Friday, June 15, 2012

مقتل الفرنسيين أجهض الصفقـة

محمد عبدالعزيز السماعيل
يبدو أن مقتل أربعة جنود فرنسيين وجرح خمسة آخرين مؤخرًا في اقليم كابيسا شرقي أفغانستان أدى إلى إجهاض تحرّكات بعض القوى العالمية المؤثرة على الساحة الدولية من أجل إتمام الصفقة التي أشرت إليها في مقالي السابق في جريدة «اليوم» بتاريخ 31/5/2012م، والذي كان عنوانه (من المطبخ السياسي العالمي)، الذي أكدت فيه أن تلك التحرّكات كانت أشبه بطبخة سياسية غريبة متقنة، بنكهة فرنسية، وبلون أمريكي، وبطعم إيراني، وبمباركة روسية، وأنها تتناول ثلاثة ملفات شائكة، هي ملف تواجد القوات الأجنبية في أفغانستان، والملف النووي الإيراني، و ملف الثورة السورية.
المراقب الدقيق للاحداث الجارية في المنطقة ربما يضع العديد من علامات الاستفهام التي ربما تشير إلى وجود أيادٍ غير افغانية متورطة في عملية القتل التي نفذها انتحاري افغاني، وربما تكون الجهة الخفية المشاركة في القتل تحاول الضغط على فرنسا والدول الممثلة لقوات الحلف الاطلسي من أجل بعض التنازلات في الملف السوري والملف الإيراني وتعجيل انسحاب القوات من افغانستان لتخفيف الضغوط العسكرية التي تخنق وتقلق إيران شرقًا.
الصفقة المتعلقة بالملفات الثلاثة كانت وشيكة الوقوع، لولا مقتل الجنود الفرنسيين الذي تلاه مباشرة الإعلان الأمريكي عن فشل المحادثات مع ايران في ملفها النووي، بحسب تعبير المندوب الأمريكي بالإنابة لدى الوكالة الدولية روبرت وود، بكلمة «أصبنا بخيبة أمل» مشيرًا إلى تقاعس ايران عن الوفاء بالتزامها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.  ولكن رغم كل ذلك، ورغم فشل أو إفشال التحركات، إلا أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لا يزال مستمرًا في تنفيذ وعده بسحب القوات الفرنسية من أفغانستان والبالغ عددها 3350 جنديًا، وقد حدّد الرئيس الفرنسي موعد البدء بالانسحاب في الشهر المقبل. قريبًا سيتضح لنا المزيد حول هذه الطبخة بنكهتها الفرنسية، وبلونها الأمريكي، وبطعمها الإيراني، وفق المباركة الروسية في موسكو، وستكشفها المحادثات - حول الملف الإيراني - التي ستتم في روسيا قريبًا مع مجموعة دول 5+1 (الخمس دول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن زائد ألمانيا).