Monday, July 4, 2011

قتلوهم ومشوا في‮ ‬جنازتهم‮ .. ‬الآن أصبحوا نساءً‮ ‬وأطفالاً‮ ‬ورضعاً

والله نتابع البيانات المتوالية التي‮ ‬تصدرها‮ ''‬الوفاق‮'' ‬فنستغرب،‮ ‬وليس مبعث الاستغراب أن الكلام لا‮ ‬يدخل العقل ولا‮ ‬يتسق مع المنطق،‮ ‬بل المبعث أنه كيف لأناس‮ ‬يفترض وجود العقل فيهم أن‮ ‬يصدقوا قبل الآخرين ما‮ ‬يصدر عنهم من مغالطات؟‮! ‬وكيف لهم أن‮ ‬يتعاملوا بكل براءة وبِراحة ضمير مع مسائل هم كانوا أبرز محركاتها وأكبر مسبباتها؟‮!‬ ‮''‬الوفاق‮'' ‬تتعامل مع الوضع الحالي‮ ‬بأسلوب‮ ''‬اقتل القتيل وامش في‮ ‬جنازته‮''‬،‮ ‬وهي‮ ‬ليست المرة الأولى التي‮ ‬تدفع فيها الناس‮ -‬خاصة من قبلوا أن‮ ‬يمشوا وراءهم عميانياً‮- ‬إلى شفير هاوية،‮ ‬وتكون سبباً‮ ‬في‮ ‬الوبال عليهم،‮ ‬ثم تنسلخ من مسؤوليتها تجاههم وتتبرأ من حقيقة أنها السبب فيما حصل لهم،‮ ‬لتنتقل إلى لعب دور المتاجر في‮ ‬مصائر هؤلاء البشر‮.‬ أكتب هذا بعد قراءة لبيان وزارة الداخلية،‮ ‬الذي‮ ‬ترد فيه على جزئية تضمنها بيان‮ ''‬الوفاق‮'' ‬الأخير بشأن وجود‮ ''‬أحداث‮'' ‬موقوفين،‮ ‬واستمرار الجمعية لعملية فرض إملاءاتها ضاربة القانون عرض الحائط،‮ ‬عبر مطالباتها الإفراج الفوري‮ ‬عنهم،‮ ‬دون أيما احترام أو وضع لاعتبار أن في‮ ‬هذا البلد قانوناً‮ ‬وأن الموقوفين تم إيقافهم على خلفية ارتكابهم لجرائم وجنح،‮ ‬ودون أن تعي‮ ‬بأننا لسنا في‮ ‬غابة‮ ''‬الولي‮ ‬الفقيه‮'' ‬التي‮ ‬لا وزن فيها للقانون،‮ ‬فمحبك تمجده وتعظمه،‮ ‬ومن تختلف معه تشنقه في‮ ‬الميادين العامة ولا داعي‮ ‬لتضييع الوقت في‮ ‬محاكمات وقانون وغيره‮.‬ قد‮ ‬يقولون كما هي‮ ‬عادتهم بأن هؤلاء صغار السن‮ (‬جهال‮)‬،‮ ‬وأنهم لا‮ ‬يعون ما‮ ‬يفعلون،‮. ‬لكن المسألة لا تقف عند هذه الجزئية المغلوطة،‮ ‬فإن كانوا صغار سن لا‮ ‬يعون ما‮ ‬يفعلونه،‮ ‬يعني‮ ‬ذلك أن هناك من‮ ‬غرر بهم،‮ ‬وهناك من دفع بهم إلى ما وصلوا إليه،‮ ‬أي‮ ‬أن‮ ''‬الوفاق‮'' ‬ومن معها من محركات للأزمة في‮ ‬الشارع هي‮ ‬التي‮ ‬تتحمل مسؤولية ضياع هؤلاء،‮ ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬من المفترض أن تكون محلهم في‮ ‬التوقيف والمحاكم‮.