Monday, July 4, 2011

لا تصدقوا الأكاذيب‮.. ‬فالحق‮ ‬يعلو والباطل‮ ‬يظل زهوقاً‮

ليست المرة الأولى التي‮ ‬تنجح فيها الشائعات الكاذبة التي‮ ‬يتم بثها عبر المسجات والمواقع في‮ ‬التأثير على نفسية المخلصين،‮ ‬إذ‮ ‬يذكر أغلبكم ما كان‮ ‬يتداول قبل كلمة جلالة الملك في‮ ‬مجلس الوزراء بأربع وعشرين ساعة،‮ ‬وكيف وضحت المسألة بأن مروجي‮ ‬هذه الشائعات هدفهم التأثير على ثقة الشارع المخلص للبلد وقيادته‮.‬ الدليل الدامغ‮ ‬لدحض هذه الأكاذيب هي‮ ‬الكلمة الحاسمة والقوية لحمد بن عيسى‮ ‬يوم أمس،‮ ‬خاصة وأن الناس كانوا‮ ‬يحتاجون لمثل هذه الكلمة في‮ ‬مضامينها الواضحة والقوية،‮ ‬ويتطلعون لمعرفة أين تتجه البحرين،‮ ‬وما هو مستقبلها،‮ ‬وهي‮ ‬تساؤلات تمثل نبض الشارع الذي‮ ‬قدم الكثير للدفاع عن الوطن في‮ ‬محنته،‮ ‬ووقف وقفة رجل واحد أمام من سعى للانقلاب على الحكم واختطاف البحرين‮.‬ أتذكرون ما كتبناه هنا قبل أسبوعين تقريباً،‮ ‬بأن عليكم أن تضعوا أيديكم بيد قادة البلد على رأسهم جلالة الملك؟‮! ‬ ألم نق?ل بأن حمد بن عيسى‮ ‬يتحرك من موضع قوة،‮ ‬لأنه‮ ‬يتحدث بكل بساطة عن قضية عادلة،‮ ‬يدافع عن حق الناس في‮ ‬العيش بأمن وسلام بمنأى عن العنف،‮ ‬ويعمل لأجل الحفاظ على كيان البحرين كدولة،‮ ‬وعلى تأمين سلامة أهلها المخلصين وإنقاذهم من الأذى الذي‮ ‬طالهم؟‮!‬ رسائل قوية حاسمة ومباشرة تضمنتها كلمة الملك‮ ‬يوم أمس،‮ ‬لعل أكثرها وقعاً‮ ‬بالنسبة للناس الذين مازالوا‮ ‬يدفعون باتجاه تطبيق القانون بدون تساهل،‮ ‬ويريدون الحزم في‮ ‬حق من أساء للبحرين وأرهب أهلها،‮ ‬لعل أكثرها وقعاً‮ ‬هو ما طمأنهم بشأن ثبات وقوة الدولة،‮ ‬بالأخص تأكيد جلالة الملك بأنه كمسؤول أول عن الدولة بأنه لن‮ ‬يسمح لأي‮ ‬متشدد‮ ‬يدعو للفوضى أو التطرف لاختطاف تجربتنا الإصلاحية،‮ ‬وأنه‮ ‬يقولها بكل‮ ''‬حزم وعزم‮''.‬ حتى من بات‮ ‬يتخوف مما‮ ‬يسميه تراجعات والعودة لارتكاب نفس الأخطاء السابقة التي‮ ‬مكنت المغرضين من التغلغل في‮ ‬مفاصل الدولة،‮ ‬خاصة خطأ تقريب الخونة أو مشكوكي‮ ‬الولاء والمنقلبين في‮ ‬أول فرصة،‮ ‬فإن كلام جلالته واضح تماماً‮ ‬حينما قال‮: ''‬لن نمكن للتخوفات أن تكون وراء أي‮ ‬قرار رسمي،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن أن نمكن لطرف على حساب آخر،‮ ‬ولن تترك البلد نهباً‮ ‬لمحاصصات تجزيئية تفتته ولا تجمع أهله‮''.‬ هذه الرسائل من شأنها أن تقوي‮ ‬الثقة في‮ ‬قلوب المخلصين،‮ ‬ومن شأنها أن تطمئن الشارع البحريني‮ ‬الأصيل بولائه لأرضه بأن قيادته لن تتساهل أبداً‮ ‬في‮ ‬إحقاق الحق،‮ ‬وأنها لن تمنح من أساء للبلد وأهلها الفرصة للعبث مجدداً‮ ‬في‮ ‬مقدراتها،‮ ‬ولن تقبل له بأن‮ ‬يلعب بخطاباته الطائفية التحريضية وبممارساته الاستفزازية إلى اختطاف البلد واختزالها في‮ ‬نفسه‮.