Monday, July 4, 2011

المؤامرة

ثبت بما لا‮ ‬يدع مجالاً‮ ‬للشك أن ما جرى في‮ ‬14‮ ‬فبراير ليس عشوائياً‮ ‬ولا علاقة له بالجموع التي‮ ‬وقفت في‮ ‬الدوار بحثاً‮ ‬عن مطالب مشروعة سواء كانت معيشية أو سياسية أو حقوقية‮.‬ إذ تم التخطيط لقلب نظام الحكم من خلال الاستجابة العفوية لأصحاب المطالب الذين توافدوا للدوار،‮ ‬حتى إذا ما وصل وتجمع لم‮ ‬يجد من‮ ‬يقول له ماذا تريد،‮ ‬تراجعت تلك المطالب وقفز على ظهور أهل الدوار من خطط لهذه اللحظة وماطل في‮ ‬تلبية دعوة الحوار إلى أن تكتمل العناصر ويجهز الدستور البديل،‮ ‬و9‭,‬99‮ ‬ممن ذهب للدوار لم‮ ‬يرد في‮ ‬ذهنه دستور أو‮ ‬غيره‮. ‬ ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية وبشكل أيضاً‮ ‬لا‮ ‬يدع مجالاً‮ ‬للشك في‮ ‬محاولة قلب نظام الحكم،‮ ‬وكانت شريكاً‮ ‬مباشراً‮ ‬في‮ ‬هذه المؤامرة على الشعب البحريني‮ ‬من خلال التدريب والتأهيل ومن خلال لعبها دور‮ (‬الوسيط‮) ‬بين أصحاب الانقلاب والحكم،‮ ‬دون أن تضع في‮ ‬اعتبارها عدد الوفيات وعدد القتلى وخسارة الأرواح من البحرينيين الذين‮ ‬يدفعون ثمن العنف والإرهاب الذي‮ ‬تم برعاية أمريكية،‮ ‬ومن‮ ‬يقرأ مقال الأمس ويبحث عن مزيد من التفاصيل سيعرف أن شبلي‮ ‬ملاط الخبير الدستوري‮ ‬كان قادماً‮ ‬للبحرين لإكمال بقية المؤامرة وكتابة الدستور الجديد بدعوة وفاقية إنما بتنسيق أمريكي،‮ ‬ولولا أن مكالمة هاتفية وصلته وهو على وشك ركوب الطائرة وطلبت منه عدم السفر لكان الآن‮ ‬يكمل مهمته‮.‬ تلك المكالمة جاءته من وزارة الخارجية الأمريكية وهو في‮ ‬المطار،‮ ‬ويستغرب شبلي‮ ‬لماذا تم تعطيل مهمته في‮ ‬أحد لقاءاته الصحافية،‮ ‬وما ذلك إلا لأنه لم‮ ‬يكن على اطلاع أن التحرك الدبلوماسي‮ ‬السعودي‮ ‬هو الذي‮ ‬لعب دوراً‮ ‬كبيراً‮ ‬في‮ ‬فرملة الاندفاع الأمريكي‮ ‬حين أبلغت المملكة العربية السعودية وبما لا‮ ‬يدع مجالاً‮ ‬للشك أن سيطرة حزب الله البحريني‮ ‬على البحرين هو إعلان حرب على السعودية،‮ ‬وذلك تهديد مباشر لها ولأمنها واستقرارها‮.‬ لذلك فكل من وضع‮ ‬يده في‮ ‬يد الوفاق والائتلاف الجمهوري‮ -‬وهما وجهان لعملة واحدة‮- ‬وبمساعدة أمريكية وإيرانية ممثلة في‮ ‬حزب الله وحزب الدعوة والحرس الثوري‮ ‬المسؤول عن القنوات الفضائية ومؤسسة الأبرار الإيرانية في‮ ‬بريطانيا،‮ ‬خططوا للاستيلاء على البحرين ويقدمون لإيران موطئ قدم فيها،‮ ‬وكلهم شركاء في‮ ‬المؤامرة الكبرى التي‮ ‬بانت الآن كل خيوطها‮.‬ الخروج من عنق الزجاجة قد تحقق؛ إنما الخروج من الأزمة لم‮ ‬يتحقق بعد‮.‬ لهذا أوجه خطابي‮ ‬اليوم للغالبية التي‮ ‬كانت صامتة إلى وقت قريب؛ اعتمدوا من بعد الله على أنفسكم في‮ ‬إنقاذ البحرين،‮ ‬وحدها تلك الغالبية قادرة على أن تدافع عن دولة القانون والمؤسسات وتحمي‮ ‬البحرين من التدخلات الإيرانية والأمريكية ووقف فرملة الأصولية الشيعية التي‮ ‬اختطفت الشيعة قبل السنة والتي‮ ‬رأينا نموذجاً‮ ‬من حال البحرين في‮ ‬حال سيطرت عليها‮.