Wednesday, May 30, 2012

ماذا فعلت الوفاق بنفسها حين استهدفت أهل السنة

هشام الزياني
من الأمور الطريفة وربما التي تدعو للتندر، أن يضرب الخواجة 110 أيام عن الطعام لكنه يبقى صحيحاً سالماً يمارس الرياضة ولم يصبح مومياء يشبه فراعنة مصر! لا نريد لأحد الموت من الإضراب؛ لكن إذا فعل صاحبه بنفسه ذلك فهذا قراره. 110 أيام دون طعام والرجل يقابل المراسلين وأهله وليس به سوء، يا أخي تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية؛ فأنت وقافلة الصحراء صنوان تعيشان على الماء والشاي والبسكويت، وأنا أدعو كل من يريد الحمية النافعة أن يأخذ بنصائح الخواجة، أحسن من الدكتور دشتي! حين جلست الوفاق مع أمينها علي سلمان على مقاعد البرلمان، وحين اعترف أمينها بأن الانتخابات البحرينية نزيهة تماماً (وأهل البحرين ليسوا في حاجة لشهادته) حقق هو وجمعيته كثيراً من المكاسب وفُتحت لهم الأبواب وحصلوا على الامتيازات المادية وغيرها. في ذلك الحين لو أن الوفاق طرحت ملفات وطنية تمس أهل البحرين جميعهم سنتهم وشيعتهم ومسيحييهم ويهودهم، وأخفت طائفيتها خلف ظهرها، لكانت قد استقطبت تعاطفاً كبيراً من الشارع البحريني الذي يبحث عن تحسين المعيشة (الإسكان، الصحة، الدخل)، فكلها قضايا تمس أهل البحرين بكل مكوناتهم، لكن الوفاق فوتت الفرصة وانشغلت بملفات بعضها ظاهره معيشي وباطنه فئوي، والبعض الآخر فئوي بامتياز، كما انشغلت بالتناحر مع بقية الأعضاء ورئيس المجلس. خلال الأزمة التي مرت في 2011 (وبإذن الله لن تعود بعد الفشل الذريع في ذكرى الخروج الطائفي) وقفت الوفاق موقفاً طائفياً بحتاً استهدفت فيه المكون الرئيس في الدولة، حتى خرجت شعارات (ارحلوا يالسنة إلى السعودية)، وقالوا للأسرة المالكة (ارحلوا)، وفي ذات الوقت يرفعون لافتة صغيرة تقول (إخوان سنة وشيعة)، ولا نعرف هل هذا (استهبال) أم أنه (للشو) الخارجي وللإعلام البريطاني والأمريكي. الوفاق وقفت خلف تحركات الدوار وما صاحبها، وكانت تدافع باستماتة عن أفعال وأقوال كل من خرج لاحتلال المنامة، حتى حدثت الحوادث التي استهدفت أهل السنة والجماعة من قطع لسان مؤذن لمسجد سني إلى استهداف (فتاة البسيتين) عند المرفأ المالي في موقف مخزٍ يفعله عشرات الرجال لاستهداف فتاة وحيدة (إن كانوا رجالاً)! ثم تم استهداف مناطق السنة بالهجوم من جهة قرية عالي باتجاه الرفاع، وتذرعوا بأنهم ذاهبون للديوان الملكي يوم جمعة، وهو إجازة رسمية عند المسلمين، وكلها أكاذيب وأستار كان الهدف منها التناحر الطائفي على الأرض، ونحمد الله أنه لم يحدث بحكمة قادة البلد. حوادث استهداف السنة في السلمانية، حادثة اغتيال سائق التاكسي، حادث الجامعة والاعتداء على الفتيات من أهل السنة، وحادث التجمع على طالب وحيد معزول وضربه بشكل همجي عنصري في موقف لا ينم عن رجولة. كل ذلك أفقد الوفاق الكثير (أكثر مما كانت تفقده) من بعض التعاطف بهذا الاستهداف الطائفي