Wednesday, May 30, 2012

صفقة إيرانية أمريكية من تحت الطاولة

عبد المنعم ابراهيم
على الرغم من الرسائل المتناقضة التي ترسلها (واشنطن) إلى (طهران) بخصوص ملفها النووي.. مرة تهدد بأنها لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، ومرة أخرى تصرّح بإمكانية الوصول إلى حلول سلمية للملف النووي الإيراني!
على الرغم من كل ذلك التناقض الذي لا يخلو من تأثيرات حمى الانتخابات الرئاسية في أمريكا، فإن المؤشرات الأولية والمعلومات المتواترة تؤكد وجود اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين أمريكا وإيران، للتوصل إلى صفقة جديدة تنهي موضوع الملف النووي الإيراني بطريقة تحفظ للطرفين (ماء الوجه)! أو لكي يشعر كل طرف «بأنه أكل العنب من دون أن يقتل الناطور»!
وبالتالي فإن الخلاف الحالي حول نسبة تخصيب اليورانيوم سوف يتم الاتفاق عليها في الجولة القادمة من المباحثات في (موسكو) في منتصف يونيو القادم.. فأمريكا تريد حصر التخصيب في نسبة ٥ بالمائة وإيران تريد التخصيب بنسبة ٢٠ بالمائة، وهذه النسبة تسمح لإيران من خلاله بداية بإنتاج سلاح نووي.
أمريكا تريد إغراء إيران بالدخول في تحالف استراتيجي معها بالمنطقة، لكي تؤمن سلامة جنودها في أفغانستان واليمن والعراق والخليج العربي، ولكي تضمن وجود استقرار سياسي في المنطقة بعد انسحاب «قوات الناتو» من أفغانستان في عام ٢٠١٤، وبالنسبة إلى واشنطن تعتبر إيران مهمة لحفظ التوازنات السياسية والأمنية في العراق، وبالتالي سوف تبقى (طهران) راضية عن (واشنطن) ما دامت تعطيها صلاحية التصرف السياسي واتخاذ القرارات الاستراتيجية الداخلية في العراق.
لكن يبقى السؤال: هل ستكتفي إيران بهذا الحجم من الغنائم في منطقة الخليج أم إنها تريد من (واشنطن) أن تعطيها (ضوءا أخضر) لتطلق يدها في البحرين والسعودية والكويت واليمن؟!
بحسب نظرية المصالح في اللعبة السياسية، أمريكا لا يهمها ما يمكن أن تفعله إيران في هذه الدول (بما فيها البحرين)، ولكن كل ما تريده (واشنطن) هو موافقة (إسرائيل) على صفقة إنهاء الملف النووي الإيراني، لذلك طارت المندوبة الأمريكية في مفاوضات (بغداد) إلى (تل أبيب) وقابلت (نتنياهو) لإطلاعه على تفاصيل ما دار في المفاوضات الإيرانية - الغربية!
ثمة صفقة أمريكية إيرانية تجري من تحت الطاولة! وعلى دول مجلس التعاون الخليجي أن تفتح عيونها جيدا، فقد تجد نفسها تباع في سوق النخاسة من حيث لا تدري.