Wednesday, May 30, 2012

الشعب المصري طِلِع فلول

مشعل النامي
بجمع أصوات ما حصل عليه مرشحي الرئاسة في مصر أحمد شفيق وعمرو موسى المحسوبين على النظام السابق، يتضح أن نسبة كبيرة جدا من الشعب المصري ليسوا مؤيدين لثورة 25 يناير ولا للشخصيات والتيارات التي قادت الثورة، وعلى الرغم من ممارسة الإعلام كل أنواع التطرف والإرهاب الفكري فقد حصل هؤلاء المحسوبين على النظام السابق هذه الأرقام العالية!
هذه الأرقام لها دلائل عديدة وهي أن الإعلام الذي صور أن كل الشعب المصري مؤيد لثورة 25 يناير وللتيارات التي قامت بها، هو إعلام كاذب ومضلل حيث أثبتت أرقام الانتخابات كذب هذه الادعاءات.
ودلت هذه الأرقام أيضا على أن من ثار ضد النظام السابق في 25 يناير باسم “الحرية” و“الديمقراطية” لم يسمح لغيره أن يمارسهما بدليل لغة التهديد والوعيد التي سادت الشارع السياسي في مصر ضد المؤيدين للأطراف المحسوبة على النظام السابق، فهم بذلك لم يقبلوا بنتائج “الديمقراطية” التي طالبوا بها في 25 يناير، وكذلك لم يقبلوا “بالحرية” لغيرهم في اختيار وتأييد من يرونه مناسبا.
ودلت هذه الأحداث أن المظاهرات وإسقاط النظام لم تكن إلا لأجل هدف واحد فقط وهو الحصول على السلطة، بدليل عدم التسليم بالديمقراطية التي تبين أنها مجرد شعار رفع في ميدان التحرير لإسقاط النظام.
والتهديد الذي أطلقته بعض الأطراف أنه في حال نجاح مرشح الرئاسة “أحمد شفيق” فإن الثورة ستعود مرة أخرى، هو تهديد يكشف الوجه الحقيقي لمن رفع شعار الديموقراطية وهو لم يؤمن بها يوما، ولو نزل المعارضون للرئيس الذي سينجح في نيل كرسي الرئاسة، فإن نزولهم هذه المرة لن يحظى بالتأييد الدولي الذي حظيت به ثورة 25 يناير، حيث إن الانتخابات كانت مراقبة دوليا ولم تتجاوز المخالفات بها الحد المعقول، مما يعني أن الانتخابات حظيت بشرعية دولية يستحيل أن تسقطها أي تظاهرة في الوقت القريب.
ولأن مصر تتمتع بحرية إعلامية وسياسية ذات هامش مرتفع فإننا اكتشفنا أن الإعلام لم ينقل الصورة الحقيقية للواقع المصري خصوصا فيما يخص موقف الشعب من الثورة المصرية، فيا ترى ما هو الحال في الدول الأخرى التي مر عليها الربيع العربي؟ وما هو الواقع الحقيقي في تلك الدول؟