Friday, June 8, 2012

اتحاد واحد للعمال أم اتحادان

أحمد سند البنعلي
لم أكن أتوقع كل تلك الحقائق التي أوردها نقيب عمال ألبا علي البنعلي في ندوته التي أقامتها جمعية الوسط العربي يوم الثلاثاء الماضي مما جعلني أشعر بنوع من الفراغ المعرفي في ما يتعلق بواقع الحركة العمالية في البحرين خصوصا تلك الأرقام التي أوردها عن واقع الجمعيات العمومية في بعض النقابات وبالذات تلك التي ساهمت في أحداث المملكة الأخيرة وكيف تم استغلال القانون الحالي للولوج إلى قلب الحركة العمالية وتسييسها ودفعها دفعا لاتخاذ مواقف يمكن أن تكون مناقضة لما تريده الحركة العمالية في واقعها.
غريب أن تتحكم بعض النقابات في مصير المنتمين إليها واقعا عن طريق قلة ضئيلة من المنتمين لمهنتها كما حدث في نقابة المعلمين ونقابة الممرضين (فقط على سبيل المثال لا الحصر) عن طريق عدد لا يتجاوز الأربعين فردا من أعضاء الجمعية العمومية في حين أن عدد المعلمين وعدد الممرضين يعد بالآلاف، أي أن أقل من أربعين عضوا يمكن أن يعقدوا اجتماعا لجمعية عمومية وينتخبون مجلس إدارة يشارك في تقرير مصير النقابة ويحول مسيرتها لخدمة هدف سياسي بعيد عن الحركة العمالية ومطالب العمال في غيبة جسم النقابة الحقيقي المتمثل في الكتلة الحقيقية للنقابة.
ليس ذلك فقط بل ما فهمناه من خلال طرح النقيب البنعلي أن الاتحاد الحالي لعمال البحرين يحاصر النقابات الفعلية والممثل الأكبر لعمال البحرين عن طريق عدد من النقابات الصغيرة التي يتم إنشاؤها فقط من اجل الجمعية العمومية التي تحدد الأمانة العامة للاتحاد بسبب عدم التناسب بين عدد المنتمين لكل نقابة على حدة وعدد ممثليها في المؤتمر العام، فعلى سبيل المثال وكما قال البنعلي فإن نقابة ألبا التي تضم أكثر من ثلاثة آلاف عضو تمثل بأحد عشر ممثلا في المؤتمر في حين أن عشر نقابات لا يصل عدد أعضائها إلى نصف عمال ألبا تمثل مجتمعة ما بقارب من خمسين فردا، مما يعني أن الاتحاد الحالي يقوم بإنشاء نقابات في مواقع صغيرة فقط من اجل المؤتمر العام ولكي يهيمن على الاتحاد ثم تنتهي تلك النقابات بمجرد انتهاء المؤتمر وتظل الأمانة الحالية والنقيب الحالي مهيمنين على مسيرة الاتحاد بهذه الطريقة.
ليس ذلك فقط بل يصر الاتحاد الحالي على أن يضم الحركة العمالية البحرينية إلى اتحاد عالمي لا يمثل الحركة العمالية العالمية تمثيلا واقعيا ويمالئ الحركة الصهيونية ويجلس أعضاء من الأمانة العامة الحالية مع من يمثل عمال المستوطنات المقامة في فلسطين من الصهاينة وعلى حساب الشعب الفلسطيني، أي أن الأمانة الحالية للاتحاد تعترف بالكيان الصهيوني وبصورة غير مباشرة في تناقض بين القول والفعل... فهل هذا اتحاد للعمال أم اتحاد للعمالة؟ مجرد سؤال، وهل الدعوات التي وردت من الأمانة الحالية بشأن الدخول في إضرابات عمالية أثناء الأزمة الأخيرة هي دعوات ممثلة للحركة العمالية فعلا أم انها ممثلة لجزء يسير من تلك الحركة؟ مجرد سؤال كذلك.
تلك المعلومات الغريبة التي وردت على لسان نقيب ألبا تدعو فعلا للتفكير الذي يسري في قلب الكثير من النقابات كنقابة ألبا والمصرفيين وباس وغيرها من النقابات التي تمثل الصناعة الأساسية في البلاد، تدعوهم فعلا للتفكير الجاد في تشكيل اتحاد عام جديد للعمال وتعديل نصوص النظام الأساسي له ليكون ممثلا حقيقيا للحركة العمالية البحرينية وليس لفئة واحدة من جسم الحركة، أي تشكيل اتحاد وطني وليس فئوي.