Thursday, May 10, 2012

نبيل رجب محرّض على العنف والعنصرية

نجاة المضحكي
دعوة صريحة يوجهها نبيل رجب تقول “المنامة هي عاصمتنا وأرضنا التي ترعرعنا عليها نحن وأجدادنا، ولا نقبل أن تكون مرتعاً لعصابات المرتزقة الأجانب – اُطردوهم من هناك”. إنها دعوة عنصرية صريحة تدعو لممارسة الإرهاب ضد فئة من البشر يتمتعون بكافة الحقوق والحريات التي كفلتها لهم الدولة سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، هي دعوة ستالينية لا تختلف عن الترحيل القسري الذي مارسه ستالين ضد كل من اختلف معه في مبادئه أو اعتبره متعاوناً مع القوات النازية، حيث رحل بسببه مليون ونصف المليون سوفيتي. ولا أعتقد أن نبيل رجب سيتردد في فعل هذا لو كان الأمر بيده. فهو الآن يدعي ملكيته لعاصمة دولة تبلغ كثافتها السكانية 153.395 نسمة وهو شخص عادي، فكيف إذا كانت له اليد على كافة مناطق البحرين فلا أظن إلا أنه سيجلي الأغلبية بصفتهم مرتزقة متعاونين مع النظام، إنه الفكر الإقصائي الصفوي المتوارث الذي لم يؤمن في الماضي ولا في الحاضر بحق العيش المشترك في أي دولة يؤول إليه الأمر فيها. نبيل رجب يضع يده اليوم على المنامة بحكم أنها عاصمته وأرضه التي ترعرع عليها هو وأجداده، ويحرمها على من يطلق عليهم عصابات ومرتزقة أجانب. وهذه الدعوة تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان التي تنص المادة رقم “3” (لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه) والمادة رقم “13” (لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة)ـ وكما نصت المادة “30” (ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه)، الأمر الذي نستنتج منه أن الدعوة العنصرية التي وجهها نبيل رجب هي دعوة تنهي صلاحيته كممثل دولي لحقوق الإنسان، وذلك حين مارس الاضطهاد والإرهاب ضد فئة معينة من البشر. وهو بذلك قام بنشاط وتأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة في مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. هذه رسالة نوجهها للمجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان في العالم عن هذه الدعوة العنصرية المحرضة على العنف، مصحوبة بفعل نتج عنه هدم حقوق وحريات الآخرين والاعتداء على سلامتهم الجسدية، وخصوصاً عندما يكون مصدر هذه الجرائم شخص يشغل مناصب دولية، ومنها منصب الأمين العام للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ورئيس منظمة كارام - آسيا، وعضو في مجلس المستشارين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة مراقبة حقوق الإنسان وعضو في مجموعة مراقبة وسائل الإعلام العربية، حيث استغل هذه المناصب لتحقيق أهداف فئوية ومصالح سياسية لأطراف داخلية وخارجية تسعى إلى الوصول لسدة الحكم، حيث يعتبر هذا الاستخدام خرقاً للقوانين والمواثيق الدولية التي تتبنى الدفاع عن حقوق الإنسان، لذلك بات الأمر واضحاً بالنسبة لهذه المؤسسات والمنظمات أن تعيد النظر حين قام هذا الشخص بخيانة الأمانة وأساء إلى سمعة هذه المنظمات. إن المدعو نبيل رجب اعترف قولاً وفعلاً أنه مؤيد لحركة قامت بها طائفة معينة، كما وثق هذه الاعترافات ودعوته إلى استخدام العنف والإرهاب، وذلك كما جاء عبر صفحات حسابه على “التويتر” ومنها دعوته التي تقول “متى هي بطولة الغولف؟ أرجو الاستعداد لشن حملة على كل البطولات التي ستحصل في البحرين ولفت انتباه العالم لجرائم النظام.. واللعنة قد حلت على سباق الفورملا، وستبقى مرافقة له على مر السنوات القادمة.. وهكذا سيحل بكل من يضع يده.. وعلينا الاستعداد لكل فعالية ومعرض ومؤتمر وبطولة قادمة وتطويعها لخدمة ثورتنا..”كل ذلك اعتراف صريح أن قيادته للمسيرات ودعواته التحريضية ليست لها علاقة بحقوق الإنسان ولا مطالبة بحرية ولا ديمقراطية، والتي على أساسها يجب محاكمته لاشتراكه في جرائم القتل والحرق التي طالت المواطنين والأجانب، كما يجب مقاضاة كل منظمة تدعو إلى إطلاق سراحه، إذ أنها تعد شريكاً معه في الجرائم حين تقدم له الدعم، وتكون نفسها قد خرقت المواثيق والمعاهدات الدولية مما يجعلها في مصاف المنظمات المحرضة على العنف والإرهاب ضد فئات معينة من الشعوب. فإن رعاية أي منظمة للإرهابيين يجعلها في صفوف المنظمات الإرهابية التي ترعى الإرهاب.