‬ صدقوني‮ ‬هم لا تهمهم مصائر هؤلاء البشر،‮ ‬إذ طالما اعتبروهم أرقاماً‮ ‬للمتاجرة فيهم،‮ ‬ولضمان استمرارية تصريحاتهم للخارج بتضمينها معلومات جديدة قائمة على الأرقام‮.‬ اليوم تتحدثون عن صغار السن والأحداث؟‮! ‬أنسيتم‮ ‬يا وفاق ويا علي‮ ‬سلمان موقفكم في‮ ‬سنوات مضت بشأن التخريب في‮ ‬المدارس،‮ ‬وكيف كان خطابكم موجهاً‮ ‬بشكل صريح لطلبة المدارس بأن مارسوا السياسة في‮ ‬وقت الفراغ؟‮! ‬ وماذا كان ذلك‮ ‬يعني؛ أي‮ ‬ممارسة السياسة في‮ ‬وقت الفراغ؟‮! ‬هل كان‮ ‬يعني‮ ‬الانخراط في‮ ‬تنظيم شبه عسكري‮ ‬تحت مسمى الحركة الكشفية؟،‮ ‬ونعني‮ ‬هنا كشافة‮ ''‬فدك‮'' ‬التي‮ ‬يقف صغار السن والأحداث فيها ليؤدوا التحية لعيسى قاسم ولعَلَم‮ ''‬الوفاق‮''. ‬أليست هذه دعوة لتجنيد هؤلاء الصغار تحت لوائكم،‮ ‬بحيث‮ ‬يتحركون‮ ‬يمنة ويسرة بحسب ما تقررونه‮.‬ اليوم،‮ ‬بعد أن‮ ‬زججتم بهم في‮ ‬الشارع،‮ ‬تتنصلون من مسؤوليتكم تجاههم،‮ ‬تنكرون أنكم السبب في‮ ‬خراب بيوت الكثيرين منهم،‮ ‬وقطع أرزاقهم،‮ ‬خاصة من‮ ‬يعملون في‮ ‬القطاع الخاص الذي‮ ‬فيه شركات لن تقف أبداً‮ ‬عند أية أمور عاطفية بل ستتحرك بناء على ربحها وخسارتها ومدى الضرر الذي‮ ‬تكبدته‮.‬ في‮ ‬كل مرة الشماعة تعلق،‮ ‬باعتبار أن الموقوفين المرتكبين لجرائم وجنح هم نساء وشباب وأحداث،‮ ‬وكأن القانون لا‮ ‬يجب أن‮ ‬يطال أي‮ ‬شريحة منهم،‮ ‬مثلما هي‮ ‬مضامين خطاباتكم في‮ ‬الخارج بشأن الأطباء والمحامين وبعض الحقوقيين،‮ ‬وكأن هؤلاء‮ ‬يحق لهم أن‮ ‬يفعلوا ما‮ ‬يحلو لهم،‮ ‬أن‮ ‬يتحول الطبيب إلى جزار،‮ ‬والمحامي‮ ‬إلى كذاب،‮ ‬والحقوقي‮ ‬إلى مزور،‮ ‬ولكن‮ ''‬حرام‮... ‬حرام‮'' ‬أن‮ ‬يطبق عليه القانون‮.‬ جلسوا في‮ ‬الدوار لتأجيج الوضع ولتجييش الشارع،‮ ‬وحينما عرفوا بموعد الإخلاء في‮ ‬هذه البقعة،‮ ‬لم‮ ‬يكن هناك حتى أثر لغبارهم،‮ ‬ألم تتساءلوا قط‮ ‬يا من تبعتم هؤلاء وأضاعوكم،‮ ‬لماذا تركوكم في‮ ‬واجهة الأمور حينما دقت ساعة الحقيقة واختفوا؟‮!‬،‮ ‬وألم تتساءلوا اليوم أين هم من عملية مساعدتهم لمن تسببوا في‮ ‬فقدان وظائفهم،‮ ‬رغم أن مرجعيتهم‮ ‬يمتلك من المال ما شاء الله؟‮! ‬أين رئيس اتحاد النقابات من العمال المسرحين؟‮! ‬هو في‮ ‬الخارج‮ ‬ينعم بالأجواء الباردة،‮ ‬بينما من صدقوه ونفذوا مطالبه بالإضراب هم من تأذوا؟