Friday, June 8, 2012

كشـــاف حســــاب

أحمد جمعة
البحرين كشفت وعرت المستور من أفراد ودول ومنظمات ومن مواطنين محسوبين على البحرين، ولو لا ما حدث في البلاد ولو لا ما مررنا به في السابق لظللنا حتى اليوم في حالة عمى بل لوجدت شعبنا كله مصابا بالعمى ومن حسن الصدف ومن حسن الحظ أنا مررنا بما مررنا به حتى ينكشف المستور ويزول العمى وسأخبركم من المسؤول الأول عما حدث في ختام هذا المقال. منذ سنوات ولدى تأسيس الجمعيات السياسية في البحرين مع بدء المشروع الوطني حذرت في لقاء جرى بين رؤساء الجمعيات السياسية حينذاك في مقر جمعية الوفاق وبحضور المرحوم عبدالرحمن النعيمي وعلي سلمان والمرحوم احمد الذوادي ولا أذكر يومها ان كان رسول الجشي حاضراً وهناك عدد من ممثلي الجمعيات التي تشكلت منها اللجنة التنسيقية، حذرت يومها من الدعوة الى تحويل الجمعيات السياسية الى احزاب قبل أن يتم ازالة الصبغة الطائفية عنها وقلت بالحرف الواحد أنا مع دعم التحول الى احزاب ولكن لا بد أولاً من تخلص الجمعيات الحالية من طابعها الديني وضربت مثلاً بجمعيتي الوفاق والأصالة وتحديت الحاضرين يومها أن يكون هناك طيف مذهبي غير الطيف الواحد المهيمن على هاتين الجمعيتين وذكرت أن الطائفية قادمة لا محالة. لقد تحققت تلك الرؤية وها نحن اليوم في ظل وضع طائفي اختطف البحرين وذهب بها بعيداً ورغم ذلك فمازلنا نتحدث عن الديمقراطية وتوسيعها بل وهناك من يطالب بتداول السلطة بينما عيناه على النظام الديني اللاهوتي وهذا ليس فقط غير مقبول وغير معترف به في أي من دول العالم الديمقراطي الحر بل ومستنكراً، فلو قام أي تنظيم في العالم الحر بالدعوة الدينية أو اشم مجرد رائحة دينية وراء هذه الدعوة لوضع ذلك التنظيم الحزبي قيد العزل وتمت تصفيته والغريب العجيب اليوم في ظل الحديث عن الديمقراطية وعن تداول السلطة وعن التحول الى نظام الاحزاب في خضم الوضع الطائفي للجمعيات بل للحراك السياسي العام أن نرى مسؤولي الادارة الأمريكية لا يخجلون بل لا يتوانون عن الحديث عن توسيع الديمقراطية واتاحة الفرصة أمام مزيد من الديمقراطية لأحزاب ومنظمات قائمة على نظام الولي الفقيه ومرتبطة بالتسلسل المرجعي الديني من البحرين الى قم وهذا واضح كالشمس ولا يستطيع أي مراقب ان ينكره او يغفله ورغم ذلك فان العالم الحر الذي تمثله الادارة الامريكية بنظرتها الضيقة الغريبة حتى عن مجرد رؤية هذا الموضوع من زاويته الواسعة الناصعة التي لا تحتاج لأي جهد في اكتشافه، نراها لأمر محير وغير مفهوم تدعم أعمالا ارهابية على انها أعمال حقوقية ومطالب، هل هؤلاء المسؤولون مصابون بالعمى أو أنهم منساقون لمصالحهم التي دمرت حتى الآن أكثر من نصف الدول العربية باسم الديمقراطية وحقوق الانسان؟ لا نريد ان نلوي عنق الحقائق والقفز عليها والقول اليوم بأن ما جرى من تداعيات كان فقط مسؤولية الوفاق واتباعها ولا نريد فقط القول ان اختطاف البحرين فقط كان نتيجة مؤامرة ايرانية، كل ذلك صحيح ولكن من مكن الوفاق وايران؟ من مكن الطابور الخامس وأتباعه؟ علينا أن نبحث في ثيابنا الداخلية فالعلة موجودة هناك من قبل ان تدخل ايران والوفاق وأمريكا، من أدخل هؤلاء جميعا هم... سأخبركم انتظروا قليلاً! هناك اليوم من لا يريد الازدهار والخير للبحرين وهو بحريني للأسف الشديد، هكذا يبدو على الأقل من خلال جواز السفر البحريني، حتى لو ضُربت المكاسب والمنجزات التي تحققت عبر السنين الماضية هؤلاء لا يريدون ذلك للبحرين حتى لو كانت نتائج الخير ستعود عليهم وعلى أبنائهم، من هنا كما قلت فهمنا نصف ما يجري وسنفهم النصف الآخر ان فتحنا عقولنا واذهاننا جيداً ولن تعمينا المصالح الضيقة التي تأتي على حساب البلد، ولكي اثبت اننا فهمنا ما يجري، على بعض رموز التيارات السياسية التي اعتادت ان تنقل الحقائق مقلوبة، وتزيف الكلام وتظهر نفسها الحاشية المخلصة، اقول فهمنا القصد ولم تعد لعبة هذه الزمرة مقبولة بعد ان فضحها كثير من المواطنين الذين يميزون بين الانجازات والشعارات، هؤلاء لعبوا دوراً في دفع البحرين في الماضي نحو الهاوية وبعدما تجاوزنا ما حدث عاد هؤلاء للظهور مرة أخرى في بداية حلقة جديدة لدفعنا نحو الهاوية مرة أخرى. والسؤال الكبير من رخص قبل اكثر من عشر سنوات للجمعيات السياسية على أساس طائفي؟ طبعاً لم تكن حينها وزارة العدل؟