Friday, June 15, 2012

المصالح من المرتزقة للشبيحة

عبدالله باخشوين
** دائماً هناك حروب غير شريفة.
وهي من ذلك النوع الذي يخوضه الآخر نيابة عنك.
وقد اشتهر هذا النوع من «الحرب» في إطاره العسكري.. بسمات خاصة.. وظروف خاصة.. ونوايا خاصة.. وعلى «الأرض» بمساحات خاصة أيضاً.. لأن أبطاله من «المرتزقة» أي أولئك الجنود الذين تمرسوا العمل العسكري.. وتقاعدوا لأسباب أخلاقية وإجرامية.. بحيث إنهم في بلدانهم الأصلية يعتبرون من أصحاب السوابق الممنوعين من العمل بعد أن أدينوا في جرائم خاصة أو عسكرية.
وهؤلاء يتم التعاقد معهم لخوض حروب خاطفة في مساحات وأراض صغيرة وذات مواصفات مناسبة لحسم المعارك لحساب مموليها.
وفي صناعة السينما الأمريكية.. لابد ن يذكر رواد سينما «الأحواش» في فترة الستينيات والسبعينيات.. أن الأفلام التي تناولت حروب المرتزقة.. كانت كثيرة جداً ومنها ما وصم دور مناضل مثل «غيفارا» بالتورط في حروب الارتزاق بهذا الشكل أو ذاك.. وكانت البيئة المناسبة لانتاج ذلك العدد الكبير من الأفلام هو مجموع دول أمريكا اللاتينية.. التي تتداخل فيها مصالح تجار المخدرات بمصالح العسكر المغامرين الطامحين للوصول للحكم والمشاركة في التجارة.. حيث تتم صفقات تمويل حروب المرتزقة كنوع من الاستثمار الذي يتوقع من نتائجه مردودات مالية كبيرة جداً يدعمها النفود السلطوي طبعاً.
اضافة إلى كثير من الدول الافريقية ذات البيئة والمناخ المناسب لمثل هذا الارتزاق.. خاصة تلك الدول التي تعرف أراضيها باحتوائها على كميات كبيرة من «الألماس» وكثير من المعادن النفيسة التي لا يتطلب استخراجها تقنيات معقدة مثل تقنيات استخراج النفط.
وبانتهاء حقبة حروب الارتزاق وحروب العصابات.. والعودة إلى ذلك النوع التقليدي من الحروب العسكرية.. ظن العالم أن الأمور اتخذت مسارات أخرى.
غير اننا الآن إلى هذا النوع المنقرض من الحروب.. فمن موقعة «جمل مبارك» في مصر.. إلى معارك «الشبيحة» في سوريا.. ذلك أن بروز ما سمي ب«الشبيحة» ليس سوى إطلاق يد أصحاب السوابق والمهربين وتجار المخدرات والممنوعات بكل أصنافها لمحاربة المواطن السوري بغطاء وتمويل من السلطة الرسمية التي تمد بالسلاح وتغطي احتياجات الحركة والتنقل مقابل التنصل الكامل من المسؤولية.. أسوة بما كان يحدث في حروب المرتزقة السالفة الذكر.