Friday, June 8, 2012

كتاب التحولات

عبدالله باخشوين
** دائماً لدينا من يقول:
- العالم - أصبح - قرية صغيرة!!
يريد أن يقول بتوفر المعلومة.. وسهولة الوصول إليها.
وهذا لا يعني أن العالم قرية صغيرة.. بقدر ما يعني أن قدرة من يريد حجب «المعلومة» أصبحت شبه معدومة.
لأن الحقائق أصبحت تظهر بطريقة لا يمكن حجبها.. وهي حقائق قابلة للتأويل والتهويل وتحميل الكثير منها إلى الكثير من الكذب والتضليل.
والقول بـ«قروية العالم» قول ناقص وغبي جداً.. لأن «القرية الصغيرة» تتيح لمن فيها ليس المعرفة والاحتكاك والتفاعل والدراية بكل صغيرة وكبيرة.. بقدر ما تمنح الفرصة لإثارة المزيد من الفضول تجاه كل ما هو خارجها وكل ما يفد إليها وكل من يذهب بعيداً عنها.
«المعلومة السهلة».. كانت قضية محورها الإعلام المضلل.. والكذب الرسمي.. والسياسة المبرمجة على الكذب وتكميم الأفواه.
غير أن المعلومة السهلة.. لا تعني القدرة على الاستفادة.. منها.. وعندك «جهازك» واتحداك.
طيب بلاش.. قول الدنيا كتاب مفتوح.. وافتح الكتاب.. وأنا اتحداك أن تلم بكل ما فيه أو حتى بعضه.
ان هناك عجزاً كبيراً وواضحاً تجاه قدرتنا على الاستفادة من المعلومة.. أو المعرفة التي تزعم أنها كانت محجوبة ثم أزيل عن «كشحتها» اللثام وأصبح من الممكن الاطلاع عليها ومعرفة مصدرها وخلفيتها وما وراءها والهدف من نشرها.
ان العجز عن القدرة عن الاستفادة من المعلومة هو المشكلة الحقيقية فإذا كانت المعلومة هي التي كانت تنقصنا وأصبحت متوفرة.. فماذا بعد.. لماذا لا نستفيد منها ونستثمرها.. في الاتجاه الصحيح الذي يمكن من خلاله تطوير قدراتنا وامكانياتنا وأعمالنا ومصالحنا.
ان الاستثمار الوحيد الذي نراه لـ«المعلومة» لا يسير سوى باتجاه «الاشاعة» لقد ساعدت «القرية الصغيرة» على تطوير الاشاعة وتطوير أساليب نقلها وتعميمها.
إن القدرة على نشر الاشاعة أصبحت هي «التقنية» التي توصلنا إليها من قراءة كتاب القرية المفتوح.. أما فيما عدا ذلك فكل يدور في فلكه لا يتقدم أكثر مما يتأخر.. باستثناء أصحاب الشركات والأعمال والمصالح الحيوية الذين أرادوا لأنفسهم وأعمالهم أن تكون في قلب حركة العالم.