يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1976 الأثنين 9 مايو 2011
صحيفة الوطن - العدد 1976 الأثنين 9 مايو 2011
الانتخابات البرلمانية 2010 شهدت تحولاً جديداً في البحرين بعد أن خسر الإسلاميون السُنة مقاعدهم، وتراجع نفوذهم داخل البرلمان. بالمقابل استطاعت الوفاق المحافظة على نفوذها داخل البرلمان بعدد مقاعد يتناسب مع طموحها. وبالتالي كانت المعادلة تراجع نفوذ الإسلاميين السُنة واحتفاظ الإسلاميين الشيعة بنفس النفوذ السابق الذي حصلوا عليه في انتخابات .2006 فما معنى ذلك بالنسبة لواشنطن؟ كان هناك اهتمام خاص من قبل السفارة الأمريكية في المنامة بالانتخابات الأخيرة لسببين، الأول: أنها كانت تنتظر نتائج قبول الشارع الشيعي للوفاق بعد أربع سنوات من المشاركة في العملية السياسية في حالة استمرار دعم الشارع للوفاق. والسبب الثاني أنها كانت ترغب في قياس مدى قدرة تمسك الشارع السني بالتيارات الإسلامية السُنية، وطبعاً النتيجة كانت تخلي شريحة واسعة من السُنة عن تأييد التيارات الإسلامية آنذاك. ولكن يبدو أن النتيجة التي خلصت إليها واشنطن لم تكن متوافقة مع الواقع فعلياً، فهي لم تدرك تماماً أن تراجع تأييد الإسلاميين السُنة كانت له بدائل متنوعة من المواطنين السُنة أنفسهم، بل من الواضح أن الفهم الأمريكي كان يقوم على أن هذا التراجع يعني صعوداً للتيار الإسلامي الشيعي الداعم لولاية الفقيه. وامتداد ودليل هذه الحقيقة عندما تأسس تجمع الوحدة الوطنية لاحقاً حيث فوجئ الأمريكان بهذا الائتلاف من التنظيمات السياسية الذي جمع أنصار التيارات الإسلامية السُنية وغير السُنية، وهو أمر لم يكن وارداً من ضمن سيناريوهات أعدتها واشنطن سلفاً. الإدارة الأمريكية شعرت أن تراجع الإسلاميين، يعني رغبة الطائفة السنية في التغيير، وهذا التغيير الذي تتطلع له الطائفة غير موجود على الساحة أصلاً ـ من وجهة نظر أمريكيةـ وبالتالي فإن المجال متاح للتيارات الإسلامية الشيعية الداعمة لولاية الفقيه للتحرك ميدانياً نحو خطوات أكبر كما هو بالنسبة لإسقاط نظام الحكم. الخطأ الاستراتيجي في هذه المرحلة هو قناعة واشنطن بأن تراجع نفوذ الإسلاميين السُنة يعني صعوبة عودته من جديد، أو حتى عدم وجود بدائل قوية وفعّالة لدى الطائفة السنية بعد أن اختار عدم تأييد هذه التيارات في الانتخابات الأخيرة. إذ من الواضح أن واشنطن لم تفهم حجم تغلغل التيارات الإسلامية السُنية في المجتمع البحريني، وإمكانية تجميع كافة مكونات الطائفة السُنية بمختلف اتجاهاتها الفكرية في حالة وجود تهديد كبير يمس وجودها التاريخي وكيانها كما حدث عندما تأسس تجمع الوحدة الوطنية. في الانتخابات البرلمانية الماضية تعززت الفكرة لدى واشنطن أنها تسير وفق الاتجاه الصحيح نحو استبدال حلفائها التقليديين من الطائفة السُنية في البحرين بحلفاء جدد يمثلون ولاية الفقيه. ولكن القراءة الأمريكية من وجهة نظري لم تكن دقيقة تماماً، وهناك من يرى ذلك من الأكاديميين والمحللين في واشنطن. من الإشكاليات المعقدة في العلاقة بين واشنطن وسُنة البحرين هي العلاقة مع الحكم في البحرين، فكيف يمكن النظر إليها؟ هو محور الحديث غداً.