Tuesday, July 19, 2011

واشنطن وسُنة البحرين‮.. ‬المخفـــي‮ ‬القــــادم‮

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1982 الأحد 15 مايو 2011

بعد انتهاء أحداث فبراير الماضي‮ ‬بعملية الفاروق التي‮ ‬أدت إلى إخلاء وتحرير المناطق المحتلة في‮ ‬البلاد من أنصار ولاية الفقيه أدركت واشنطن أنها فقدت جانباً‮ ‬كبيراً‮ ‬من استراتيجيتها الرامية لتمكين حلفائها الجدد،‮ ‬ولذلك بدت المواقف الأمريكية متضاربة بعض الأوقات،‮ ‬إلا أنها اتخذت مساراً‮ ‬مغايراً‮ ‬بعد ذلك‮.‬ فمن مطالبتها ودعمها للحوار الوطني‮ ‬بين كافة القوى السياسية والحكم انتقلت بعدها لتشكل موقفها سريعاً‮ ‬إزاء المشاركة الخليجية في‮ ‬حفظ الأمن والاستقرار السياسي‮ ‬في‮ ‬الدولة البحرينية،‮ ‬فإذا كانت بعض المواقف الدولية‮ ''‬القاصرة‮'' ‬ترى المشاركة الخليجية‮ ''‬غزواً‮'' ‬أو‮ ''‬احتلالاً‮'' ‬فإن واشنطن اعترفت سريعاً‮ ‬كغيرها من بلدان الاتحاد الأوروبي‮ ‬بأن المشاركة الخليجية من خلال قوات درع الجزيرة‮ ‬يأتي‮ ‬انطلاقاً‮ ‬من‮ ''‬اتفاقيات الدفاع الخليجي‮ ‬المشترك‮''. ‬فلماذا كان ذلك؟ كما ذكرنا كان موقف واشنطن حرجاً‮ ‬بعد أن انكشف الغطاء الذي‮ ‬كانت تحرص عليه طوال العقود الماضية من أجل التخلي‮ ‬عن الحلفاء التقليديين من الطائفة السُنية،‮ ‬حيث وصلت الأمور إلى درجة إمكانية إنهاء العلاقات القائمة بين الحكّام الخليجيين السُنة من جهة وواشنطن من جهة أخرى في‮ ‬حالة انتقادها المشاركة الدفاعية الخليجية،‮ ‬وهو ما أدركته سريعاً‮ ‬وسعت إلى تأكيد شرعية هذه المشاركة،‮ ‬وبيان دعمها لكافة إجراءات الأمن والاستقرار‮. ‬ في‮ ‬فترة سريعة لاحقاً‮ ‬بدأ الخطاب السياسي‮ ‬لأنصار ولاية الفقيه من الطائفة الشيعية في‮ ‬البحرين بالتحوّل من المطالبات بإسقاط النظام إلى المطالبة بالحفاظ على أمن الطائفة،‮ ‬وأمن القوى السياسية التي‮ ‬تورطت في‮ ‬أحداث فبراير،‮ ‬ولذلك كنا نجد محاولات مستميتة عبر وسائل الإعلام الإلكتروني،‮ ‬أو حتى عن طريق البيانات التي‮ ‬كانت تصدرها جمعية الوفاق بعد عملية الفاروق تدعو لوقف محاسبة المتورطين‮. ‬ولكنها سرعان ما تحولت إلى مواقف سياسية تضغط على الدولة البحرينية والطائفة السنية من أجل عدم المساس بالمكتسبات التي‮ ‬تحققت لأنصار ولاية الفقيه طوال عقد من الزمن‮. ‬ بعدها تحوّل الموقف إلى درجة أشد،‮ ‬بحيث‮ ‬يتم تشويه سمعة البحرين دولياً‮ ‬وتكوين صورة ذهنية بأنها تعاني‮ ‬من انتهاكات لحقوق الإنسان،‮ ‬وأن المحاكمات تتم في‮ ‬محاكم عسكرية‮. ‬وهذه الصورة كانت واضحة في‮ ‬العديد من وسائل الإعلام الأمريكية،‮ ‬وكذلك وسائل الإعلام الداعمة لتيار ولاية الفقيه في‮ ‬الشرق الأوسط مثل طهران وبغداد وبيروت،‮ ‬ونحن مازلنا نعيش هذه المرحلة التي‮ ‬يتوقع أن تستمر لفترة من الزمن‮. ‬ هذه الحالة السياسية التي‮ ‬وصلت لها العلاقات بين واشنطن وسُنة البحرين أتاحت أمام الإدارة الأمريكية عدة خيارات‮ ‬يمكن عرضها في‮ ‬الآتي‮:‬ أولاً‮: ‬الاستمرار في‮ ‬دعم الخيار الاستراتيجي‮ ‬بإيجاد حلفاء جدد من أنصار ولاية الفقيه‮. ‬ ثانياً‮: ‬إعادة النظر في‮ ‬إيجاد حلفاء جدد آخرين‮ ‬غير ولاية الفقيه‮.‬ ثالثاً‮: ‬الحفاظ على الوضع القائم في‮ ‬منطقة الخليج العربي‮. ‬ أما فيما‮ ‬يتعلق بجدوى تنفيذ هذه الخيارات فسنفصله ابتداءً‮ ‬من‮ ‬غد لمعرفة تفاصيل أكثر حول هذه الخيارات وإمكانية تنفيذها،‮ ‬وتأثيرها على الطائفة السُنية في‮ ‬البحرين‮. ‬