Tuesday, July 19, 2011

واشنطن وسُنة البحرين‮.. ‬لعنة بوش

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1964 الأربعاء 27 أبريل 2011

   في‮ ‬20‮ ‬يناير‮ ‬2001‮ ‬وصل المحافظون الجدد إلى سدة الحكم في‮ ‬البيت الأبيض على‮ ‬يد الرئيس الأمريكي‮ ‬جورج بوش الابن،‮ ‬وساعدت هذه التطورات بشكل سريع في‮ ‬تعزيز وجهة النظر الأمريكية بأن الحاجة للطائفة السنية والعائلات الملكية في‮ ‬الخليج قد انتهت،‮ ‬ولابد من إعادة تكوين تحالف جديد‮ ‬يقوم على ثلاثة أطراف،‮ ‬وهي‮: ‬واشنطن،‮ ‬طهران،‮ ‬تيار ولاية الفقيه الشيعي‮. ‬ المحافظون الجدد بالولايات المتحدة‮ ‬يختلفون كثيراً‮ ‬في‮ ‬سياساتهم الخارجية،‮ ‬لأنهم‮ ‬يصنفون من اليمين المسيحي‮ ‬المتطرف،‮ ‬وهو التيار الذي‮ ‬يقابله في‮ ‬التيارات الإسلامية‮ (‬التيار السلفي‮ ‬المتشدد). ‬هؤلاء المحافظون الذين حكموا خلال الفترة من‮ ‬2001‮ ‬ـ‮ ‬2009‮ ‬كانوا‮ ‬يؤمنون بنظرية الفوضى الخلاقة،‮ ‬وتقوم هذه النظرية على ضرورة نشر الفوضى في‮ ‬العالم،‮ ‬حتى‮ ‬يمكن تحقيق الاستقرار للقلة،‮ ‬وهم الأمريكان والغرب في‮ ‬هذه الحالة‮. ‬ وكان لهذا التيار دور كبير في‮ ‬إبعاد أي‮ ‬تقارب بين واشنطن والسُنة في‮ ‬البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬بما فيها الأسر الخليجية المالكة‮. ‬فعلى سبيل المثال عندما قدم وزير الخارجية الأمريكي‮ ‬في‮ ‬عهد بوش الابن استقالته من الوزارة رشّح الرئيس الأمريكي‮ ‬كوندليزا رايس لهذا المنصب،‮ ‬وفي‮ ‬لقاء مع الكونجرس في‮ ‬بداية توليها المنصب حول سياستها الخارجية قالت‮: ''‬سأكون مجتهدة في‮ ‬التخلص من الحلفاء السابقين لانتهاء صلاحياتهم،‮ ‬وهؤلاء تم استهلاكهم ولابد من التخلص منهم والبحث عن حلفاء جدد‮''.‬ من هنا فإنه عندما طرح عاهل البلاد مشروع ميثاق العمل الوطني‮ ‬نهاية العام‮ ‬2000‮ ‬كان هناك حماس أمريكي‮ ‬لتأييد هذا المشروع وسط ذهول الإدارة الأمريكية من سرعة الإصلاحات التي‮ ‬قام بها العاهل وفاقت توقعات المراقبين وحتى القوى السياسية البحرينية‮. ‬فواشنطن بقيادة المحافظين الجدد آنذاك كانت تدرك تماماً‮ ‬أن الفرصة مواتية لإحداث فوضى داخل البحرين من خلال زيادة نفوذ تيار ولاية الفقيه على حساب النفوذ السني‮ ‬التقليدي‮. ‬ولذلك تثبت وثائق ويكيليكس حجم الاهتمام الأمريكي‮ ‬بالقوى السياسية الشيعية أكثر من اهتمامها بالقوى السياسية السنية،‮ ‬لأن واشنطن كانت ترى في‮ ‬الإصلاحات التي‮ ‬أجريت فرصة ثمينة‮ ‬يمكن من خلالها إحداث تحول سياسي‮ ‬جذري‮ ‬خلال سنوات‮. ‬ الهدف من تلك الإصلاحات من وجهة نظر واشنطن هو تحقيق مزيد من الاستقرار السياسي‮ ‬بالفوضى الخلاقة،‮ ‬ولكن كيف‮ ‬يمكن تحقيق الاستقرار بالفوضى؟ الاستقرار بالفوضى الخلاقة هو حالة سياسية‮ ‬يمكن من خلالها تحقيق الاستقرار على المدى الطويل عبر إجراء سلسلة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث‮ ‬يتم تخفيف الضغوط الشعبية على الحكومات الخليجية بإجراء هذه الإصلاحات،‮ ‬وفي‮ ‬النهاية تنقلب المعادلة السياسية لتتولى القوة السياسية الأضعف‮ (‬تيار ولاية الفقيه‮) ‬السلطة بدلاً‮ ‬من القوة السياسية التقليدية‮ (‬الأسرة المالكة والطائفة السنية الداعمة لها‮). ‬والنتيجة النهائية لهذه الحالة هي‮ ‬تكوين إقليم شيعي‮ ‬في‮ ‬منطقة الخليج العربي،‮ ‬واحتواء الطائفة السنية‮. ‬ غداً‮ ‬نتحدث عن‮ ‬غزو العراق وكيف ساعد واشنطن وطهران في‮ ‬زيادة نفوذ تيار ولاية الفقيه في‮ ‬البحرين ومنطقة الخليج؟‮ ‬