Thursday, May 10, 2012

لماذا يخشـون الاتحاد الخليجي

أحمد جمعة
لماذا يخشى البعض في البحرين وبعض دول مجلس التعاون قيام الاتحاد الخليجي تحت أي صيغة، والمعلوم أنه ومنذ عقود طويلة مضت كانت هذه الدعوة تمثل حلم ابناء المنطقة ومحور الدراسات والبحوث بالإضافة الى أنها كانت منطلق تأسيس مجلس التعاون الذي كان في البداية الشكل التمهيدي للوحدة الخليجية ولم يعترض يومها أي انسان ولم يشاكس أو يبرر أي من الفئات القليلة التي ظهرت اليوم فجأة على السطح وروجت ضد هذا الحلم الخليجي الذي يمثل طفرة في عالم الكبار، وهو المسار الذي تتخذه الدول في العالم من أجل الاسراع بحماية كياناتها في عالم تسبح فيه الدول الصغيرة في محيط يعوم بأسماك القرش المفترسة. ان قيام شكل من أشكل الاتحاد بين دول الخليج العربي لا شك أنه بكل المقاييس أمر ايجابي من شأنه خلق فرص للشعوب والحكومات والمؤسسات الخليجية لأن تتحرك بموازاة عالم الدول الكبيرة التي تهيمن على العالم، وكما نعرف اليوم هناك صراعات وتحديات ومخاطر تواجه المنطقة اقليمياً لا يمكن لدولة صغيرة مثل البحرين أو قطر أو الكويت أن تواجه وحدها قوى مثل أمريكا أو بريطانيا أو حتى ايران، ولكن لو توجت فكرة الاتحاد الخليجي ووضعت كل الامكانيات البشرية والمالية والعسكرية والأمنية والدفاعية وغيرها ضمن كيان واحد فلا شك أن أي طرف او قوة في العالم سوف تضع في اعتبارها حجم هذه القوة، بعكس لو كانت دولة واحدة تتعرض للضغط مثلما حدث مؤخراً للبحرين حينما واجهت تحديات مختلفة من كل الجهات. ما استغرب له وما كشفته نيات البعض السيئة في البحرين وبعض دول المنطقة مثل الكويت، ان هناك تياراً سياسياً ودينياً سارع منذ البداية وحتى قبل ان تدرس الفكرة وتبحث وتظهر نتائج البحث سارعت بالتصدي لهذه الفكرة والترويج ضدها من دون تقديم الحيثيات أو مبرر الخشية من الاتحاد، هذا الخوف عرى هدف هؤلاء وكشف عن نياتهم وفضح أهدافهم التي ترى في الوحدة الخليجية قضاء على مشروعهم الخبيث بالإعداد والتجهيز للسيطرة على المنطقة من خلال الدعم الاقليمي وأقولها بوضوح ومن غير لف أو دوران من ايران. من اغرب ما سمعته من المعادين لهذا التوجه بعض ممن يسمون بالمحامين والنواب في الكويت الذين ادعوا أن التوجه السياسي في المنطقة غير متكافئ فالكويت ديمقراطية والبحرين دكتاتورية.. تصوروا البجاحة وصلت بهؤلاء الى أي مستوى من الانحدار والكذب مما يشكل فعلاً دفعة قوية بتسريع وتيرة الاتحاد لأن هناك فعلاً من كشف أوراقه وأظهر نياته المبيتة والتي عرت الأهداف الخبيثة للهيمنة على المنطقة من خلال مخطط غربي اقليمي يحاول وضع بترول المنطقة تحت الهيمنة الغربية من خلال استخدام البعبع الايراني للضغط في البداية ومن ثم توظيفه في التخطيط اللاحق. بعد اخراج العراق العربي القوي من المعادلة الخليجية وبعد اشغال مصر العربية بهمومها الداخلية واخراجها من دور التأثير الاقليمي ظن البعض ممن يعملون كطابور خامس في المنطقة خاصة في البحرين والكويت أن بإمكانهم استغلال الفراغ السياسي المؤثر للدول المذكورة واللعب في الوقت الضائع ولم ينتبهوا الى ان المملكة العربية السعودية وحدها الله ينصرها دائماً تمثل شوكة في خاصرة كل من يفكر او يجرؤ المس بأمن المنطقة وقد كانت عند وعدها وأثبتت بأنها أرض الرسالات والرجالات خلال محنة البحرين، ولو وضعت بقية دول مجلس التعاون يدها مع بعضها البعض ومعهم السعودية وشكلوا القوة الخليجية الواحدة لأغلق الباب نهائياً في وجه المؤامرات والاستهدافات خاصة الفارسية. ان الوضع الحالي سواء في المنطقة او في العالم لا يحتمل العمل من خلف الكواليس ولا من تحت الطاولة ولنعمل باسلوب المواجهة والمباشرة مع الأخطاء ونأخذ من التحديات التي تواجهنا نبراساً للعمل من حيث الموضوعية والمكاشفة الواضحة والبحث عن الأسباب والتداعيات والنتائج الأساسية لكل ما يقع من أحداث، ان العالم كما قلت في البداية يوشك ان يدخل في مرحلة انعدام الوزن في البحث عن مفترق الطريق بين الأزمة والطفرة فأين سيكون موقعنا في هذه الخريطة الاقتصادية والمالية والسياسية سوى أن نكون متحدين وهي دعوة أطلقها خادم الحرمين وتبنتها البحرين بكل مصداقية وتطلعت لها شعوب المنطقة التي آمل من قادتها تبيان التحدي الذي يواجه مجلس التعاون من دون الاتحاد.