لست أعرف ما حكايتنا مع الشائعات، ومن الذي يطلقها، ومن الذي يمارس الترويج لها. الشائعات سرت قبل خطاب جلالة الملك حفظه الله بأخبار خاطئة لم ترد بالخطاب، بحسب وجهة نظر شخصية فإن من روج للأخبار الخاطئة والشائعات من حل للبرلمان وتعديل وزاري وعفو وغيره!. أحسب أن خلفه أناساً لا يريدون الخير للبحرين وأهلها، ومع عميق الأسف يساهم أناس آخرون بنشرها بسذاجة وهذه أيضاً كارثة أخرى، أن ننشر ما يضر البحرين بأنفسنا ونقدم الخدمة لمن لا يريد الخير إلينا. قبل أن أذهب إلى مفاصل الخطاب السامي، أود أن أطرح تساؤلاً في هذا التوقيت وقبل الحوار، من الذي أوصلنا إلى هذه الأزمة، كيف شعر طرف أنه يمكنه الانقلاب بعد أن تمكن من كل مفاصل الدولة، كل الوزارات، كل الشركات الكبيرة. السؤال: من أوصلنا إلى هذه الأزمة؟ نطرح سؤالنا بكل شفافية. ما حدث لنا كان بإرادة بعض أجهزة الدولة وبعدم إدراك ورؤية الواقع وحقيقة الأمور على الأرض، من ينطلق من منطلق عقدي لن يؤمن بالدولة ونظامها وقوانينها، حتى وإن ساير الدولة، حتى وإن خضع وقبّل الأيادي، كلها واجهة واستمالة من أجل أن يحصل على المزيد للاستيلاء على الدولة، المنطق العقدي لن يفيد معه منهج مواطنة، أو أي تقديم للتنازلات، الهدف الاستيلاء على الدولة ونظامها، والتغذية تحدث في الأماكن الدينية. لذلك قبل أي شيء وقبل أن نلوم المتطرفين، يجب أن نلوم بعض أجهزة الدولة التي كانت (ولا أعلم هل مازالت) غائبة عن الوعي، وسلمت رقبتها طواعية لمن يريد زوالها. إذا توافرت كل الأمور للمتطرف، وإذا شعر أنه أقوى من الدولة، كيف لا يفكر بالانقلاب عليها، هي من تقول له افعل، بما تقدمه له، إذن حتى المتطرف الغبي المعتوه سوف يفعل. المتطرف أعرفه، هو مكشوف لنا نحن المواطنين العاديين، لكن ما حدث لنا يظهر أن الدولة إما أنها لا تعلم وهذا مستبعد، وإما أنها تريد أن تسلم نفسها وتحب هذا النوع من المتطرفين. يا دولة ما حدث لنا كان بسبب سياسات خاطئة كرستها الدولة، علينا أن نعترف بذلك وأن نرى التصحيح يحدث اليوم على الأرض، منطلق ولاية الفقيه يجعل المتطرف يعاود الكرة حتى وإن اعتذر عن فعله، سوف يعاود مادامت الدولة بالنسبة له لقمة سائغة، وتقدم له الهدايا وكأنها تقول له تعال انقلب علينا أهلاً ومرحباً..!! هل فهمت الدولة أن سياساتها كانت خاطئة؟ وأن السير في ذات الطريق لن يجعلنا ننتظر عشر سنوات، كما قال لكم أكبر الداعمين للإرهاب وقتل الشرطة والمواطنين، وأكبر المنافقين الدجالين، بل سوف يكون الأمر أسرع من عشر سنوات (أخذوها منا)..!! أجد أن من مفاصل خطاب جلالة الملك هو تشكيل لجنة لتقصي الحقائق من محايدين، وهذا يتطلب من كل المتضررين أن يلجأوا اليوم إلى اللجنة بكل الحقائق، وأن نفضح بالحقائق أيضاً من يزعمون أنهم دعاة حقوق إنسان، وهم إقصائيون ويميزون في تبني القضايا ولا يرون إلا بعين واحدة، بل يلفقون القضايا، حتى هؤلاء يجب أن يتم فضحهم من خلال اللجنة. وجدت أن من أهم ما جاء بالخطاب بوجهة نظر شخصية أن جلالة الملك حفظه الله قال بما معناه إن الدولة لن تسمح لأي متطرف بأن يمارس تطرفه وأن يضر بالوطن، أو يختطف البلد. شخصياً أتمنى أن يتحقق ذلك، فالمتطرفون الذين يمتطون المنابر ويحرضون على العنف إما بالكلام المبطن، وإما بالتصريح فيجب على الدولة أن توقف ذلك تماماً مع أي شخص. إيقاف أبواق التطرف جزء من تصحيح مسار الدولة، حين يشعر البعض أنه أقوى من الدولة وأن الدولة لا تستطيع أن تعمل له شيئاً، فإنه يتمادى ويتحدى ويستعين بالخارج مادامت الدولة لا تستطيع أن تقول له توقف عن التحريض، فقط كلمة توقف عن التحريض. (احنا عيال قرية، وكلمن يعرف خية) نعرف بعضنا بشكل واضح في البحرين، نعرف من المحرض ومن المنافق الدجال الذي يقبّل الأيادي لكن قلبه يفيض حقداً أسود، لكنه يُقرّب ويُعطى الامتيازات، نحن نعرفهم تماماً. جزء كبير من أزمتنا كانت من تحت أيادي المنافقين الذين يذهبون إلى قادة البلد بوجه، ويقبّلون الأيادي، لكنهم إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون. ما نريده كشعب اليوم هو أن تلتفت الدولة إلى أنها أخطأت في سياساتها (وأنها أهملت إما بتعمد وإما باعتقاد أن هؤلاء مضمونون، وربما أدارت ظهرها لهم، لكنهم هم من ساندوا البلد في الأزمة) وأن هذه السياسات أوصلتنا إلى مرحلة (إرهاب فبراير). ما نريده هو تصحيح للسياسات الخاطئة، ما نريده هو أن تعرف الدولة الدروس والعبر من أقسى فترة مرت علينا، ما نريده أن نقول كلمة الحق أمام قادتنا حتى وإن كانت هذه الكلمة مؤلمة (شبعنا قصائد مدح) نتألم اليوم، أفضل من أن نتحسر غداً..!! إلى وزيرة الصحة وديوان الخدمة نوجه سؤالاً إلى الأخت الفاضلة الدكتورة فاطمة البلوشي فقد وردت إلينا شكاوى من الموظفين والموظفات العاملين في الحقل الطبي والمستشفيات والمراكز الصحية بخصوص أن العمل الإضافي الذي تحملوه منذ بدء الأزمة وحتى اليوم، وهذا أمر غريب جداً..!! هل هذا من الوزارة، هل هذا متعلق بديوان الخدمة المدنية؟ نرجوكم أعطوا من وقف مع البلد وضحى من أجل البحرين حقه، في أي مكان يوجد التأخير، في الوزارة أو ديوان الخدمة يجب أن يعطى الموظفون حقهم وألا يتأخر أكثر، نرجو أن نسمع خبراً مفرحاً اليوم
هشام الزياني
صحيفة الوطن - العدد 2028 الخميس 30 يونيو 2011
هشام الزياني
صحيفة الوطن - العدد 2028 الخميس 30 يونيو 2011