Wednesday, May 30, 2012

عجز الثّقات

إبراهيم الشيخ
يدّعي أنّه (شيخ) أو (عالم)، يربّي ذقنه ويقصّر ثوبه باسم السنّة، وما هو إلاّ «شبّيح» على هيئة «كائن حي»، ركب موجة التديّن ليتاجر بها، ينفخ بها بطنه، ويملأ بها جيبه، يعيش في أفخم القصور، ويركب أغلى السيارات!!!
يخرج على شاشات التلفاز يحرّم الخروج على الحكّام، يحمل أسفاره على ظهره، ينهى النّاس عن الخروج على الأنظمة الدكتاتورية القمعية، كنظام بشّار العلوي الفاجر في سوريا، وغيره من الأنظمة التي رسّخت الاستبداد والفقر والقهر والنّهب طوال عقود من الزّمن!! وكان هو مربوط اللسان، يمارس هواية الخَرس.
تراه موطوءًا كالجورب في رٍجل الطاغية والمستبد، وهو يصرّ على تسميته وليّ الأمر، وقد هتك وانتهك كل براءة وسِتر!
يطبّل للحاكم ويزيّن له كل سوءاته، كما يفعل الشبّيح حسّون في سوريا، عليه من الله ما يستحق، ويقف في وجه المظلومين ويدافع عن المستبدين، لأنّه لا يرى أبعد من «خنفرته»!
يثبّطون النّاس عن الإصلاح واسترجاع حقوقهم عبر ما تتيحه لهم كلّ الشرائع السماوية والإنسانية، والسبب واضح، حيث منفعتهم تزول مع زوال أيّ نظام مستبد، حيث يُخلعون حينها كما تُخلع الجوارب ذات الرائحة النتنة، والتي تتعذّر منها حتى المزابل - أجلّكم الله -!
لَكَم غيّر علماء الأمّة واقع أمّتهم، لو صدقوا مع أنفسهم قبل أن يصدُقوا مع غيرهم، ولَكَم ابتليت أمّتنا بمن وضع عمامة التديّن، ولبس «بِشت» المشيخة، وهو مُرتزق أو منافق أو عميل أو خائن!!
مرّت على الأمّة أحداث وأحداث، لم تبدأ بالعراق وأفغانستان، ولم تنته بغزّة وأحداث سوريا الأخيرة، والسؤال الذي مازال يتردّد صداه: أينكم يا علماء الأمّة؟ أينكم يا ورَثة الأنبياء؟ وكم بقيَ منكم مَن مازال مُستمسكاً بعُرى النّصر وثوابت التمكين؟!
لقد انشغل علماء الأمّة ورموزها بالتغريد على «تويتر»، وشغلهم الشيطان عن دورهم الميداني في لمّ شتات النّاس، وتكوين جبهات صلبة تحفظ الأمّة وكيانها من الاختراق.
قد نلوم الحكّام على تآمرهم الذي أسقط العراق وأفغانستان وقدّمهما لقمتين سائغتين للمشروع الصليبي الصفوي، يستفرد بهما!
قد نلومهم على صمت القبور الذي يلفّهم حول ما يحدث بسوريا من مجازر ومذابح يقوم بها الصفويون والعلويون على مرأى ومسمع من العالم أجمع!
لكن يحقّ لنا أن نسأل: أين علماء الأمّة عن هذه النّصرة؟! مَنعوكم من التبرّعات هنا أو هناك، ما هي خطواتكم الأخرى لتبرأوا بها أمام الله يوم الحساب؟!
دعاء: اللهم إنّا نعوذ بك من جَلَد الفاجر وعجز الثـّقة.
برودكاست: الدول الأوروبية قامت بطرد شبّيحة النّظام السوري رداً على مجازره. أما آن لدولنا أن تبادر الى طرد الشبّيحة الذين يعملون في السفارات الإيرانية بدولنا، فهم والله أشدّ خطراً من أولئك، وهم رأس الأفعى التي يجب أن تُقطع.