Tuesday, July 19, 2011

واشنطن وسُنة البحرين‮.. ‬الإرهاب السني‮ ‬والشيعي

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1975 الأحد 8 مايو 2011

تورط جمعية الوفاق في‮ ‬أحداث فبراير الماضية التي‮ ‬دعت إلى إسقاط النظام وإنهاء الحكم السُني‮ ‬للبحرين معروف جداً‮ ‬للجميع،‮ ‬ولكن كيف نفسّر أسباب لجوء أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي‮ ‬سلمان إلى حكومة بغداد برئاسة نوري‮ ‬المالكي؟ كما تحدثنا سابقاً‮ ‬فإن وفد الوفاق الذي‮ ‬زار بغداد قبيل انتخابات‮ ‬2010‮ ‬التقى العديد من الشخصيات الدينية والسياسية في‮ ‬العراق،‮ ‬ومن هذه الشخصيات رئيس الوزراء العراقي‮ ‬نوري‮ ‬المالكي‮ ‬الذي‮ ‬طلب من الجمعية الاستفادة من تجربة حزب الدعوة العراقي‮ ‬الحاكم في‮ ‬ظل تشابه التحديات بين العراق والبحرين‮. ‬ وهذا الموقف من رئيس الوزراء العراقي‮ ‬يكشف لنا كيف‮ ‬ينظر حزب الدعوة العراقي‮ ‬الحاكم تجاه سُنة البحرين،‮ ‬وضرورة استبدال حكمهم وحكم العائلة الخليفية المالكة،‮ ‬فمن الواضح أن التحديات التي‮ ‬تحدث عنها المالكي‮ ‬هي‮ ‬استمرار الحكم السُني‮ ‬وضرورة العمل على تغييره عبر الاستفادة من التجربة العراقية لتغيير النظام والتي‮ ‬تمت بشكل مزدوج عبر العمل من الداخل والخارج‮.‬ لذلك كانت واشنطن داعمة لحكم المالكي‮ ‬وحزب الدعوة في‮ ‬العراق من أجل تعزيز الترابط بين منظومة ثلاثية من طهران مروراً‮ ‬ببغداد وصولاً‮ ‬إلى البحرين التي‮ ‬يفترض أن تكون مدخلاً‮ ‬لتغيير الأنظمة السياسية الخليجية وتغيير الحلفاء السُنة التقليديين في‮ ‬المنطقة لصالح النفوذ الشيعي‮ ‬الداعم لولاية الفقيه‮.‬ واللافت أن الوفاق استفادت كثيراً‮ ‬من تجربة حزب الدعوة العراقي‮ ‬لضرب سُنة البحرين بمطالباتها في‮ ‬أحداث فبراير ـ مارس بإسقاط النظام السياسي‮. ‬فعلى سبيل المثال قام حزب الدعوة في‮ ‬العراق خلال حكم البعث وأيام الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر بتنظيم مسيرة‮ ''‬سلمية‮'' ‬تتحدى الحكومة العراقية عام‮ ‬1977‮ ‬من النجف إلى كربلاء وهو ما أطلق عليها الحزب آنذاك‮ (‬انتفاضة صفر الجريئة‮). ‬مثل هذه الحادثة تذكرنا بالتحدي‮ ‬الذي‮ ‬قام به أنصار ولاية الفقيه من تيار حزب الدعوة في‮ ‬البحرين‮ (‬الوفاق‮ + ‬شباب‮ ‬14‮ ‬فبراير‮) ‬من مسيرات تتحدى الدولة البحرينية بالتوجه إلى مجلس الوزراء أو الديوان الملكي‮ ‬بالرفاع أو حتى إلى قصر الصافرية‮. ‬ ومازالت الأعمال الإرهابية التي‮ ‬قام بها حزب الدعوة الحاكم في‮ ‬بغداد في‮ ‬الذاكرة الخليجية من تفجير السفارة العراقية في‮ ‬بيروت عام‮ ‬‭,‬1981‮ ‬وتفجير وزارة التخطيط العراقية عام‮ ‬‭,‬1982‮ ‬وتفجير السفارة الأمريكية في‮ ‬الكويت عام‮ ‬‭,‬1983‮ ‬ومحاولة اغتيال أمير الكويت الراحل عام‮ ‬‭,‬1985‮ ‬وتفجير فندق الميريديان بالكويت عام‮ ‬‭,‬1987‮ ‬وخطف الطائرات مثال الجابرية وكاظمة في‮ ‬الثمانينات بالتنسيق مع حزب الله اللبناني‮. ‬بحرينياً‮ ‬نتذكر المحاولة الانقلابية الفاشلة التي‮ ‬قام بها أنصار ولاية الفقيه بدعم من إيران وحزب الدعوة عام‮ ‬‭.‬1981‮ ‬ واشنطن لم تكن تهتم لمثل هذه الأنشطة بقدر اهتمامها بتعزيز نفوذها في‮ ‬منطقة الخليج العربي‮ ‬عبر زيادة نفوذ أنصار ولاية الفقيه في‮ ‬بغداد والبحرين‮. ‬ولم‮ ‬يكن في‮ ‬دائرة اهتمامها بشكل رئيس موقف سُنة البحرين من هذه الأحداث لأنها كانت تسعى لإيجاد حلفاء جدد،‮ ‬والتخلص من الحلفاء التقليديين‮. ‬ ولنتحدث هنا عن مسألة هامة للغاية،‮ ‬ففي‮ ‬الثمانينات قام حزب الدعوة العراقي‮ ‬المؤمن بولاية الفقيه بسلسلة من العمليات الإرهابية كما عرضناها قبل قليل في‮ ‬منطقة الخليج،‮ ‬ولكن واشنطن لم تطلق حملة لمكافحة حزب الدعوة كما فعلت عندما شهدت المنطقة عمليات إرهابية مماثلة في‮ ‬السعودية وبعض دول مجلس التعاون الخليجي،‮ ‬حيث أطلقت حينها حملة لمكافحة الإرهاب الذي‮ ‬قام به تنظيم القاعدة‮. ‬والخلاصة أن واشنطن‮ ‬غضت الطرف عما‮ ‬يمكن تسميته بالإرهاب الشيعي،‮ ‬مقابل مكافحتها للإرهاب السني،‮ ‬والنتيجة في‮ ‬النهاية معروفة‮. ‬ السؤال الذي‮ ‬سنحاول الإجابة عليه‮ ‬غداً،‮ ‬هو ما تأثير خسارة الإسلاميين السُنة في‮ ‬انتخابات‮ ‬2010‮ ‬على علاقة سُنة البحرين بواشنطن في‮ ‬ظل مساعي‮ ‬الأخيرة لإيجاد حلفاء جدد؟