‬ وهنا نؤكد المسؤولية الملقاة على عاتق ملك البحرين،‮ ‬وهي‮ ‬حق من حقوقنا كشعب،‮ ‬بأننا لن نقبل التراخي‮ ‬أو النكوص من الدولة عن مسؤولية استعادة الأمن والاستقرار في‮ ‬هذا البلد وحماية المواطنين والمؤسسات التي‮ ‬أقسمت القيادة على المحافظة عليها،‮ ‬وحمد بن عيسى أكد على ذلك،‮ ‬ونشكره على هذا التأكيد،‮ ‬إذ من واجب الدولة تطبيق القانون على أي‮ ‬كان وتحت أي‮ ‬ظرف من الظروف،‮ ‬فما كنا نعاني‮ ‬منه هو التعامل بصفح وكرم مع أناس لا‮ ‬يستحقون العفو،‮ ‬بل كانوا‮ ‬يستحقون منذ زمن طويل أن‮ ‬يطبق عليهم القانون جراء ما قاموا به من ضرر تجاه البلد وأهله‮.‬ لم تكن البحرين أبداً‮ ‬دولة بوليسية،‮ ‬أو دولة مغلقة لا‮ ‬يمكن فيها التعبير عن الآراء بحرية،‮ ‬لكن المشكلة أن من‮ ‬يدعي‮ ‬سعيه لتحقيق الديمقراطية،‮ ‬إنما‮ ‬يدعو إلى ديمقراطية‮ ‬يفصلها على هواه ومزاجه،‮ ‬فآراؤه تتحول إلى شتائم وتسقيط،‮ ‬وممارساته تتعدى على حريات الآخرين،‮ ‬بل تصل إلى مستوى العنف،‮ ‬الذي‮ ‬رأينا كيف تحول خلال الأزمة إلى إرهاب صريح‮ ‬يصل لمستوى قتل الأبرياء ورجال الواجب بدم بارد‮.‬ وهنا من حقنا كشعب أيضاً‮ ‬أن نشدد على ما قاله جلالة الملك،‮ ‬ونوجه خطابنا للجهات المعنية على رأسها وزارة الداخلية،‮ ‬بأن تطبيق قانون تنظيم المسيرات لابد وأن‮ ‬يتم بحذافيره،‮ ‬دون أية استثناءات أو تغاضٍ،‮ ‬فوسائل التعبير لا‮ ‬يجب أن تخرج على النظام العام أو تهديد السلم الأهلي‮ ‬أو عرقلة المصالح الاقتصادية أو الإضرار بمرافق الدولة،‮ ‬وكل هذه التجاوزات حصلت بفداحة وتزايد وقت الأزمة،‮ ‬وبمباركة وتوجيه لمن‮ ‬يتباكى في‮ ‬الخارج اليوم ويصف نفسه بالمعارضة السلمية ومن داعمي‮ ‬ثورة‮ ''‬الورود‮'' ‬التي‮ ‬رأينا فيها كيف تتحول الورود إلى سكاكين،‮ ‬وإلى سيارات تدهس البشر وتزهق أرواحهم‮.‬ هذا في‮ ‬جانب تطبيق القانون وعدم القبول بالعودة للمربع السابق الذي‮ ‬يمنح كل مغرض الفرصة للعبث بمقدرات البلد،‮ ‬أو لسرقة صوت الناس‮.‬ أما في‮ ‬شأن اللجنة المشكلة للتحقيق فيما شهدته البحرين،‮ ‬فهي‮ ‬خطوة موفقة وتعكس تماماً‮ ‬مستوى التعامل الديمقراطي‮ ‬من قبل الدولة حتى مع هذا الشأن الخاص بأمنها،‮ ‬وأشك هنا بأن أياً‮ ‬من الدول التي‮ ‬تعرفونها،‮ ‬حتى القوة العالمية العظمى،‮ ‬أشك بأنها ستقبل باتخاذ مثل هذه الخطوة،‮ ‬إذ أمن أي‮ ‬دولة‮ ‬يعتبر حقاً‮ ‬خالصاً‮ ‬من حقوقها لا جدال فيه،‮ ‬ولكم في‮ ‬مشانق الميادين العامة في‮ ‬إيران مثال،‮ ‬ولكم في‮ ‬الحرب على الإرهاب ومعتقل‮ ‬غوانتانامو مثال أبلغ‮.