هل لشباب 14 فبراير وجود؟ أين هم؟ هل رأيتم واحداً منهم؟.. لا أعني الوفاقيين ولا الوعديين ولا أتباع الوفاء وحق وأحرار البحرين وكل هذه المسميات التي حفظناها عن ظهر قلب.. أعني هؤلاء الذين يفترض أنهم أصحاب دعوة الثورة على الفيسبوك!! الذين يقولون نحن الشعب ولسنا ممثلين بجمعيات وشخوص سياسية.. من؟ وكم عددهم؟ وماذا يريدون؟ أهمية استكشاف واقع شباب 14 فبراير أو غيره من مسميات تظهر وتختفي حسب الحاجة.. تكمن في حقيقة هي أن الوفاق وهي الواجهة التي نتعامل معها تبرز مرة بموقف المسيطر على الشارع -وهذا يعني إمكانية التفاهم معها- ومرة أخرى تقول أنا لا أستطيع أن أوجه الشارع وهذا يعني أن هناك أناساً لا يتبعونها أو أنها لا تمثلهم أو ليس كل تصرفاتها تعجبهم.. وهذا معناه إضافة قدرة تخريبية جديدة للوفاق وهي قدرتها على التنصل من مواقفها والتمييع وتضييع الوقت كما تشاء.. فهي ليست ملتزمة بشيء أمام من يتحاور معها وقد تغير اتفاقاتها في لحظة لأن ''الشارع'' لم يوافق أو غيّر رأيه.. مثلما حدث في انقلابها على الميثاق ودستور ..2002 هل هذا الشارع هو شباب 14 فبراير؟ يهمنا أن نتعرف على مكونات هذا الشارع.. فلا يمكنا إنهاء حالة التخبط الوفاقي دون التعرف على الشارع الذي تمثله حيناً ولا تمثله حيناً آخر.. عموماً إحدى المسميات المطروحة هي شباب 14 فبراير والذي إلى الآن -وقد مرت تقريباً 5 شهور على اندلاع الأحداث- لا يوجد له كيان محدد أو متحدث رسمي كما كان لشباب 25 يناير متحدثين يظهرون على القنوات المصرية -الخاصة بداية؛ وحتى الحكومية فيما بعد وعلى كل قنوات الإعلام ليبشروا بأفكارهم ويقنعوا العالم بها.. لم يكونوا أسماء مستعارة في المواقع الاجتماعية مذيلة بعنوان البحرين المحتلة وأرض الصمود وصور نصب اللؤلؤة والخمسمائة فلس المعدنية.. وائل غنيم يستخدم اسمه ولديه حسابات باسمه في الشبكات الاجتماعية وغيره كثيرون.. وتعرض للاعتقال في بداية الثورة.. ليس لأنه يشكل كل الآراء والتوجهات لكنه بشكل ما أعطى اسماً ووجهاً وملامح للحركة الشبابية.. لا يستطيع إخوان مصر أو غيرهم الادعاء بأنهم أصحاب الثورة.. عندنا الوفاق -وهي كيان ديني مذهبي- تمثل تقريباً من افتعلوا هذه الأحداث.. لو جئنا لوجوه ''الثورة المضادة'' في البحرين.. أعني الحركة الشعبية التي نهضت ووقفت ضد أحداث العنف في فبراير ومارس.. هي كثيرة ومعروفة ولا تخجل من إظهار أسمائها والظهور إعلامياً.. مع أنهم لم يمارسوا السياسة ولم تكن لهم اهتمامات سياسية لكنهم عبروا عن قناعاتهم وتصدوا لخطر يهدد بلدهم غير مبالين بالعواقب.. وكثير منهم من سارع للانضمام إلى تجمع الوحدة الوطنية والتزم بالتجمع.. أما شباب 14 فبراير فتسمع عنهم ولا تراهم ولا تعرف هل هم وفاق أم لا.. ما نستطيع أن نستنتجه اليوم أن »الثورة« لها وجه واحد هو الوفاق وجمعيات مختزله في الوفاق حتى تلك التي بدأت تعي بعد فوات الأوان أن التصاقها بالوفاق كان خطأ فادحاً وتراجعت.. كل الوجوه التي ظهرت في الإعلام وأطلقت بيانات ومشت في المسيرات وفاقية أو وعدية أو من تيارات معروفة.. أما مسألة ''شعبية'' الثورة فهي تلاعب واضح لزيادة حجم الثورة وإعطائها زخماً وهمياً يأتي بعد تحالف 7 جمعيات منها ما يُعدّ أعضاؤها على أصابع اليد.. وبعد إشراك جمعية علمانية لا شعبية لها لتحسب غصباً على الشارع السني لتكون ثورة ''سنة وشيعة''.. والثالثة خلق شبح اسمه شباب 14 فبراير يقول إنه ليس وفاقياً.. وليس تابعاً لعيسى قاسم والمجلس العلمائي.. وإنه يمثل الشعب.. لإعطاء الحركة صيغة شعبية شاملة ليست علمائية شيعية وفاقية.. بصراحة وعن جد: ''برافو''.. ربما لا يهم الآن وقد انضمت الوفاق للحوار -إلى حين- لكن لابد من إيجاد شباب 14 فبراير -إن وجدوا- وضمهم للحوار.. لأنه ليس من المستبعد أن يخرج بيان من بياناتهم المجهولة المصدر والهوية في وقت من أوقات الحوار لتضغط أو لتنفي تمثيل الوفاق لها -وغالباً ما تكون الوفاق نفسها صاحبة البيانات لترجعنا للمربع رقم ''..''1 إذا كان هناك من أحد خارج هذا الحوار فيجب أن ينضم إليه الآن.. ليس لدينا وقت نضيعه مع نسخ مشوهة من الثورات الأخرى ومع جماعة في حوار شهد العالم بحضاريته وريادته وجماعة أخرى تحرق البلد في الظلام..
أماني خليفة العبسي
صحيفة الوطن - العدد 2032 الأثنين 4 يوليو 2011