Friday, June 8, 2012

مؤشرات انهيـار النظـام السـوري

محمد عبدالعزيز السماعيل
النظام السياسي السوري المتحجب بالفيتو الروسي، ذلك النظام الذي يتحدث عن العروبة والإسلام ويعامل الناس بوحشية وإجرام، وتوجّهت بالخطاب إلى سفراء سوريا، لأحثهم على أن يبدأوا إحدى مراحل إضعاف النظام بالتبرؤ منه وإعلان انحيازهم لإرادة شعبهم الذي يموت منه العشرات يوميًا، ولكن للأسف لم يستمع السفراء لندائي، ولذا جاءهم الخزي بطردهم رسميًا من الكثير من الدول، ولو أنهم استمعوا لندائي، وانحازوا للواجب الأخلاقي، ونصروا أبناء شعبهم، وأعلنوا انسحابهم من خدمة النظام السوري؛ لما نالهم الخزي الذي نال النظام بطرد ممثليه وسفرائه من عدد غير مسبوق من الدول حول العالم.
اليوم أعيد النداء إلى مَن تبقى من السفراء والممثلين للنظام السوري المتوحّش حول العالم، وأحثهم على تبنّي الحد الأدنى من المطلوب منهم؛ وهو إعلان تبرُّئهم من هذا النظام قبل فوات الأوان، فمؤشرات سقوطه قد لاحت في الأفق.. فيا ممثلي وسفراء سوريا الأحرار.. الوطن أكبر من نظام انهياره وشيك..
لن يتركه التاريخ والقوانين الدولية دون حساب.. حاسبوا أنفسكم وحدّدوا مواقفكم واتخذوا قراراتكم قبل فوات الأوان.. أعلنوها الآن لتكتبوا أقوى سيناريوهات انهيار نظام إجرامي فاشل مؤشرات انهياره كثيرة، منها التالي: أن نظام الأسد يحاول نقل الشرارات الأمنية إلى لبنان.. بل والمنطقة ليغيّر مجريات الأمور وفشل في ذلك، ومنها أنه فقد السيطرة على المدن ذات الطبيعة العشائرية، ومنها أن السيولة التي بحوزة النظام استنزفت بسبب العنف والعمليات العسكرية المتواصلة والمستمر منذ اكثر من 15 شهرًا، والنظام يستنزف منها مليار دولار شهريًا، وتقدّر الاحتياطات النقدية لديه بقرابة 30 مليار دولار، وهذا يعني أنه لم يبق سوى شهر على انهيار نظام الأسد ماليًا، ومن ثم ستتلاحق باقي الانهيارات، ومن تلك المؤشرات ايضًا أن الموقف الروسي الداعم بلا حدود للنظام السوري أخذ يتصدّع قليلًا باعتراف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي اعتبر أن بلاده لاتهمّها هوية النظام الذي يحكم سوريا، وربما جاء ذلك عقب الاحتجاجات غير المسبوقة التي تواجهها سياسة الرئيس الروسي في كثير من المجالات من مواطنيه، ومنها تبنّى دبلوماسيون من حوالى ستين بلدًا في ابوظبي خطة دعم تهدف الى منع انهيار الاقتصاد السوري في حال سقوط نظام بشار الاسد، ومنها ما أكده المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي عنان من أن سورية وصلت لنقطة اللاعودة، ألا تكفي هذه المؤشرات لكي يقتنع ممثلو النظام الأسدي بأنه لا جدوى من الوقوف خلف هذا النظام؟.