Friday, June 8, 2012

مرساة مرسي الى اين

محمد عبدالواحد
**غاية ما يمكن تصوره ان تصل الثورات العربية في ربيعها الدامي الى ما وصلت اليه من فصول موجعة وداكنة ولا تبشر بالخير..
**وفي مصر وحدها تبرز اكثر من مشكلة ومعضلة يصعب حلها..
**حاكموا رئيسهم السابق حسني مبارك وحكم عليه مع وزير داخليته بالسجن المؤبد.. ولم يشفع له تاريخه النضالي في الدفاع عن مصر وخوضه ثلاث حروب ضد اسرائيل.. ولم يرضهم هذا , وتخرج مئات الالوف الى ميدان التحرير تطالب بالقصاص لدماء الشهداء كما يقولون.
**«طيب» وماذا بعد - يأتي  الاخوان المسلمون ليركبوا «الموجة» مرة اخرى لدعم مرشحهم للرئاسة وكالعادة «يعدون» ويخلفون - لقد وعدوا من قبل بانهم لا يودون الاستحواذ على السلطة في البرلمان ومجلس الشورى ولن يرشحوا احدا لرئاسة الجمهورية.. فاذا بهم يسيطرون باغلبية مطلقة على المجلسين معا.. ويشغلون في جلسات برلمانهم «بختان المرأة» وامور هامشية اخرى وكأن كل مشاكل مصر قد حُلت.. الاقتصادية والاجتماعية والصحية والفقر ولم يأت في اولياتهم الا مشاكل «الخلع والختان».
** وفوق كل هذا يأتي مرشحهم «مرسي» ليضيع كل المرافىء الآمنة.. ويعلن عن مرسى جديد لتنطلق منه الخلافة الاسلامية من القدس - كما يرى - ويبدو انه لا يرى التشرذم والفرقة والتشتت في بلده وفي معظم بلدان الفوضى العارمة في ربيعها الدامي والمؤلم.
**هذا «المرسي» الذي لم تسقط مرساته في بحر الامان الى اين تبحر مراكبه في زمن القوة التي لا يملكها.. وهل الاقوال وحدها تكفي والوعود التي لم تصدق من بدايتها والتي قد تصل الى نهاية مفجعة لا يرتضيها احد.
**واذا كنا لسنا في حاجة في وطننا العربي الى خميني اخر وخامئني يتبعه.. فلسنا في حاجة ايضا الى عرابين ومرشدين.. ورئيس يقود الامة الى الهلاك..
**لقد سئمت الامة من شعارات الزيف والاكاذيب وما عاد لاحد اذن تسمع لهذه الاراجيف.. لقد تعلم الانسان العربي ان لا يقاد الى حتفه كما تقاد الخراف الى الذبح.
**ان من يقود الامة ينبغي ان يعرف الطريق لصون دمائهم ويحرص على امنهم وسلامتهم.. وجمع شملهم لا فرقتهم.. والعمل على اعلاء شأنهم بين امم الارض بالعلم والعمل والعدل ، ولا يمكن لاحد ان يحقق امجاد بلاده ونهضتها ورقيها واحلامها بالاقوال.. بل بالافعال واختيار طريق العدل والمحبة والسلام.. وعلى الراشدين والعقلاء السلام.