لأهل السنة، فحتى من كان يسمع للوفاق قبل الآن حين كانت توهم الناس أنها تريد الإصلاح، أصبح اليوم يكره سماع اسم الوفاق، صار الاسم لديه مرتبطاً بالإرهاب والمولوتوف والقتل والارتماء في الحضن الإيراني واستهداف أهل السنة. الوفاق اليوم في موقف لا تحسد عليه؛ حالة الانحشار في زاوية طائفية مظلمة قاتمة السواد، وأنتم تحبون السواد، فلن تجدي نفعاً أبداً أن تستميلوا السنة لتبني خطابكم، كما إني أشكر الشيخ الفاضل عبداللطيف المحمود حين قال لن نتحاور مع الوفاق، فالحوار معها يا شيخ سوف يفتح عليك غضب الجماهير، وسوف يسبغ على الوفاق الشرعية وهذا بعيد عنها وهي تستهدف السنة بشكل طائفي مريض. هم اليوم يبحثون عن نافذة من أجل الدخول في الحوار بعد كل الفشل الداخلي والخارجي، وبعد حالة الفوبيا التي أصابتهم من كلمة (الاتحاد.. مع أن هذه الكلمة جميلة جداً حين يتعلق الأمر باتحاد العراق مع إيران، واتحاد ايران مع سوريا) لكن لا يجب اليوم أن نتحاور مع أيادي الإرهاب والمولوتوف والقتل والعبوات الناسفة، واستهداف أهل البحرين في الطرقات بشكل عشوائي، هذا إجرام لا يقبل في أي دين وملة؛ فأي دين لمن يفعله؟ فلا حوار مع الوفاق وأذنابها الصغار (وعد المختطفة) والبقية الذين لا أعرف أسماءهم. أدخلتم البلد في شقاق وفي فتق لا يلتئم يا من خرجتم خروجاً طائفياً، وقلت الشعب يريد، وكان أجدر بكم للحق والحقيقة أن تقولوا شريحة من الطائفة تريد. كانت الوفاق في البرلمان وكل الأمور تمام، فلماذا خرجتم إلى إرهاب الشارع واحتلال المنامة (كما احتل حزب الله بيروت)، فمن الذي أوصلنا للذي نحن فيه الآن؟ من هم المتسببون في الكارثة، ألا يوجد عاقل يسأل نفسه هذا السؤال؟
نصر الله يدعو لحفظ الأمن في لبنان! حسن نصر الله دعا أنصاره في لبنان إلى عدم قطع الطرقات وإلى حفظ الأمن في لبنان وإلى وقف كل أشكال أعمال العنف بعد اختطاف لبنانيين في سوريا. يا أخي والأمن في البحرين ألا يحتاج إلى حفظ، لماذا تحرض على الإرهاب في البحرين بينما تدعو لحفظ الأمن وعدم قطع الطرقات في لبنان؟ حسن نصر الله فقد كثيراً من المصداقية العلنية بسبب تباين موقفه من سوريا والبحرين، يقول هناك كلاماً ضد الثورة ويقول للبحرين كلاماً تحريضياً على الثورة.. لا يوجد مبدأ أبداً إنما الطائفة سيدة الموقف.
«وعد» عندها «بعد نظر»! جمعية وعد المختطفة من القلة المسيطرة عليها والتي ذهبت بالجمعية الليبرالية إلى أحضان جمعية الولي الفقيه، قالت في بيان لها إنها تدين مجزرة الحولة التي حدثت في سوريا! وطالبت بالكشف عن المتسببين في المجزرة..! يا جماعة والله أنكم أعجبتموني.. بصراحة كنا ننتظر بيان إدانة للمجزرة لكن يبدو أن الإخوة في وعد لديهم (بعد نظر)! يشاهدون الأعمال الإرهابية في سوريا ولا يشاهدونها في البحرين..! أنا أتمنى من وعد يكون عندها (قصر نظر) فترى ما يحدث في البحرين بعين الحقيقة (ولا نريد غير ذلك).. أقول سلامة الشوف بس..!