Friday, June 8, 2012

نهاية المطاف

جريدة المدينة
يبدو أن الرئيس بشار الأسد لا يزال يجهل حتى الآن أن إرادة شعبه وإصراره على نيل حريته وحقوقه وكرامته الإنسانية أمر لا يقبل المساومة، وغير قابل للتراجع مهما كان الثمن. وإذا كانت هناك بعض الأطراف الدولية ساهمت -بشكل أو بآخر- في المزيد من معاناة، وآلام الشعب السوري مبتعدة بهذه المواقف عن الإجماع الدولي، وعن القيم الإنسانية، وأساسيات القانون الدولي، ومبادئ حقوق الإنسان، فإنه آن الأوان لتلك القوى أن تستيقظ ضمائرها، وتكفّر عن أخطائها التي ارتكبتها في حق هذا الشعب المكلوم، سواءً باستخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي؛ للحيلولة دون إدانة هذا النظام، والجرائم التي ارتكبها في حق شعبه، أو من خلال تزويده بالأسلحة التي تستخدم في قمع هذا الشعب، أو بوسائل أخرى.
ما يدعو إلى الاستغراب أن الدعم الذي ظلت تقدمه موسكو لنظام الأسد منذ اندلاع الأزمة السورية يتناقض مع مصلحتها، ويسيء إلى علاقتها مع دول مجلس التعاون الخليجية، وعلى الأخص المملكة، إلى جانب أن هكذا موقف يبدو كمن يراهن على حصان خاسر، خاصة بعد أن نفد صبر المجتمع الدولي من فظاعة إرهاب الدولة الذي يمارسه النظام السوري والذي اعتبرت مذبحة الحولة الأخيرة التي صدمت مشاعر العالم كله، عندما قامت قوات الشبيحة الموالية للنظام بذبح الأطفال الأبرياء بدم بارد، وأيضًا بعد أن أصبح المجتمع الدولي يقترب من الإجماع حول قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع، وهو ما أكده سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل خلال مؤتمره الصحفي في ختام اجتماع المجلس الوزاري الخليجي أمس الأول بتوجيه الدعوة إلى موسكو لإعادة تقييم سياستها في المنطقة، وأن موقفها في مجلس الأمن "لا مبرر له".
الموقف الروسي الجديد المتمثل في تصريح نائب وزير الخارجية الروسي بأن موسكو لا تعتبر بقاء الأسد في السلطة شرطًا مسبقًا لتسوية النزاع، والمتمثل أيضًا فيما نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية نقلاً عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية عن احتمال مشاركة قوات روسية في عمليات حفظ السلام في سورية لحماية المدنيين. هذا الموقف يعتبر مؤشر إيجابي على تغير في الموقف الروسي تجاه النظام السوري بما يعجل ببدء العد العكسي لنهاية هذا النظام.