Thursday, May 10, 2012

محطة إعلامية.. وأخرى عسكرية

محمد مبارك جمعة
البحرين أصبحت مقراٌّ لـ١٣ قناة إعلامية فضائية، وستنطلق منها قناة «العرب» الإخبارية في النصف الأول من .٢٠١٣ هذا الأمر يحقق للبحرين الشيء الكثير، وخصوصاً إذا ما نظرنا حولنا واستشعرنا ما تحققه القوة الإعلامية لدول أخرى في المنطقة، حيث باتت الحماية الإعلامية اليوم لا تقل أهمية عن الحماية الأمنية والعسكرية.
البحرين أيضاً مرشحة لأن تكون المقر الدائم لقوات درع الجزيرة في الخليج. وكانت مصادر قد نقلت موافقة دول مجلس التعاون في العام الماضي على زيادة أعداد العسكريين في درع الجزيرة من ٤٠ ألف إلى ١٠٠ ألف، وتحدث عدد من الخبراء الاستراتيجيين عن احتمال أن تكون البحرين مقراٌّ دائماً لهذه القوات.
هذا الأمر يدلّ على مدى استشعار دول مجلس التعاون للأهمية الاستراتيجية والمصيرية التي تحظى بها البحرين، وهي تعتبر بالفعل بوابة إلى الجزيرة العربية والدول العربية من خلفها، ولا يمكن ضمان أمن واستقرار دول الخليج العربي من دون أمن واستقرار البحرين بالدرجة الأولى، وعليه تأتي فكرة تمركز قوات درع الجزيرة فيها رسالة واضحة على موقف جميع دول مجلس التعاون من أمن البحرين، وباعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أمن دول مجلس التعاون.
البحرين في حاجة ماسة إلى القوتين الإعلامية والعسكرية؛ الأولى لأن أكثر ما عانت منه البحرين طوال السنوات الماضية عموماً، وفي العام الماضي خصوصاً، هو الإعلام الساعي إلى الإثارة فقط، على حساب سمعة البلاد وواقعها. يوم أمس نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية مقالة قدمت نماذج لثلاث سيدات غربيات (بريطانيتين وأمريكية) عشن في البحرين سنوات طويلة. وجميعهن أجمعن على أن الإعلام الغربي لا ينقل الحقيقة عن البحرين، وقلن: «إن ما نراه في الإعلام الغربي هو ما يقال عن اعتداء رجال الشرطة على المتظاهرين، ولا شيء غير ذلك، في حين أن ما يحدث أمر مغاير تماماً، فرجال الشرطة يتعرضون إلى الاعتداء بالحرق والقنابل، ومن يقومون بهذا الفعل لا يمكن اعتبارهم متظاهرين، بل هم عصابات». وتمضي المقالة في سرد واقع البحرين المخالف لما يروجه الإعلام الغربي. ولأن البحرين ظلت طوال الفترة الماضية معتمدة على أدواتها الإعلامية البسيطة، كالتلفزيون الرسمي، ووكالة أنباء البحرين، فإنه كان من المستحيل مواجهة هذا المدّ الهائل من التحشيد الإعلامي الذي لم يجابه بإعلام فضائي غنيّ وقادر على المقارعة وكشف الحقائق. أما القوة العسكرية، فلسنا في حاجة إلى الحديث عن الأطماع الإقليمية في البحرين، وكيف ان دخول عدد بسيط من قوات درع الجزيرة إليها أعطى رسالة صلبة حمت البحرين وجعلت من يفكر بالتدخل أو باقتناص فرصة الاضطرابات فيها يتوقف عند حدّه. وبالتالي فإن البحرين حينما تصبح مقراٌّ دائماً لقوات درع الجزيرة، مع زيادة أعداد هذه القوات وجاهزيتها، تكون قد عززت من حصانتها وأمنها، وأكدت وحدة المصير المشترك بينها وبين باقي دول المجلس، بما يلجم أي أطماع إقليمية تستهدف البلاد.