Tuesday, July 19, 2011

واشنطن وسُنة البحرين‮.. ‬الأحقية في‮ ‬الحكم‮

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1977 الثلاثاء 10 مايو 2011

من الذي‮ ‬يجب أن‮ ‬يحكم البحرين من وجهة نظر واشنطن؟ طبعاً‮ ‬مثل هذا السؤال الحسّاس والمعقد لا‮ ‬يقوم على حق واشنطن في‮ ‬تقرير مصير شعب البحرين الذي‮ ‬قرر مصيره منذ قرون عندما بايع آل خليفة حكاماً‮. ‬وبالتالي‮ ‬ليس من حقها ذلك سواءً‮ ‬بشكل مباشر أو‮ ‬غير مباشر‮. ‬ ولكن هذا السؤال‮ ‬يساعد على تقريب فهم العلاقة بين واشنطن وسُنة البحرين،‮ ‬فواشنطن عندما تسعى لتحديد طبيعة علاقاتها مع هذه الدولة أو تلك،‮ ‬أو عندما تحاول استحداث استراتيجية جديدة تجاه منطقة معينة‮ ‬يهمها كثيراً‮ ‬فهم مكونات المجتمع حتى تقرر من الذي‮ ‬يجب دعمه ليتولى الحكم‮. ‬ في‮ ‬البحرين المعطيات التاريخية معروفة وواضحة جداً،‮ ‬فمنذ فتح الأسرة الخليفية المالكة البحرين عام‮ ‬1783‮ ‬تحكمها الأسرة دون انقطاع،‮ ‬وهذا الحكم‮ ‬يقوم على عدة أسس تاريخية أهمها أن هناك قبيلة حاكمة ويجمعها تحالف تاريخي‮ ‬من الصعب إغفاله مع عدة قبائل أخرى بايعت الأسرة المالكة منذ قرون وبقيت حامية لها وتعيش في‮ ‬حكم آل خليفة‮. ‬ ورغم أن القبائل المتحالفة سُنية المذهب،‮ ‬إلا أن هذا لا‮ ‬يعني‮ ‬أن العائلة المالكة حرصت منذ قرون على الحفاظ على الخصوصية التي‮ ‬تتمتع بها البحرين من تعدد الأديان والمذاهب،‮ ‬والسماح للجميع بممارسة حرياته الدينية حتى وصل الأمر إلى مرحلة من التقنين بإصدار تشريعات تكفل هذه التعددية‮. ‬ واشنطن حصلت على منافع كثيرة من هذا التحالف منذ الأربعينات من القرن العشرين عندما بدأت بالحصول على تسهيلات عسكرية من حاكم البحرين،‮ ‬ورغم ذلك كانت تنظر إلى أن الحكم في‮ ‬البحرين مقسّم بين عدة أطراف وأجنحة،‮ ‬بعضها تقليدي‮ ‬وبعضها حديث،‮ ‬والآخر‮ ‬يمثل مرحلة انتقالية بين التقليدي‮ ‬والحديث‮.‬ بهذه الرؤية القاصرة تنظر واشنطن إلى الحكم في‮ ‬البحرين بأنه‮ ‬يمر في‮ ‬مرحلة انتقالية بين الحكم التقليدي‮ ‬والحكم الحديث المعاصر،‮ ‬وهو ما‮ ‬يدفعها إلى الاعتقاد بأن الفرصة مواتية للاستفادة من هذه الظروف لإعادة هيكلة الدولة البحرينية وتشجيع ودعم قوى جديدة‮ ‬يمكن أن تحكم البحرين،‮ ‬وتحافظ على المصالح الأمريكية في‮ ‬هذا الأرخبيل على أن تكون امتداداً‮ ‬لقوة إقليمية جديدة‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تكون الحامي‮ ‬الأساس لمصالح واشنطن في‮ ‬منطقة الخليج العربي‮. ‬ والجانب الآخر الذي‮ ‬تهمله واشنطن أنها لا ترى أهمية لتحليل القوى القبلية الموجودة في‮ ‬الدولة البحرينية،‮ ‬فهذه القوى ـ من الناحية التاريخية ـ تعمل على حفظ نظام الحكم ودعمه باستمرار،‮ ‬وإذا كانت هناك أية محاولات لتغيير الحلفاء التقليديين في‮ ‬الحكم إلى حلفاء جدد،‮ ‬فإنها لن تكون دقيقة وفعّالة إذا لم تشمل استهداف التكوينات القبلية الموجودة في‮ ‬البحرين والتي‮ ‬لها امتدادات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي‮. ‬ غداً‮ ‬نتحدث عن ساعة الصفر التي‮ ‬انطلق فيها أنصار ولاية الفقيه لقلب نظام الحكم في‮ ‬البحرين،‮ ‬وموقف واشنطن من هذه الأحداث،‮ ‬وكيف كان موقفها من سُنة البحرين؟