Wednesday, May 30, 2012

هل نجحت الوفاق في جنيف

طارق العامر
مبروك للوفاق جالك النصر، لكن هذا النصر طلع «حمل كذاب»، نعم الوفاق نجحت في إقناع رئيسة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة السفيرة لورا ديبوي والشلة اللي معاها، بأنها «يا خلف جبدى» مسكينة وغلبانة ومجني عليها، وانها تعرضت لأكبر جريمة إبادة وانتهاك لحقوق الإنسان في تاريخ البشرية من قبل جموع الشعب البحريني، والسفيرة ديبوي صدقت وشربت كذبة الوفاق وتم التلاعب بها، فمَن ادَّعى أصلا بأن الوفاقيين مطاردون او معرضون للاعتقال، هو أصلا حد يقدر؟ النتيجة النهائية هو انتصار مدوي للوفاق، اما الدولة فلم تنتصر لذلك فإنها ستعيد السنة، وهنا نسأل من الخاسر؟ في مثل هذه الحالات وأمام هذه المحفل الدولي وبحضور كل هذا الجمع من اقطاب العالم، من مسؤولين وحقوقين ووسائل اعلام عالمية، فإن الخاسر الأكبر هو الوطن، ولماذا؟ لأننا والى الآن لا نريد أن نستوعب بأننا نتعامل مع اردأ انواع البشر ممن لا ينتمون لهذه الأرض ولا يمتون للوطنية بصلة، والشاعر يقول «النذل نذل وإن تكنّى، وصار ذا منطق وشان». هذه مفارقة عجيبة، ولماذا عجيبة؟ لأننا ما زلنا نجتر نفس الأخطاء المأساوية، فقد ذهبنا الى جنيف بفصيل واحد حكومي وبنفس الوجوه، ولم نحاول ان نستفيد مما يسمى بـ»التحالف الوطني» ولماذا؟ لأن هؤلاء المساكين، مكانهم فقط بـ»الفاتح» في الحر وتحت لهيب الشمس، طيب والوفاق، عرفت كيف تلعبها، فتخيرت من كل بستان «شوكة»، ولماذا؟ لأنها تعرف كيف تلعب سياسة، ولا ننسى أيضا أن الوفاق استفادت من أخطائنا، والسياسة كما كرة القدم، فاللاعب المهاري يحرز هدفا حين يخطئ مدافع الخصم، وعلى رأي «مارتن لوثر كينغ» «لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا انحنيت». فهل ظهر في جنيف أننا تعلمنا من أخطائنا؟ أغلب الظن، اننا لم نتعلم!! إذن الوفاق نجحت ولا لم تنجح؟ لا والله نجحت، واللي مو مصدق او غير مستوعب فعليه مطالعة صحيفة «الفبركة»، وتليه رجاء إن كنتم من الشرفاء، فقرؤوا معي سورة الفاتحة ترحما على روح البحرين والتي وضعت الوفاق رأسها على مقصلة الكذب والتزييف والتدليس والغش وتشويه الحقائق، أو اشعلوا شمعة على دم الضحايا التي سالت بفعل إجرام الوفاق، أو صبوا اللعنات على روح كاتب هذه السطور، لأنني ولآخر لحظة كنت اعتقد بأن الدولة قد تعلمت من دروس الأمس، كما أني ما زلت ساذجا وتصورت ان في الوفاق خيرا، لكن طلع أن الخير في البقر تلقه. اه ياراسي، منذ 14 فبراير 2011، والصداع لا يريد أن يفارقني!! ها ها ها.. نعم أضحك وهلل وارقص يا علي سلمان فلقد نجحت، ونجحت لأن معركة الكذب ليست اصلا معركتنا وليس لنا فيها سبيل، المؤسف -لا إطلاقا- بل المفيد ان القناعات كل يوم تترسخ اكثر وأكثر، وتعطي الدلالات باستحالة أن يتعايش هذا الشعب مرة اخرى مع الوفاق. هذا أمر يا رجل إن شاء الله محسوم تماما!! ذلك لأن الوفاق لم تعد قادرة على صنع شيء إلا الكذب، والأكاذيب يا سادة لا تحتاج إلى أكثر من ضمير ميت ليختلقها وضمائر ميتة لتتعهدها بالرعاية، ومن يعش في الكذب لن يكون سويا أبدا، ورغم أهمية الكذب القصوى والضرورية بالنسبة للوفاق، الا إن ذلك الداء لا يمكن لمعشر الشرفاء ان يتعاطى معه الا بالكي، لانه آخر الدواء، فالكذب استفحل بهؤلاء الى درجة اصبحوا فيها اشبه بمعشر «بني مسيلمة الكذاب»، ولا يمكن أن يردعهم، لا عقل ولا منطق، ولا القول السديد، إذا أطفئوا انوار «الحوار» ودعونا نرجع نغط في نوم عميق، واذا سمعت بأن هناك حوارا، فأرجوك ثم أرجوك، لا تزعجني وخليني نايم ولا تصحيني.