Tuesday, July 19, 2011

واشنطن وسُنة البحرين‮.. ‬من خدع الأمريكان

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1976 الأثنين 9 مايو 2011

الانتخابات البرلمانية‮ ‬2010‮ ‬شهدت تحولاً‮ ‬جديداً‮ ‬في‮ ‬البحرين بعد أن خسر الإسلاميون السُنة مقاعدهم،‮ ‬وتراجع نفوذهم داخل البرلمان‮. ‬بالمقابل استطاعت الوفاق المحافظة على نفوذها داخل البرلمان بعدد مقاعد‮ ‬يتناسب مع طموحها‮. ‬وبالتالي‮ ‬كانت المعادلة تراجع نفوذ الإسلاميين السُنة واحتفاظ الإسلاميين الشيعة بنفس النفوذ السابق الذي‮ ‬حصلوا عليه في‮ ‬انتخابات‮ ‬‭.‬2006‮ ‬فما معنى ذلك بالنسبة لواشنطن؟ كان هناك اهتمام خاص من قبل السفارة الأمريكية في‮ ‬المنامة بالانتخابات الأخيرة لسببين،‮ ‬الأول‮: ‬أنها كانت تنتظر نتائج قبول الشارع الشيعي‮ ‬للوفاق بعد أربع سنوات من المشاركة في‮ ‬العملية السياسية في‮ ‬حالة استمرار دعم الشارع للوفاق‮. ‬والسبب الثاني‮ ‬أنها كانت ترغب في‮ ‬قياس مدى قدرة تمسك الشارع السني‮ ‬بالتيارات الإسلامية السُنية،‮ ‬وطبعاً‮ ‬النتيجة كانت تخلي‮ ‬شريحة واسعة من السُنة عن تأييد التيارات الإسلامية آنذاك‮. ‬ولكن‮ ‬يبدو أن النتيجة التي‮ ‬خلصت إليها واشنطن لم تكن متوافقة مع الواقع فعلياً،‮ ‬فهي‮ ‬لم تدرك تماماً‮ ‬أن تراجع تأييد الإسلاميين السُنة كانت له بدائل متنوعة من المواطنين السُنة أنفسهم،‮ ‬بل من الواضح أن الفهم الأمريكي‮ ‬كان‮ ‬يقوم على أن هذا التراجع‮ ‬يعني‮ ‬صعوداً‮ ‬للتيار الإسلامي‮ ‬الشيعي‮ ‬الداعم لولاية الفقيه‮. ‬وامتداد ودليل هذه الحقيقة عندما تأسس تجمع الوحدة الوطنية لاحقاً‮ ‬حيث فوجئ الأمريكان بهذا الائتلاف من التنظيمات السياسية الذي‮ ‬جمع أنصار التيارات الإسلامية السُنية وغير السُنية،‮ ‬وهو أمر لم‮ ‬يكن وارداً‮ ‬من ضمن سيناريوهات أعدتها واشنطن سلفاً‮. ‬الإدارة الأمريكية شعرت أن تراجع الإسلاميين،‮ ‬يعني‮ ‬رغبة الطائفة السنية في‮ ‬التغيير،‮ ‬وهذا التغيير الذي‮ ‬تتطلع له الطائفة‮ ‬غير موجود على الساحة أصلاً‮ ‬ـ من وجهة نظر أمريكيةـ وبالتالي‮ ‬فإن المجال متاح للتيارات الإسلامية الشيعية الداعمة لولاية الفقيه للتحرك ميدانياً‮ ‬نحو خطوات أكبر كما هو بالنسبة لإسقاط نظام الحكم‮. ‬ الخطأ الاستراتيجي‮ ‬في‮ ‬هذه المرحلة هو قناعة واشنطن بأن تراجع نفوذ الإسلاميين السُنة‮ ‬يعني‮ ‬صعوبة عودته من جديد،‮ ‬أو حتى عدم وجود بدائل قوية وفعّالة لدى الطائفة السنية بعد أن اختار عدم تأييد هذه التيارات في‮ ‬الانتخابات الأخيرة‮. ‬إذ من الواضح أن واشنطن لم تفهم حجم تغلغل التيارات الإسلامية السُنية في‮ ‬المجتمع البحريني،‮ ‬وإمكانية تجميع كافة مكونات الطائفة السُنية بمختلف اتجاهاتها الفكرية في‮ ‬حالة وجود تهديد كبير‮ ‬يمس وجودها التاريخي‮ ‬وكيانها كما حدث عندما تأسس تجمع الوحدة الوطنية‮. ‬ في‮ ‬الانتخابات البرلمانية الماضية تعززت الفكرة لدى واشنطن أنها تسير وفق الاتجاه الصحيح نحو استبدال حلفائها التقليديين من الطائفة السُنية في‮ ‬البحرين بحلفاء جدد‮ ‬يمثلون ولاية الفقيه‮. ‬ولكن القراءة الأمريكية من وجهة نظري‮ ‬لم تكن دقيقة تماماً،‮ ‬وهناك من‮ ‬يرى ذلك من الأكاديميين والمحللين في‮ ‬واشنطن‮. ‬ من الإشكاليات المعقدة في‮ ‬العلاقة بين واشنطن وسُنة البحرين هي‮ ‬العلاقة مع الحكم في‮ ‬البحرين،‮ ‬فكيف‮ ‬يمكن النظر إليها؟ هو محور الحديث‮ ‬غداً‮. ‬