Monday, May 28, 2012

مجزرة الحولة، وماذا بعد

أحمد مبارك سالم
تتوالى الأخبار وتتوالى المشاهد التي تبين بشاعة النظام السوري الحاكم عجل الرحمن بزواله، فمنذ أكثر من عام والمجازر تترا وسوريا أوقعها النظام في مستنقع من الدماء لا يُعرف كيف ستخرج منه، ولعل رمضان القادم قد يجلب لنا بشارات النصر على هذا الطاغية الذي أجرم في حق شعبه وفعل بحقه مالم يفعله غيره من الطغاة لا من قبل ولا من بعد.
وآخر ما طالعتنا به الأخبار المقروءة والمصورة والمرئية تلك المجزرة التي بينت بشاعة الانتهاكات التي يقوم بها هذا النظام، وما خفي كان أعظم، حيث أقدم النظام على سفك وقتل أكثر من خمسين طفلاً، فأين الوفاق التي تدعي السلمية وتبين ألا فرق بين السنة والشيعة لتستنكر هذه الجريمة كما استنكرت من قبل أي جريمة أخرى تنتهك في فلسطين أو في غيرها.
إن مجزرة الحولة التي تعتبر إحدى مناطق محافظة حمص ينبغي أن تكون علامة فارقة في إعادة البناء لمواقف الحكام العرب والمجتمع الدولي من الأزمة السورية، فما جرى في هذه المجزرة، ومن قبلها مجازر سابقة يندى لها الجبين، فإلى متى هذا الصمت العربي والدولي، وإلى متى ستستمر البعثة الدولية لكوفي عنان ترسل المراقبين وتطرح المبادرات ولا شيء يتحرك على أرض الواقع.
إن المراقب لما يجري في سوريا يعلم علم اليقين بشاعة الحرب الطائفية التي يمارسها النظام في حق شعبه، وذلك على الرغم من أن بداية الانتفاضة الشعبية كانت تمثل بكل سلمية مطالبات بالحرية والعدالة الاجتماعية، والتي واجهها النظام السوري بأبشع ما تكون عليه الجريمة النكراء، حيث ما زال مع توالي الأيام والليالي، وبعد مرور أكثر من سنة على الثورة السورية الشماء يمارس أبشع صور التعذيب والتنكيل بشعبه، وذلك بدعم إيراني معلن، وصمت عربي ودولي مطبق، فإلى متى سيظل الحل السلمي والاستنكار والاستهجان هو المعبر عن الموقف من الجرائم البشعة التي يرتكبها النظام السوري؟
إن الوقت قد حان لبناء موقف أكثر صرامة من الدول العربية والمجتمع الدولي من هذا النظام الذي لا يمانع أن يبيد أي فرد من الشعب السوري بمجرد أن يعارضه بالكلام، وهو على ذات النسق الذي يمارسه النظام الإيراني بحق شعبه، ولعل الحل العسكري الذي أرى أن بوادره تلوح في الأفق سيكون آخر الدواء لصلف وتعنت هذا النظام البائس الذي لا يفرق بين طفل أو كهل أو امرأة، فالكل أمامه سواء في مواقفه المخزية من شعبه.
إن الضحايا التي جنت عليهم أيدي الغدر من هذا النظام الجائر كثر، ونهاية الإحصاء لعددهم غير معلوم، وأتوقع أن ذلك سيكون في ازدياد، ولولا دعم النظام الإيراني للنظام السوري في ذلك لما استمر هذا النظام في هذا الإجرام، إلا أن لكل شيء نهاية، ولكل طاغية حفرة سيقع فيها، وهذا النظام يحفر حفرته الآن بيده، ونتمنى أن تكون نهايته البائسة قريبة بحوله وقوته.
نقولها وبأعلى صوت... أيها النظام البائس إن نهايتك قد حانت، وما الدماء الزكية التي تريقها في كل يوم إلا مجلبة للثبات لإخواننا المناضلين في بلاد الشام، فتعنتك وإجرامك أنت ونظامك وفلولك لم يزدهم إلا قوة وتماسكاً، ورمضان ما هي إلا أيام معدودات ويقبل علينا بانتصاراته، وأتوقع أن تكون نهايتك أنت ونظامك في هذه الأيام المباركات، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
زبدة القول
مهما بلغ الإجرام الذي يمارسه النظام السوري في حق شعبه، فإن نهايته بدت أكثر وضوحاً في الأفق، والأيام القادمات ستثبت هذه الكلمات، وسنتحقق بحوله وقوته من هزيمة هذا النظام ونهايته التي سيستبشر بها كل مسلم شريف وغيور على إخوانه في بلاد الشام، فهم الذين أثبتوا بعزيمتهم كيف يقفون أمام إجرام هذا النظام البشع الذي لن يكرره التاريخ لما قام به من جريمة بأبشع الصور، ورجاؤنا في كل وقت وحين، ومع كل أذان وصلاة، وبعد الركوع في الركعة الأخيرة من كل صلاة مفروضة ومندوبة، هو دعاء نرفعه لقاهر الجبابرة أن يعجل بزوال طاغية الشام وأعوانه وأذياله القبيحة المجرمة... أللهم آمين.