‬ البحرين سفينة عرضة للاختطاف على‮ ‬يد جماعة أصولية إرهابية بحجة الإصلاحات أو بحجة المطالب أو بأي‮ ‬حجة أخرى،‮ ‬وكثيرون هم السذج والمخدوعون الذين‮ ‬يعتقدون أن النص الدستوري‮ ‬لو تعدل لانتهت مشاكلنا ولكفت الأصولية الشيعية عن المطالبة بدولة ولاية الفقيه‮!! ‬بل ستوظف هذه الأصولية تلك الأدوات التي‮ ‬ستقدم لها على طبق من فضة لخدمة ذات المشروع،‮ ‬وقتها لن‮ ‬ينفعنا مليون اعتذار من جمعيات تضرب على قفاها مرة واثنتين ولا تتعلم‮.‬ وحده الله ومن ثم الأمل في‮ ‬الجموع البحرينية التي‮ ‬زحفت للفاتح هي‮ ‬القادرة على حماية استقلالنا والدفاع عن كرامتنا‮.‬ فتحرك الدولة الرسمي‮ ‬بطيء وغير متناسق ولا‮ ‬يتناسب وحجم التحديات،‮ ‬في‮ ‬حين أن شباب ونساء ورجال الفاتح قد قاموا خلال ثلاثة شهور فقط بما عجزت عنه الدولة وأعيانها المعينون‮.‬ وحدهم الذين لم‮ ‬ينتظروا إذناً‮ ‬وتحركوا باستخدام كل الوسائل المتاحة ووقفوا بوجه أكبر مخطط تآمري‮ ‬على البحرين في‮ ‬التاريخ المعاصر‮. ‬والآن أصبح الطريق مفتوحاً‮ ‬بشكل شرعي‮ ‬للتحرك والمسؤولية أصبحت على عاتق كل بحريني‮ ‬عربي‮ ‬الشيعي‮ ‬قبل السني‮ ‬لوقف زحف تلك الأصولية الإيرانية‮.‬ المهمة كبيرة وتحتاج أن نخصص لها من هو قادر على حمل مسؤولياتها المتنوعة،‮ ‬وأولها الملف السياسي‮ ‬والملف الإعلامي‮ ‬الذي‮ ‬يجب أن‮ ‬يضع في‮ ‬اعتباره أنه أمام حرب بمعنى الكلمة؛ حرب إعلامية مدفوعة الثمن وملايين خصصت من دول مجاورة وإقليمية ومساعدة لوجستية أمريكية بلا حدود لعزل البحرين،‮ ‬فلا وقت للمجاملات أو للسكوت على الاستهانة بمقدرات أهل البحرين‮.‬ هذان الملفان لابد أن‮ ‬يخضعا للتشاور الواسع وانتقاء أفضل الخبرات؛ بل والاستعانة بمحامين دوليين وخبرات إعلامية،‮ ‬فنحن لسنا بصدد إصدار صحيفة حائط مدرسي‮!‬ كذلك الملف السياسي؛ هناك مؤامرة لتغيير الدستور بشكل‮ ‬يعطي‮ ‬الولي‮ ‬الفقيه اليد الطولى والعليا في‮ ‬القرار السياسي‮ ‬يشترك في‮ ‬هذه المؤامرة حتى القوى السياسية الديمقراطية التي‮ ‬تقدم تلك‮ ''‬الأدوات‮'' ‬لإيران على طبق من فضة ظناً‮ ‬منها أنها تدافع عن حق الشعوب،‮ ‬وتدفن رأسها أمام واقع أن ثلث الشعب هو فرد‮ ‬يسوقهم‮ ‬يميناً‮ ‬ويساراً‮ ‬وأنتم أكثر العارفين بهذه الحقيقة أيام الانتخابات‮!‬ أبعد هذا كله لا نعي‮ ‬ولا ننتبه لحجم المؤامرة؟ من سيجلس للحوار عليه أن‮ ‬يعرف أن ما لم تأخذه إيران بالثورة تريد أن تأخذه بالحوار،‮ ‬وعلى فكرة‮... ‬لن‮ ‬يوقف هذه المؤامرة إلا أنتم فلا تعتمدوا على أحد وأضع سطرين تحتمهما

 سوسن الشاعر
صحيفة الوطن - العدد 2027 الأربعاء 29 يونيو 2011