Thursday, May 10, 2012

أُزيل الدوار.. لكن الأهم إزالة السياسات التي أوصلتنا إليه

هشام الزياني
إزالة الدوار المقبور (حتى وإن كان جيداً)؛ إلا أنه ليس في جزئية ورمزية المكان تقع المشكلة، حتى وإن أقيم هناك مسجد أو مجمع تجاري، المشكلة ليست في المكان وحسب. الأهم لأهل البحرين أن تُزال كل الأسباب التي أوصلتنا إلى مرحلة الاستبداد بالشارع، وكل السياسات التي أوصلتنا إلى مرحلة تمت فيها السيطرة على مفاصل الحياة (وهو هدف استراتيجي وضع من أزمان وبتوجيه ديني) وغالبية الوزارات، والقطاع المصرفي، وشركة كبيرة مثل بابكو التي هي شريان الحياة للبحرين، والشركات الكبيرة جميعها، كانت هناك المشكلة. كنت أتحدث إلى دكتور بحريني كبير وأتناقش معه حول الوضع في مستشفى السلمانية، فقال كلاماً قوياً. قال: “ليست المشكلة في التجمهر في الدوار، طلقتان مسيل دموع وينتهي الأمر، المشكلة كانت في السلمانية، فحين يخرج طبيب كبير أمام كاميرات التلفزة العالمية ليقول هناك مجزرة كبيرة بالبحرين، وهو يرتدي اللباس الطبي ويتحدث من داخل المستشفى ويكذب ويصور أن الدماء تسيل بالبحرين أنهاراً، كانت هنا المشكلة”. ويضيف: “هذا هو ما حرك العالم ضد البحرين، هذا الكذب وهذا التصوير الوهمي، وكلنا شاهدنا المسرحيات واستخدام الدماء والمكياج لإظهار أن هناك مجازر”. الدكتور يقول: “في مستشفى السلمانية استحوذوا على كل شيء، حتى صار مستعمرة تابعة للانقلابيين، والخطأ كان التمييز في الابتعاث لدراسة الطب الذي حتى الساعة لم تستوعبه الدولة، والخطأ كان في كلية التمريض التي مارست سياسات الإقصاء والتمييز في القبول، وبالتالي تم الاستيلاء على السلمانية من الحراس إلى الموظفين إلى غرف العمليات والتوظيف والمفاصل الكبيرة، فكانت الكارثة الحقيقية التي حدثت تحت مسمع ومرأى الدولة، ونتيجة السياسات الخاطئة تم تسليم أهم مرفق صحي بالبحرين جعل العالم كله يقول إن البحرين بها مجازر حين خرج أطباء ليسوا وطنيين ولا يحترمون المهنة ولا القسم ويكذبون على العالم، الولاء كان للولي الفقيه”. يقول الطبيب: “مشكلة السلمانية كمقر لما يسمى بالثورة، كانت أكبر من مشكلة التجمهر في الدوار، فقد أزيل الدوار، لكن الأسباب والسياسات باقية في السلمانية وهنا الخطر الأكبر، والدولة لم تستوعب ما جرى لها بعد”. المسؤولية على الدولة بالتأكيد في مسألة الابتعاث لدراسة الطب، والطب النوعي والتخصصي والدراسات العليا، وشخصياً لا أرى أن الدولة استوعبت ما جرى لها، فلم تتغير السياسات، حتى مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام، لم تستوعب الدرس حتى ترسل الأبناء والبنات من طيف واحد لدراسة الطب في الخارج أو الداخل، وبالتالي سوف نسير ذات الدرب الذي مشيناه سابقاً. نقول لجمعيات النفع العام، ابتعثوا أبناء البحرين الشرفاء لدراسة الطب في الخارج والداخل، لتكن لديكم استراتيجية، الدولة يبدو أنها لا تتحرك لتصحيح مسارات خاطئة. هل تعرف الدولة كم عدد الطلبة والطالبات الذين يدرسون الطب في مصر (مثلاً وليس حصراً) ومن الذي أرسلهم، وكم عدد من أرسلتهم الدولة..؟ لدي النسبة إن كان أحد يريد معرفتها. الكارثة التي حصلت كان جزء كبير منها يتعلق بالابتعاث والدراسة، فلا أنسى ذلك الإعلان الطائفي الذي كان ينشر في الصحيفة الصفراء والذي يقول إن الشركة الفلانية (وهي تابعة لرجل أعمال تعطيه الدولة المناقصات الكبيرة) تريد ابتعاث طلبة وطالبات للدراسة في الخارج لتخصصات بعينها مهندسون.. وغيرها من التخصصات الكبيرة، على أن يكون أهم شرط لقبول الطلب أن يكون الطالب من القرى التي على شارع البديع..!! كل تلك الأمور كانت تحدث أمام أعين الدولة، حتى وقعت الكارثة، هذا بخلاف الابتعاث المستتر من قبل الولي الفقيه للدراسة في الهند وغيرها، أو الابتعاث بأموال كويتية أو عراقية أو إيرانية لصالح جمعية رعاية الإرهاب. نعم الكارثة لم تكن في التجمهر في الدوار، فقد حرر مرتين بسهولة تامة جداً، فلم يكن يحتاج التحرير إلا لقرار صارم وحسب، لكن المشكلة كانت في وكر ومقر عملية الانقلاب، مستشفى السلمانية الذي أتى للبحرين وأهلها بكل الأمراض العضوية والنفسية والروحية بسبب ما به من طائفية وتمييز حتى في العلاج.. صباح الخير يا وطن علك تستفيق في يوم وذات صباح..!! رذاذ إحدى الأخوات الكريمات بعثت لي صورة مقال لإحدى الكاتبات، يبدو أنها تكتب في الصحيفة الصفراء، هذه الكويتية تدافع بابتذال وسخف عن شخص وجه دعوات قتل رجال الأمن. والله مسخرة، خلصنا من “الأرقوزات” وجاءت لنا النكرات تستخدم لضرب جهات ومدح جهات.. أرجو من الأخت التي أرسلت صورة للمقال بالهاتف ألا ترسل لي مقالات “لأرقوزات” عموماً “ياز الباب على الخراب” كما يقول “الأوليين”!!