لم يبقَ إلا أن تتوسل الدولة إلى من أجرموا وأدخلوا البلاد في أكبر أزماتها وقتلوا وأرهبوا واحتلوا العاصمة وكانوا ينوون الهجوم على مناطق أهل السنة، لم يبقَ إلا أن تتوسلهم الدولة أن يحضروا إلى طاولة الحوار. هؤلاء نتوسلهم لحضور الحوار؟ ما يفعله البعض من التوسل إلى قادة المحاولة الانقلابية أن يحضروا إلى طاولة الحوار أمر خاطئ، هؤلاء لا يريد أهل البحرين الشرفاء أن يروا وجوههم، الذين أدخلونا في أكبر أزمة وكانوا يدعمون الانقلاب، وكانوا ينعقون في القنوات الخارجية للإساءة إلى البحرين، لا نريد أن نرى وجوههم. مثل هؤلاء عدم شوفتهم عيد، عدم رؤية وجوههم التي تقطع الخلفة عيد، لا ينبغي أن نرتكب الأخطاء في أن تتوسل هؤلاء في الحضور. هم لا يحضرون إلا بأجندات خارجية، قرارهم ليس عندهم، قرارهم لدى جهتين، جهة الشرق التي يستنجد بها علي سلمان، وجهة الغرب الذين يدعون الوفاق ويدربون كوادرها وكانوا يريدون تسليم البحرين لإيران، الغرب نعني أمريكا وبريطانيا، فلا تسمعوا أن بينهم وبين إيران مواجهة، إنه ضحك على الذقون. إيران هي التي سلمت العراق للأمريكان وهي التي تحمي جنود أمريكا في العراق، وهي التي سهلت وتواطأت وقدمت التسهيلات لأمريكا من أجل احتلال أفغانستان، إيران تقدم الهدايا لأمريكا، فلابد لأمريكا أن ترد لها الهدايا، كانت البحرين ربما الثمن. لولا أن حفظ الله البحرين وأهلها، ولولا تحرك السعودية والإمارات وقوات درع الجزيرة وتحركات الداخل المتمثل في أكبر تجمع بالبحرين وهو تجمع الفاتح، لكانت البحرين ذهبت في شربة ماء. مازال الخطر ماثلاً، لا تظنوا أن الأمور انتهت، بل المؤامرة مستمرة، والحرب كبيرة، أدوات إيران وأمريكا في البحرين تتحرك وتعمل وتريد الانقضاض على البحرين، ويبدو أن الهدف قبل ذلك الآن هو أن يجعلوا السعودية تنشغل في وضعها الداخلي، وبعد ذلك يمكن تنفيذ المؤامرة الكبرى. هذه حقيقة جمعية »النفاق«، حقيقتها أنها أداة في يد إيران والأمريكان، ويتم الدفع لها وتدريب كوادرها بمبالغ كبيرة حتى تحين ساعة الصفر، بالنسبة للأمريكان فإن أتباع ولاية الفقيه لا خوف منهم، ليس لديهم عقيدة الجهاد، ولم يحاربوا الغرب يوماً، ولم يحاربوا إسرائيل يوماً (وما تمثيلية »حزب اللات« إلا تمثيلية كبرى، وإلا فإن الأمريكان يستطيعون القضاء عليه في ساعة لكنهم يبقون عليه ليحققوا أهدافهم ويحمون إسرائيل.. سلاح »حزب اللات« من أجل احتلال لبنان وليس إسرائيل). الدولة تدفع سنوياً 220 ألف دينار للجمعية التي كانت تقف وراء إسقاط النظام، والجمعية التي تخطط للانقلاب على الحكم، والجمعية التي أزّمت الشارع ومن خلفها وليها الفقيه الذي يقف خلف كل حالات الإرهاب والقتل ضد أهل السنة والجماعة، آخرها اختطاف فتاتين في مدينة حمد. هل توجد دولة بالعالم تعمل مثلما نعمل، تقدم كل الهدايا والأموال والدعم والتنسيق وكل أسباب الانقضاض عليها، إلى من يقول لها (نريد إسقاط النظام)؟ هناك من يتوسل جمعية النفاق لحضور الحوار، الحوار ماض، وإن لم يحضروا أعتقد (ريحتوا أهل البحرين من وجوه متورطة لا يريدون رؤيتها أبداً
هشام الزياني
صحيفة الوطن - العدد 2025 الأثنين 27 يونيو 2011
هشام الزياني
صحيفة الوطن - العدد 2025 الأثنين 27 يونيو 2011