‮! ‬ للأسف شارع‮ ''‬الوفاق‮'' ‬هم أكثر المتضررين من هذه الجمعية،‮ ‬وسيزيد الضرر عليهم للأسف إن قبلوا بأن تقودهم عناصر بالجمعية في‮ ‬مساع متكررة لتحقيق أجندتها التي‮ ‬لن تتغير،‮ ‬ونعني‮ ‬بها اختطاف الدولة والحكم‮.‬ وهنا دعونا نوقف الكلام الملتوي‮ ‬ولنتحدث بصراحة‮ ‬يا علي‮ ‬سلمان ويا وفاق ويا من معها،‮ ‬تحاولون خداع مَن حينما تحلفون بأغلظ الأيمان بأن هدفكم ليس اختطاف الدولة،‮ ‬وليس كرسي‮ ‬الحكم فيها؟‮! ‬ كلنا‮ ‬يعرف القصة القديمة التي‮ ‬تتجدد،‮ ‬كلنا‮ ‬يعرف ما كنتم تقولونه في‮ ''‬الهايد بارك‮''‬،‮ ‬وكلنا نعرف شكل النهاية التي‮ ‬تريدونها،‮ ‬لكن الفارق هنا أن البحرين فيها مكونات أخرى ترفض أن تكون تبعاً‮ ‬لأي‮ ‬جمهورية،‮ ‬وترفض أن تكون عبيداً‮ ‬لأي‮ ‬فقيه مهما كانت ولايته‮.‬ والله‮ ''‬الوفاق‮'' ‬محظوظة بصراحة،‮ ‬حينما تتحصل لها على فئة تقبل بأن تذهب ضحية لأحلام عيسى قاسم وعلي‮ ‬سلمان،‮ ‬تقبل بأن تموت من أجلهم لا من أجل قضية ربانية عادلة،‮ ‬وتقبل بأن تقدم وتقدم الكثير،‮ ‬لكن في‮ ‬النهاية لا تتحصل إلا على الألم والضياع والمستقبل المظلم‮.‬ ؟ اتجاه معاكس‮..‬ نشد على‮ ‬يد وزير الداخلية الفاضل فيما قاله بأنه لا عودة إلى الفوضى،‮ ‬وأن التعامل‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون وفق القانون والمبادئ،‮ ‬وهذا بالتحديد ما كان الناس المخلصون‮ ‬يطالبون به،‮ ‬بألا‮ ‬يكون هناك تهاون مع كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا البلد وأهله،‮ ‬وألا‮ ‬يستمر أي‮ ‬تعاط نراه بمثابة التراخي‮ ‬مع الذين طالما أمنوا العقوبة فأساؤوا الأدب‮. ‬ والله أشهر السلامة الوطنية الثلاثة أعادت في‮ ‬عيوننا هيبة رجل الأمن،‮ ‬والتي‮ ‬نُصر على ألا تتراجع مطلقاً،‮ ‬باعتبار رجال الأمن هم أول خطوط تطبيق القانون والحفاظ عليه،‮ ‬هم أهم عوامل حفظ الأمن والنظام‮.‬ نقدر للرجال البواسل في‮ ‬الداخلية وما قام به إخوانهم في‮ ‬قوات الجيش بتفريعاته،‮ ‬ونؤكد بأنهم هم أصحاب الاستمرارية في‮ ‬حمل راية الحفاظ على أمن المجتمع‮.‬ لا عودة إلى الفوضى‮ ‬يا جماعة ولا للقبول بها،‮ ‬ولو بنسبة‮ ‬1٪،‮ ‬لأنكم إن قبلتم بها مرة،‮ ‬فستجدونها تتكرر أكثر من مرة

فيصل الشيخ
صحيفة الوطن - العدد 2027 الأربعاء 29 يونيو 2011