Tuesday, July 19, 2011

واشنطن وسُنة البحرين‮.. ‬المواقف الأربعــــة

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1979 الخميس 12 مايو 2011

المواقف الأمريكية تجاه البحرين خلال الأحداث الأخيرة ارتبطت بحلفاء واشنطن الجدد في‮ ‬المنامة،‮ ‬وهم شيعة ولاية الفقيه،‮ ‬حيث تدرج الموقف الأمريكي‮ ‬من الحياد إلى محاولة الضغط على الحكم،‮ ‬وبعدها انتقل إلى تأييد الحكم في‮ ‬دعوته للحوار،‮ ‬وأخيراً‮ ‬انتقل إلى الانتقاد المستمر تجاه مرحلة ما بعد الأزمة،‮ ‬رغم وجود بوادر على عودة الضغوط من جديد خلال الفترة المقبلة‮. ‬ السبب في‮ ‬ذلك كما ذكرنا أن واشنطن أدركت أنها خسرت الحلفاء الجدد إلى حد ما في‮ ‬ظل المعطيات الحالية،‮ ‬وما كان مخطط له منذ سنوات طويلة تم إنهاؤه بشكل سريع لأسباب متنوعة أبرزها استعجال الحلفاء الجدد في‮ ‬تحقيق الأهداف بعيداً‮ ‬عن النفس الطويل‮. ‬ فواشنطن كانت ترى ضرورة التأكد من كافة المعطيات حتى تضمن وصول الحلفاء الجدد إلى الحكم،‮ ‬وما حدث أن الحلفاء الجدد كانوا‮ ‬يرون المعطيات في‮ ‬صالحهم بشكل كبير،‮ ‬وهو ما دفعهم حتى إلى رفض الحوار الوطني‮ ‬عندما دعت إليه القيادة إلى نهاية الأحداث الفاشلة‮. ‬ بالمقابل لم تُعر واشنطن العائلة المالكة أو الطائفة السنية اهتماماً،‮ ‬فكانت مواقفها مبنيّة على مطالب حلفائها الجدد من أنصار ولاية الفقيه ومصلحتهم بالدرجة الأولى،‮ ‬ولم تنظر هذه المواقف تماماً‮ ‬إلى مصالح العائلة المالكة والطائفة السنية أو حتى العلاقات التاريخية معهم‮. ‬فهي‮ ‬إن ضغطت فإنما ضغطت لحماية حلفائها الجدد باسم الديمقراطية،‮ ‬وإن ضغطت فإنها ضغطت لتحقيق مطالب الحلفاء الجدد سواءً‮ ‬تراوحت بين المطالبة بمزيد من الإصلاح السياسي،‮ ‬أو المطالبة بإسقاط النظام‮. ‬ المواقف الأمريكية تدرجت حسب الآتي‮: ‬الحياد،‮ ‬الضغط،‮ ‬دعم المبادرة،‮ ‬الانتقاد المستمر‮. ‬وخلاصة هذه المواقف أنها تتزامن بشكل‮ ‬يؤيد تطورات الأوضاع الميدانية التي‮ ‬يقوم بها حلفاء واشنطن الجدد،‮ ‬إضافةً‮ ‬إلى وضع خط رجعة للإدارة الأمريكية في‮ ‬حالة فشل هؤلاء الحلفاء المقترحين‮. ‬ كان التركيز قائماً‮ ‬على مصالح الحلفاء الجدد،‮ ‬وليس مصالح الحلفاء التقليديين،‮ ‬والسبب ظهور شعور عام لدى العائلة المالكة والطائفة السنية بأن الولايات المتحدة قامت بتغليب مصالحها على حساب مصالحهم والمصالح العليا للدولة البحرينية رغم عمق العلاقات بين الطرفين‮. ‬ مثل هذا الشعور أنهى الثقة بين الحكم والطائفة السنية من جهة وواشنطن من جهة أخرى بشكل كبير وهي‮ ‬التي‮ ‬تولدت على مدى أكثر من قرن من الزمن بشكل بات من الصعوبة بمكان إعادته سواءً‮ ‬قررت واشنطن ذلك أو حتى قررت المنامة ذلك‮. ‬هذه هي‮ ‬حقيقة الوضع إذا كنا نتحدث بصراحة عن علاقة واشنطن بسُنة البحرين خلال الأحداث الماضية‮.‬ بعد هذا الشعور ابتكرت الطائفة السنية معادلة جديدة للحكم داخل الدولة البحرينية بتأسيس تجمع الوحدة الوطنية الذي‮ ‬قلب الأوضاع داخل النظام السياسي‮ ‬بشكل أثر كثيراً‮ ‬في‮ ‬المعطيات التي‮ ‬ابتكرتها واشنطن مع حلفائها الجدد،‮ ‬وهذا ما سنتحدث عنه‮ ‬غداً‮.‬