة التغير التي تشهدها الدول الخليجي بما يعزز أمنها واستقرار(إيران) على حساب شعوب المنطقة، لذا تكثر هذه الأيام تصريحات مسئوليها لإثارة الغبار السياسي حتى لا يرى وجهها القبيح الذي كشفت عنه في دوار مجلس التعاون الخليجي في فبراير عام 2011م. تصريحات فيروزأبادي وأحمد خاتمي تأتي لإشعال النار في الدول الخليجية، فهي دعوة للخلايا النائمة لزعزعة الأمن والاستقرار في تلك الدول، ولكن للأمانة فإن شرفاء هذه الدول أبداً لا تغريهم الوعود الإيرانية، ولا تخوفهم تصريحات المسئولين الإيرانيين، فهم خلف قياداتهم السياسية التي توافقوا عليها منذ سنوات طويلة، ولكن تبقى ثلة قد باعت دينها وضميرها ووطنها من أجل هوية فارسية صفوية. عند العودة إلى عام 1970م نشاهد بأن الصورة تتكرر مرة ثانية هذه الأيام، ولكن بشكل أكبر، ففي عام 1970م احتلت إيران الجزر الإماراتية(أبوموسى و طنب الكبرى وطنب الصغرى)، وسعت لاحتلال البحرين وعزلها عن أمتها العربية، ولكن أبناء هذا الوطن، سنة وشيعة، تصدوا لتلك الدعاوى، ورفضوها أمام مبعوث الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، واليوم المسئولية على جميع أبناء الخليج العربي أن يحددوا مواقفهم وهويتهم، ففي عام 1970م حينما جاء مبعوث الأمم المتحدة لمعرفة هوية أبناء البحرين كان يطرح عليهم سؤالا محدداً: هل أنتم إيرانيون أم عرب؟!.