Monday, July 4, 2011

يا سفينتنــا علـى ويــن ماخذتنا

إن قلتم لنا هل أنتم مع الحوار،‮ ‬قلنا نعم مع الحوار،‮ ‬لكن الحوار مع مَن وعلى ماذا‮..‬؟ غالبية أهل البحرين‮ ‬يريدون أن‮ ‬يعرفوا ما هي‮ ‬قائمة التنازلات التي‮ ‬بإمكان الدولة أن تقدمها،‮ ‬أو تبصم عليها؟ التنازلات تُقدم لمن؟‮.. ‬ومن أجل ماذا؟ هل من أجل تمهيد الاستيلاء على الدولة‮ (‬محاولة كل‮ ‬3‮ ‬سنوات بدلاً‮ ‬من عشر سنوات)؟ في‮ ‬هذه اللحظة من عمر الوطن،‮ ‬تشغلنا تساؤلات مريرة،‮ ‬في‮ ‬صوتنا بحة ألم،‮ ‬هل نحن ذاهبون إلى تقديم هدايا لمن حاول الانقلاب على النظام وإسقاطه،‮ ‬وشتم الأسرة المالكة‮..‬؟ هل‮ ‬ينتظر من وقف مع الوطن ومع الشرعية ومع الأسرة الحاكمة أموراً‮ ‬لا تسره‮..‬؟ هل نحن ورقة‮ ‬يُستنجد بها في‮ ‬مرحلة الخطر،‮ ‬وحين تستقيم الأمور‮ ‬يُضحى بهذه الورقة من أجل تقديم صكوك للأمريكان،‮ ‬ومن أجل إسكات الإنجليز والمنظمات الدولية‮..‬؟ رغم اطلاعنا على جزء كبير من المؤامرة الخارجية،‮ ‬إلا أن كل ذلك لا‮ ‬يبرر أن نضحي‮ ‬لمصلحة الخائن والأجنبي‮!!‬ نقول دائماً‮ ‬ونحن مع أنفسنا هل استفدنا من الدرس؟ لماذا نسترضي‮ ‬الخارجي‮ ‬والخائن ونطبطب عليهم،‮ ‬ونضرب عرض الحائط القوة الداخلية التي‮ ‬ثبّتت الحكم من بعد الله‮..‬؟ يا سفينتنا على وين ماخذتنا؟‮.. ‬وعلى وين رايحين،‮ ‬هل كانت تضحياتنا من أجل هذا الوطن سراباً؟ لا نريد خسارة من‮ ‬يقف مع البلد،‮ ‬هؤلاء هم حجر الزاوية،‮ ‬هؤلاء هم القوة الوطنية الحقيقية التي‮ ‬قد تختلف مع الدولة في‮ ‬أمور وفي‮ ‬سياسات،‮ ‬لكنها تشربت الولاء في‮ ‬وجدانها وضميرها وجيناتها،‮ ‬هؤلاء هم أوتاد وعمود خيمتنا الوطنية‮.‬ لذلك علينا أن لا نجرح اعتزازهم الوطني،‮ ‬وندفعهم إلى النكوص،‮ ‬عن الإيمان بقوة وهيبة الدولة والقانون،‮ ‬وقوة العدالة،‮ ‬ومعاقبة من جرح كرامتنا وكرامة الوطن،‮ ‬يجب أن لا‮ ‬يشعر هؤلاء‮ ‬بأن الدولة مقاطعة أمريكية تحكمها السفارة الأمريكية وتتصرف في‮ ‬البحرين كما تريد‮.‬ يا سفينتنا على وين ماخذتنا،‮ ‬على أي‮ ‬البحار ذاهبون،‮ ‬وعلى صدر من سترسين؟ الحرب لم تكن على الدولة وحدها،‮ ‬الحرب كانت حرباً‮ ‬طائفية بامتياز،‮ ‬نحن الذين جُرحت كرامتنا،‮ ‬ونحن الذين سددنا أقسى شهور من عمرنا وعمر أُسرنا،‮ ‬نحن الذين كنا نسير في‮ ‬الطرقات والأمن مفقود،‮ ‬نحن الذين أخذنا على عاتقنا حماية المناطق وحماية المدن والقرى،‮ ‬نحن الذين بكت قلوبنا ونحن نشاهد البلد تُحتل والجرائم تُستباح،‮ ‬الحرب لم تكن على الدولة وحسب الحرب كانت طائفية،‮ ‬وأهلنا وشبابنا التزموا ضبط النفس ولم‮ ‬يردوا الفعل بالفعل رغم أن الجرائم كانت بها دماء‮.‬ ما‮ ‬يؤلم أن قائمة التنازلات الوطنية لا نعرف لها نهاية،‮ ‬ولا ندري‮ ‬عن مستقرها،‮ ‬وعلى حساب من تأتي‮.‬ قطعاً‮ ‬الشعب ومن جُرحت كرامته هو من‮ ‬يدفع الثمن،‮ ‬كما دفعناه خلال الأزمة حين فقدت البحرين الأمن،‮ ‬وكنا نسير في‮ ‬الطرقات وقد احتلها المجرمون حتى أنهم أخذوا‮ ‬يعملون حواجز ويفتشون الفتيات باستفزاز‮.‬ على وين رايحين،‮ ‬ما أدري،‮ ‬وما هو المطلوب من أهل البحرين الشرفاء في‮ ‬هذا التوقيت،‮ ‬أيضاً‮ ‬لا أعلم‮.‬ أخشى أننا إذا لم نقم وزناً‮ ‬لمن شد أزر البلد،‮ ‬وأصلب ظهرها أثناء أخطر أزمة في‮ ‬تاريخها،‮ ‬أن نخسر الداخل،‮ ‬قبل الخارج،‮ ‬الداخل أهم من الخارج،‮ ‬إن كنا أقوياء في‮ ‬الداخل فلن‮ ‬يقوى علينا أحد

 هشام الزياني
 صحيفة الوطن - العدد 2027 الأربعاء 29 يونيو 2011