Wednesday, May 30, 2012

بلا شك السعودية

صلاح الجودر
المتأمل في إنتاج البحرين للنفط الخام لعام 2011م يرى أنه عند مستوى 69 مليون برميل، منها 16 مليون برميل من حقل البحرين، والباقي 53 مليون برميل من حقل أبو سعفة المشترك بين البحرين والمملكة العربية السعودية حسب اتفاقية عام 1965م، وتقدر إيرادات البحرين النفطية حسب تقرير شهر إبريل الماضي بـ 680 مليون دولار والتي تشكل نسبة 70% من الدخل القومي للبحرين. فقد تم اكتشاف حقل أبو سعفة في المياه الضحلة بين البلدين في عام 1963، وتم توقيع الاتفاقية بين البحرين والسعودية على اقتسام النفط بينهما، إلا أن السعودية قد تنازلت عن حصتها كاملة للبحرين في عام 1992، بالإضافة إلى منحة سعودية من الزيت الخفيف تبلغ 50 ألف برميل، بالإضافة إلى أن البحرين تكرر 262 ألف برميل يومياً من النفط السعودي حسب اتفاقية عام 1945، وهذه الموارد النفطية ليست ببسيطة لبلد تعد موارده النفطية محدودة، فمع أن البحرين تعتبر الدولة الأولى في المنطقة التي تم اكتشاف النفط فيها عام 1932 إلا أنها تعتبر الأقل انتاجاً من بين الدول الخليجية. فنسبة 70% من الدخل القومي من النفط القادم من حقل أبو سعفة، والذي تنازلت الشقيقة السعودية بحصتها للبحرين ليست بالسهلة والبسيطة، فأبرز موارد البحرين تأتي من هذا الحقل الذي عزز العلاقات بين البلدين، لذا يعتبر المصير بين البلدين واحد لارتباطهما ببعض بالهوية العربية الأصيلة. في المقابل وفي الضفة الأخرى من الخليج تقف إيران للبحرين وشعبها بالمرصاد، فما من فتنة أو محنة تتعرض لها البحرين والدول الخليجية إلا ويشتم رائحتها من الشرق «إيران»، فقد أصبحت الفتن والمحن التي تتعرض لها البحرين من جارتها إيران عنوان الكثير من الصحف والقنوات الفضائية، بل من أبرز التحليلات السياسية للأحداث التي شهدتها البحرين في فبراير العام الماضي 2011، فقد عادت الأسطوانة المشروخة من بعض القيادات الإيرانية التي تتحدث بأن الخليج بأسره تابع لإيران ونظامها السياسي!. فنظام الحكم في إيران والذي تديره المؤسسة الدينية عاد من جديد للحديث عن الدول الخليجية وأبرز البحرين في سابقة خطيرة لإعادة ملف التأزيم الذي قبر منذ سنوات حين قبل شاه إيران محمد رضا بهلوي بقرار الأمم المتحدة التي خلصت إلى أن شعب البحرين «عربي»، فقد كانت أولى التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني في ثمانينيات القرن الماضي حينما تم تدبير محاولة قلب نظام الحكم، والتدخل المباشر في البحرين على يد المؤسسة الدينية في إيران، ولكن هدأت الأوضاع بسبب انشغال إيران بحرب الثماني سنين مع العراق، وانشغالها بحرب الخليج الثانية وحرب تدمير العراق وتحويله إلى كنتونات طائفية وعرقية. اليوم المجتمع البحريني وهو يواجه المخطط الإيراني لتدمير دول الخليج العربية وتغير هويتها بين خيارين، فهو بين الانتماء العروبي والذي يتمثل في مقترح الملك عبدالله بن عبدالعزيز «الاتحاد الخليجي» أو التبعية الفارسية التي يحاول النظام الإيراني الترويج لها من خلال الضرب على الحس الطائفي والمذهبي والشعوبي، والحقيقة التي عليها أبناء البحرين والدول الخليجية الأخرى أنهم عروبيون حتى النخاع، ولا يمكنهم التخلي عن هويتهم العربية مهما تم نثر السموم والأدواء لتغير هوية أبناء المنطقة. فأبناء البحرين اختاروا هويتهم في عام 1970 أمام مبعوث الأمم المتحدة بأنهم عرب وليسوا إيرانيين، من هنا فإنه ليس هناك وجه مقارنة بين السعودية وإيران، بين العروبة والفارسية، فالمشروع المطروح اليوم في المنطقة ليس ضمن «الربيع العربي» كما تحاول قناة العالم الإيرانية الترويج له، ولكنه ضمن مشروع إيران التدميري الذي يشاهد هذه الأيام في العراق وإيران، فقد صرح أكثر القادة الإيرانيين بأن دول الخليج لهم، وأنهم يريدون شعوب الدول الخليجية خدماً وأتباعاً لهم، ولكن هيهات أن يغير أبناء المنطقة الخليجية هويتهم العربية.