Monday, July 4, 2011

بابكو‮.. ‬إذا لم تستح فاصنع ما شئت‮

بحثت في‮ ‬كل كتاب ومعجم،‮ ‬وفي‮ ‬كل موقع ومدونة،‮ ‬فلم أجد أفضل من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي‮ ‬يقول‮ ''‬إذا لم تستح فاصنع ما شئت‮''‬،‮ ‬وذلك للرد على تهديد بابكو بمقاضاتي‮. ‬وهذا بعض من فيض في‮ ‬ما فعلته بابكو،‮ ‬ففي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كادت تتعرض مراجل وتوربينات مصانع النفط للحريق،‮ ‬كان موظفو بابكو‮ ‬يهتفون بإسقاط النظام‮.. ‬فأين الإجراءات القانونية ضدهم؟‮!. ‬في‮ ‬حين كان المخلصون من أبناء البحرين‮ ‬يواصلون العمل ليلاً‮ ‬ونهاراً‮ ‬لتفادي‮ ‬انقطاع إمداد البحرين بالوقود‮.. ‬أين أنواط الشرف والتكريم لتعلق على صدور من حفظوا البحرين من كارثة مؤكدة،‮ ‬لقد تم تسليم ملفات تحقيق اللجان في‮ ‬العصيان المدني،‮ ‬وخيانتهم لأمانة الوظيفة،‮ ‬إلى نبيل رجب ليتحدث نيابة عنهم على قناة‮ ''‬العالم‮''. ‬فأين الإجراءات القانونية ضده؟ ترك هؤلاء جميعهم‮ ‬يتمتعون بالحرية والعودة إلى مكاتبهم وإلى بيوتهم الأنيقة في‮ ‬عوالي،‮ ‬وهددوا صاحبة مقال لم تذكر فيه أكثر من حقائق موثقة بالمستندات والشهود الذين انضموا إلى قوافل الحق من أجل البحرين‮. ‬إذا قالت بابكو عن مقال‮ ''‬بابكو‮.. ‬وذر الرماد في‮ ‬العيون‮''‬،‮ ‬بأنها تحتفظ بكامل الحق في‮ ‬اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لأن صاحبة المقال تجاوزت الأعراف الصحافية،‮ ‬فماذا‮ ‬يسمى من ترك المصانع تشتغل دون إنتاج،‮ ‬وماذا تسمى شركة الصيانة المتعهدة عندما أضرب عمالها عن العمل؟ وماذا‮ ‬يسمى عندما هتف موظفو الشركة بإسقاط النظام،‮ ‬وماذا‮ ‬يسمى من استخدم سيارة إسعاف الشركة لحمل الأسلحة إلى جامعة البحرين؟ هل هذا من ضمن أعراف الوزير والرئيس التنفيذي،‮ ‬أو هل ترى الدائرة القانونية بالشركة أن ما قام به الموظفون لا‮ ‬يخرج عن دائرة التعبير عن الرأي؟‮. ‬وذلك كما‮ ‬يقول كبيرهم في‮ ‬الدوار،‮ ‬أو أن هذه الأعمال من ضمن المخطط لها في‮ ‬مؤامرة الانقلاب،‮ ‬أي‮ ‬أنها تتماشى مع إعلان مشيمع عن جمهوريته‮.‬ أما القول إنها مؤسسة وطنية عريقة ساهمت في‮ ‬اقتصاد البحرين،‮ ‬فأين هي‮ ‬الأرقام التي‮ ‬تثبت مساهمتها في‮ ‬دعم اقتصاد البحرين؟ أين هذه المؤسسة الوطنية العريقة التي‮ ‬تآكلت معادن أجزاء مصانعها،‮ ‬وتقطعت سيورها حتى أصبحت أشبه بتنور خباز وقطار‮ ‬يسير على الفحم الحجري؟ أين التطوير؟ وأين التصنيع وأين المبيعات وأين الصفقات؟ أما القول إنها خلفت كوادر وطنية مؤهلة،‮ ‬ونشرت تقنية وعلوم العصر الحديثة،‮ ‬فنحن سنتفق معها في‮ ‬هذا،‮ ‬على شرط أن تنشر أسماء هذه الكوادر الوطنية التي‮ ‬خلقتها والتي‮ ‬ابتعثتها للدراسة في‮ ‬الخارج،‮ ‬كما نشر خبر حفلة العشاء التي‮ ‬أقيمت لذر الرماد في‮ ‬العيون‮. ‬أما تقنية وعلوم العصر التي‮ ‬نشرتها بابكو،‮ ‬فهل حوّلت الشركة تخصصها من النفط إلى معهد تعليم وتدريب،‮ ‬وذلك لكي‮ ‬تقول إنها نشرت علوم العصر‮... ‬نعم بابكو أهلت وعلمت على حساب الدولة لفئة معينة،‮ ‬وذلك عن قصد وإصرار‮.. ‬إنها إدارة بابكو التي‮ ‬حاربت بكل قوة موظفي‮ ‬شركة بنوكو بعد انضمامها إلى بابكو،‮ ‬لأنهم من طائفة أخرى‮. ‬هذه هي‮ ‬الحقيقة التي‮ ‬لا تستطيع أن تغطيها بابكو مهما حاولت،‮ ‬ومهما فكرت في‮ ‬مخارج أو تكتيكات للتستر على فضائحها‮. ‬إن التهديد هو اعتراف بأن ما ذكر من حقائق صحيحة،‮ ‬لذلك عندما لم تدافع الشركة بحقائق ووثائق تنفي‮ ‬هذه المعلومات،‮ ‬إنما استطاعت أن تجد المخرج بأن المقال خرج عن الأعراف الصحافية وأنه اتسم بالتشهير‮. ‬فهنا نرى كيف كبرت عليهم أنفسهم،‮ ‬ولم تكبر في‮ ‬نفوسهم البحرين،‮ ‬عندما سلموا إلى نبيل رجب المستندات لينشرها على قناة‮ ''‬العالم‮''‬،‮ ‬ولم تكبر في‮ ‬نفوسهم البحرين عندما هتف موظفو الشركة بسقوط النظام واستجابوا للعصيان المدني‮. ‬لم تكبر خسارة اقتصاد البحرين مئات الملايين من الدنانير،‮ ‬إنما كبر في‮ ‬نفوسهم مقال كشف أعمالهم‮. ‬إن التهديد هذا أو‮ ‬غيره لن‮ ‬يجدي‮ ‬مع أي‮ ‬مواطن شريف،‮ ‬وإن محاولة التهديد مرة أخرى،‮ ‬أو أي‮ ‬محاولة هي‮ ‬مسؤولية‮ ‬يتحملها المسؤولين عن الشركة‮. ‬فاللذي‮ ‬هانت عليه البحرين،‮ ‬كل أمر‮ ‬غيره بالتأكيد بالنسبة إليه أهون من الهين‮. ‬أليس الأجدى من اتهام صحافية النظر في‮ ‬الأمور التالية الأخطر‮:‬ ‮ ‬استخدام الدائرة القانونية للدفاع عن شخوص وليس عن مصالح الشركة،‮ ‬خسارة ملايين الدنانير أثناء الأزمة،‮ ‬الخطر البيئي‮ ‬الذي‮ ‬سببته مصانع النفط القديمة،‮ ‬الظلم والإجحاف الذي‮ ‬تعرض له موظفو بنوكو،‮ ‬الطائفية التي‮ ‬مارستها الشركة ضد مواطنين من فئة معينة،‮ ‬إقامة حفلة عشاء على نفقة الشركة لمصالح شخصية وليس لمصلحة الشركة،‮ ‬تبذير المال العام كما ورد في‮ ‬تقارير الرقابة المالية وما تتضمنه مستندات أخرى‮.‬ فهذا جواب التهديد،‮ ‬وهذا ما‮ ‬يجب أن‮ ‬يعلمه وزير النفط والرئيس التنفيذي‮ ‬للشركة‮. ‬إن احتلال الدوار قد خلق شعباً‮ ‬جديداً،‮ ‬شعباً‮ ‬تعلقت روحه بكتاب الله الذي‮ ‬يقول فيه‮ ''‬الَّذِينَ‮ ‬قَالَ‮ ‬لَهُمْ‮ ‬النَّاس إِنَّ‮ ‬النَّاس قَدْ‮ ‬جَمَعُوا لَكُمْ‮ ‬فَاخْشَوْهُمْ‮ ‬فَزَادَهُمْ‮ ‬إِيمَاناً‮''

نجاة المضحكي
صحيفة الوطن - العدد 2026 الثلاثاء 28 يونيو 2011