Monday, May 28, 2012

شتان ما بين موقف (الشملان) ومواقف (الوفاق) الآن

عبد المنعم ابراهيم
موقف (الوفاق) ومن لفّ لفّها من مشروع الاتحاد بين البحرين والسعودية أو مشروع (الاتحاد الخليجي) يؤكد القناعة الراسخة بانتمائهم العقائدي والسياسي إلى (إيران)، لأن (طهران) هي الوحيدة في المنطقة التي هاجمت مشروع (الاتحاد الخليجي)، ومشروع (الاتحاد بين البحرين والسعودية)، ومهما فعلت «الوفاق» بنفي انتمائها إلى إيران فلا أحد يصدقها الآن - لا في البحرين ولا خارج البحرين - لأنها أثبتت أنها (صنيعة إيرانية) لإسقاط النظام في البحرين.
ونحن لسنا بحاجة إلى الاطلاع على بيانات (جمعية الوفاق) وأطقم (حزب الله) في البحرين، للتعرف إلى مواقفهم السياسية أو العقائدية.. فقط انصتوا جيدا لما تقوله (طهران) وتصريحات الزعامات الدينية والسياسية هناك، فسوف تجدون أن مواقف (الوفاق) ومن لفّ لفّها تتبع (أتوماتيكيا) ما يصدر عن إيران!
منذ فترة قصيرة كنت أتابع حلقة تلفزيونية للفضائية اللبنانية (ال. بي. سي) يديرها الإعلامي اللبناني (مارسيل غانم) حول مشروع (الاتحاد بين البحرين والسعودية) وشارك فيها (بحريني وفاقي)، و(محام سعودي)، وكاتب لبناني متخصص في الشئون الاستراتيجية، وبالطبع كان موقف هذا (الوفاقي) ضد (الاتحاد)! ومتهجم على (السعودية)! وضد قوات (درع الجزيرة)، وضد الوحدة الخليجية! فقال له (مارسيل غانم): هذه كلها مواقف إيرانية!.. حتى دعواتكم للمظاهرات تأتي متزامنة في البحرين مع دعوات تصدر من زعامات إيرانية حول ضرورة خروج المظاهرات! وفي النهاية بذل المذيع اللبناني (مارسيل) جهدا كبيرا لكي ينتزع من (الوفاقي) موقفا واحدا يختلف عن موقف (طهران) من المنطقة فلم يفلح! حتى آخر سؤال: ما هو موقفكم من احتلال ايران للجزر الإماراتية الثلاث؟! فرفض صاحبنا (الوفاقي) إدانة الاحتلال الإيراني وتهرب من الإجابة عن السؤال بقوله: (إنها قضية بين بلدين تخصهما)!
هذه هي مواقف (الوفاق) التي تريد (حكومة منتخبة) لكي تستولي عليها، وتسلم مصير البحرين في يد (ولاية الفقيه) والمرشد الأعلى الإيراني! تماما مثلما حدث في العراق.. حكومة عراقية الاسم لكنها إيرانية الفعل والقرار السياسي!
رحم الله الزعيم السياسي البحريني (عبدالعزيز الشملان) الذي طلب مساعدة (مصر) في فتح إذاعة خاصة للبحرينيين ضد الاستعمار البريطاني في الخمسينيات، فاشترط عليه رئيس المخابرات المصرية آنذاك (صلاح نصر) بأن يكون البث خاضعا تحت إشراف ورقابة (المخابرات)! فرفض (الشملان) ذلك الشرط وألغى فكرة (الإذاعة) البحرينية، وحينما سألت (الشملان) قبل وفاته: لماذا رفضتم الإذاعة؟ قال: (نحن وطنيون بحرينيون ولا نقبل أحدا يتدخل في مواقفنا السياسية!
شتان ما بين موقف (الشملان) في الخمسينيات وبين (الوفاق) الآن.