‬ ما حصل في‮ ‬البحرين واضح تماماً،‮ ‬لدينا الحقائق الدامغة،‮ ‬ولدينا الأدلة الثابتة،‮ ‬واعترافات من شارك في‮ ‬مؤامرة الانقلاب،‮ ‬ولدينا التصوير الموثق لدهس الشرطي،‮ ‬هذه الجريمة التي‮ ‬والله لو حصلت في‮ ‬دولة‮ ‬غربية،‮ ‬خاصة في‮ ‬الدول التي‮ ‬تلعب معنا بأسلوب‮ ''‬البيضة والحجر‮'' ‬لرأيتم كيف‮ ‬يتعاملون معها،‮ ‬ولعرفتم كيف سيردون على من‮ ‬يريد مناقشتهم فقط في‮ ‬حيثياتها‮.‬ هذه الحقائق هي‮ ‬ما‮ ‬يجب أن تصل اللجنة،‮ ‬وصوت الشعب المخلص هو ما‮ ‬يجب أن‮ ‬يصل لها،‮ ‬أن‮ ‬يعرفوا تماماً‮ ‬كيف عانى الناس من إرهاب وطائفية وقلق طوال شهرين،‮ ‬أن‮ ‬يعرفوا كيف تضرر التجار،‮ ‬وكيف تعطلت عجلة الاقتصاد،‮ ‬وكيف شلت البلد،‮ ‬أن‮ ‬يعرفوا كيف تم احتلال السلمانية وما نتج عنه،‮ ‬أن‮ ‬يعرفوا حقيقة ما حصل في‮ ‬الجامعة وكيف تم الاعتداء على بنات وأبناء الناس‮.‬ تذكروا بأن صاحب الحق لابد وأن‮ ‬يوصل صوته،‮ ‬لابد وأن‮ ‬يدافع عن حقه،‮ ‬فالسكوت عن الحق أكبر خطأ‮ ‬يرتكب،‮ ‬هي‮ ‬مسؤولية شعب مخلص اليوم بأن‮ ‬يحصحص الحق ويزهق الباطل،‮ ‬إن الباطل كان زهوقاً‮.‬ ؟ اتجاه معاكس‮..‬ بكل بساطة من حق أي‮ ‬فرد من أفراد الشعب المخلص ممن تضرر نفسياً‮ ‬وجسدياً،‮ ‬ومن طاله أي‮ ‬نوع من أنواع الضرر،‮ ‬ومن تم العبث بأمنه المعيشي،‮ ‬من حقه أن‮ ‬يتجه إلى القضاء ويرفع بدل الشكوى ألفاً‮ ‬على من مارس التحريض والإرهاب ومازال مستمراً‮ ‬في‮ ‬ممارسته التحريضية‮. ‬ من حق الناس أن‮ ‬يطالبوا بتطبيق القانون على من أقلق حياتهم،‮ ‬وعلى من سعى لاختطاف بلدهم،‮ ‬ومن سعى لسرقة صوتهم وزج بهم في‮ ‬حراكه ضد الدولة بناء على مذاهبهم وأعراقهم‮. ‬بل من حق الناس أن‮ ‬يقاضوا كل من روج الكذب بشأن البحرين وأهلها في‮ ‬الخارج،‮ ‬ومن حاول تشويه سمعة الوطن في‮ ‬قنوات أجنبية،‮ ‬ومن حاول أن‮ ‬يحشد الناس ويحرضهم على الذهاب لمناطق فئات معينة لاستفزازهم‮. ‬ ومن حق أهالي‮ ‬ضحايا الإرهاب أن‮ ‬يرفعوا القضايا على كذب من‮ ‬يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان حينما تغاضوا عن الإرهاب الذي‮ ‬أسقط شهداء أبرياء من رجال الواجب ومن المواطنين البسطاء،‮ ‬ومن استهانوا بدماء الشهيد رجل الشرطة المدهوس وقالوا بأنه دمية،‮ ‬ومن وصفوا المخلصين للبلد بأنهم‮ ''‬بلطجية‮''.‬ تخيلوا‮ ‬450‮ ‬ألف بحريني‮ ‬مخلص وأكثر‮ ‬يرفعون مثل هذه الدعاوى على من خطط للانقلاب على الحكم،‮ ‬ومن حرض على الإرهاب واللعب في‮ ‬أمن البلد

فيصل الشيخ
صحيفة الوطن - العدد 2028 الخميس 30 يونيو 2011