Monday, July 4, 2011

الدخول في‮ ‬الحوار‮ ‬ بنيّة الإفشال والانسحاب

وحده الواحد الأحد أعلم بالنوايا والسرائر،‮ ‬لكن‮ ‬يبدو أن هناك من‮ ‬يُضمر نوايا‮ ‬غير وطنية ونوايا مرتبطة بأجندات خارجية،‮ ‬الهدف منها الإعلان عن المشاركة في‮ ‬الحوار في‮ ‬اللحظات الأخيرة،‮ ‬من بعد ذلك‮ ‬يذهب التحالف القديم والزواج بين‮ ''‬الوفاق‮'' ‬وبين‮ ''‬وعد‮'' ‬بعد توبتها وهي‮ ‬محبة للذنب إلى انسحاب الجمعيتين من الحوار في‮ ‬منتصفه،‮ ‬وإحداث ضجّة إعلامية على هذا الانسحاب حتى‮ ‬يصوّروا للعالم أن الحوار فاشل‮. ‬لست أدري،‮ ‬ولست منجِّماً‮ ‬والعياذ بالله،‮ ‬ولست ممّن‮ ‬يطيرون فوق المكنسة،‮ ‬لكني‮ ‬ألمح صورة هذا المشهد‮.‬ مشهد إفشال الحوار وإظهار أن جزءاً‮ ‬من المعارضة‮ (‬والله والمعارضة،‮ ‬المعارضة في‮ ‬كل الأوطان تكون وطنية حتى وهي‮ ‬معارضة‮) ‬ينسحب وأن الحوار‮ ‬يدور بين أطراف معيّنة،‮ ‬وهذه الإسطوانة الطويلة،‮ ‬وأنتم تعرفون بأنفسكم إسطوانات الكذب والدجل،‮ ‬بدءاً‮ ‬من قصف الأباتشي‮ ‬إلى تلفيق الصحيفة الصفراء ورئيس تحريرها لسلسلة الكذب،‮ ‬مروراً‮ ‬بأكاذيب الاحتلال السعودي،‮ ‬إلى كل أكاذيب من هم‮ ‬يحملون الجنسية البحرينية لكنَّهم‮ ‬يضربون وطنهم في‮ ‬الإعلام الخارجي‮ ‬كلما سنحت لهم الفرصة‮.‬ أكبر أزماتنا في‮ ‬البحرين أن‮ ‬يكون لديك أناس‮ ‬يحملون الجنسية‮ (‬عاد لا تسألوني‮ ‬كيف ومتى‮) ‬لكنهم أكبر الخائنين لوطنهم،‮ ‬يضربون وطنهم في‮ ‬أي‮ ‬حين وساعة،‮ ‬يعضّون أيادي‮ ‬الوطن،‮ ‬ما إن تتهيَّأ الأجواء للانقلاب على الحكم فإنهم جاهزون،‮ ‬يعدّون العدّة منذ أزمان،‮ ‬أناس لا‮ ‬يملكون من الولاء والانتماء لعروبة البحرين وأهلها والانتماء لقيادتها إلا النفاق،‮ ‬بقدر ما تسير الأحداث‮ ‬يسيرون حين تصبح الأمور للدولة،‮ ‬لأنهم أكبر المنافقين،‮ ‬وحين تصبح الأمور أقرب إلى الانقلاب بمساعدة دولة الشرق المقيتة،‮ ‬ودولة الشيطان الأكبر كما‮ ‬يسمّونها،‮ ‬فإنهم‮ ‬يكشِّرون عن وجوههم،‮ ‬بئس الناس هؤلاء الذين ولاؤهم هو بقدر نفاقهم‮.‬ يقبِّلون الأيادي‮ ‬ساعة ما تكون للدولة قوة،‮ ‬ويعضّون الأيادي‮ ‬ساعة ما تحين موجة الانقلاب،‮ ‬وجوه كئيبة قد أنزل الله عليها‮ ‬غضبه‮.‬ رجائي‮ ‬إلى‮ ‬يوم الدين ألاّ‮ ‬أشرك بك أحداً،‮ ‬يا رحمن‮ ‬يا رحيم،‮ ‬اغفر لنا ذنوبنا بين كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله،‮ ‬وبين إماطة الأذى عن الطريق،‮ ‬اغفر لنا‮ ‬يا واحد‮ ‬يا أحد،‮ ‬إننا لا نشرك بك أحداً،‮ ‬ولا نستعين إلا بك وحدك‮.‬ قبل أن أختم،‮ ‬أقول إن هناك من‮ ‬يُضمر النيّة إلى دخول الحوار بنيّة الإفشال،‮ ‬وبنيّة الانسحاب،‮ ‬حتى‮ ‬يُحقّق أغراض من‮ ‬يأتمر بأمرهم،‮ ‬ومن هو تبع لهم،‮ ‬هذا السيناريو قد‮ ‬يحدث،‮ ‬لكن عيوننا مفتوحة،‮ ‬ونتمنى أن تكون عيون الوطن مفتوحة

هشام الزياني
صحيفة الوطن - العدد 2026 الثلاثاء 28 يونيو 2011