Tuesday, July 19, 2011

واشنطن وسُنة البحرين‮.. ‬ التمسك بولاية الفقيه

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1983 الأثنين 16 مايو 2011

التمسك بأنصار ولاية الفقيه كخيار استراتيجي‮ ‬لواشنطن حالياً‮ ‬باعتبارهم الحلفاء الجدد والمستقبليين له العديد من السلبيات والإيجابيات للطرفين‮ (‬الولايات المتحدة وإيران وأنصارها في‮ ‬البحرين) ‬على الإدارة الأمريكية أن تعيد حساباتها إذا كانت تتطلع إلى استمرار نفوذها السياسي‮ ‬والعسكري‮ ‬والاقتصادي‮. ‬ وسواءً‮ ‬كانت سلبيات أو إيجابيات في‮ ‬التمسك بالخيار الاستراتيجي‮ ‬لولاية الفقيه،‮ ‬فإن الخاسر الأكبر في‮ ‬هذه المسألة هم طبعاً‮ ‬الطائفة السنية والعائلة المالكة في‮ ‬البحرين،‮ ‬وكذلك الحال بالنسبة لشعوب وحكام دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬من الطائفة السنية التي‮ ‬تترقب في‮ ‬هذه المرحلة الدقيقة ما ستؤول إليه تحالفاتها التاريخية مع واشنطن رغم ما‮ ‬يتداول من‮ ''‬مجاملات دبلوماسية مستمرة بشأن تعزيز العلاقات الخليجية ـ الأمريكية‮''.‬ لنتحدث عن البحرين والطائفة السنية فيها،‮ ‬ففيما‮ ‬يتعلق بالسلبيات فسنتحدث عن أهمها وهي‮ ‬خسارة الحلفاء التقليديين من الطائفة السنية والعائلة المالكة،‮ ‬بالإضافة إلى أنها تفتح المجال أمام إيجاد تحالفات إقليمية تمتد خليجياً‮ ‬وتنتهي‮ ‬دولياً‮ ‬من أجل تقوية الجبهة الخارجية‮. ‬وهو ما تشهده السياسة الخارجية للمملكة حالياً‮. ‬فالمؤشرات الحالية تشير إلى ظهور تحالف إقليمي‮ ‬ـ دولي‮ ‬من شأنه تعزيز العلاقات بين القوى الخليجية المناوئة لولاية الفقيه،‮ ‬تشمل السعودية وبعض دول مجلس التعاون الأخرى،‮ ‬بالإضافة إلى قوى إقليمية عربية مثل الأردن والمغرب،‮ ‬وقوى إقليمية‮ ‬غير عربية مثل تركيا والصين‮. ‬فإذا كانت واشنطن متمسكة بحلفائها الجدد فإنه‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تدرس حجم هذا التحالف الإقليمي‮ ‬ـ الدولي‮ ‬الذي‮ ‬من شأنه أن‮ ‬يكون لاعباً‮ ‬سياسياً‮ ‬هاماً‮ ‬في‮ ‬النظام الدولي،‮ ‬لاسيّما وأن هذا التحالف‮ ‬يتحكم بأكثر من نصف الثروة النفطية في‮ ‬العالم‮.‬ بالمقابل فإن الإيجابيات من وراء تمسك واشنطن بحلفائها الجدد وهم أنصار ولاية الفقيه من الطائفة الشيعية استمرار الاستراتيجية الجديدة التي‮ ‬بدأتها واشنطن منذ السبعينات وحتى اليوم،‮ ‬وأنفقت عليها مليارات الدولارات من الخزينة الأمريكية ومن موازنات دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬ومن بينها البحرين بلاشك‮. ‬وهو ما‮ ‬يحقق لها جملة من المكاسب سنتحدث عنها لاحقاً‮. ‬ خيار التمسك بالحلفاء الجدد سيخلق أيضاً‮ ‬تحدياً‮ ‬لواشنطن في‮ ‬تصاعد النعرات المناهضة للأمركة التي‮ ‬تسعى الولايات المتحدة لتكوينها منذ سنوات طويلة‮. ‬وبالمقابل فإنه من المتوقع أن تزداد النعرات الدينية طبقاً‮ ‬لأسس طائفية،‮ ‬حيث سيزداد الالتزام الديني،‮ ‬ويتيح المجال نحو مزيد من التطرف المناهض للغرب،‮ ‬وتعود المسألة سلباً‮ ‬من جديد في‮ ‬مواجهة دولية جديدة بعد المواجهة التي‮ ‬ابتكرتها واشنطن إثر أحداث الحادي‮ ‬عشر من سبتمبر‮ ‬‭,‬2001‮ ‬وهو أمر إيجابي‮ ‬بالنسبة للولايات المتحدة إذا كانت متمسكة بحلفائها الجدد‮. ‬وهذا المسار خطير للغاية لأنه‮ ‬ينذر بمواجهات فكرية وسياسية واقتصادية وحتى عسكرية بين الطرفين،‮ ‬وهذه المواجهة لن تقتصر على البحرين محدودة الموارد والتأثير دولياً،‮ ‬ولكنها ستشمل محوراً‮ ‬أكبر من ذلك بكثير‮. ‬ غداً‮ ‬نتحدث عن الخيار الثاني‮ ‬أمام واشنطن حالياً‮ ‬وهو التمسك بالوضع القائم في‮ ‬البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬كخيار استراتيجي‮ ‬بدلاً‮ ‬من الحلفاء الجدد المقترحين‮. ‬