Tuesday, July 19, 2011

واشنطن وسُنة البحرين‮.. ‬ سيناريو الاحتلال‮‬

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1971 الأربعاء 4 مايو 2011

حين نتحدث عن صمت الناتو تجاه تطورات الأوضاع في‮ ‬البحرين،‮ ‬فإننا نتحدث عن قبوله التدخل الإيراني،‮ ‬وقبوله المؤامرة الإيرانية لتكوين دولة شيعية بالقرب من الساحل الغربي‮ ‬لمياه الخليج العربي‮. ‬ولكن هل‮ ‬يعني‮ ‬هذا الصمت القبول بالاحتلال الإيراني‮ ‬للبحرين وبعض الأجزاء الغربية من الخليج؟ من وجهة نظري‮ ‬فإن الإجابة هي‮ ‬نعم،‮ ‬فعدم تحركه طوال الفترة الماضية‮ ‬يعكس رغبة الحكومات الغربية المتحالفة في‮ ‬الناتو ومن ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية في‮ ‬تشكيل حلفاء جدد هم أنصار ولاية الفقيه‮. ‬ الناتو‮ ‬يسعى بالدرجة الأولى إلى حماية المصالح الاستراتيجية للحكومات الغربية،‮ ‬ولذلك فإن مصالح هذه الحكومات تقوم على استمرار تدفق النفط بأسعار مقبولة وبالكميات المطلوبة،‮ ‬إضافةً‮ ‬إلى ضمان أمن إسرائيل‮. ‬وبحسب النظرة الغربية التي‮ ‬سادت منذ بداية السبعينات كانت هناك حاجة ماسة لإحداث تغييرات جذرية في‮ ‬دول المنطقة على المدى الطويل،‮ ‬وما‮ ‬يجري‮ ‬اليوم هو حصاد لتلك النظرة القاصرة استراتيجياً‮. ‬ من هنا فإن خيارات الناتو لحماية هذه المصالح الاستراتيجية كانت محدودة للغاية،‮ ‬فهذه الخيارات لا تتجاوز الثلاثة أطراف،‮ ‬وهي‮: ‬تركيا وإيران والعراق‮. ‬والتحليل‮ ‬يشير إلى أن التحالف مع تركيا قائم،‮ ‬ولكن من الصعوبة استغلال الحكومة التركية لمواجهة حكومات دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬بسبب التقارب المذهبي،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن الإرث العثماني‮ ‬التاريخي‮ ‬الذي‮ ‬تمثله تركيا كدولة دافعت عن الطائفة السنية على مدى قرون وواجهت الدولة الصفوية‮. ‬أما بالنسبة لإيران فإنه لا‮ ‬يمكن الاستناد عليها بشكل علني‮ ‬لاعتبارات عديدة،‮ ‬أهمها حالة القطيعة المعلنة بين واشنطن وطهران‮. ‬كما إنها تمثل في‮ ‬نفس الوقت الحليف الجديد الذي‮ ‬ينبغي‮ ‬توثيق الصلة به مستقبلاً‮. ‬وفيما‮ ‬يتعلق بالعراق فإن الخيار‮ ‬يعد محدوداً،‮ ‬إذ لا‮ ‬يمكن التعويل على هذه الدولة التي‮ ‬مازالت في‮ ‬مرحلة البناء الأولي‮ ‬بعد انهيارها إثر الغزو الأمريكي‮ ‬لبغداد‮. ‬نأتي‮ ‬إلى السيناريو الذي‮ ‬تم،‮ ‬فمسارات ضرب السُنة كانت متعددة باعتبارهم الحلفاء القدامى والحلفاء التقليديين،‮ ‬ومن المهم خلق المناخ الملائم لبروز الحلفاء الجدد وهم مؤيدو ولاية الفقيه من أبناء الطائفة الشيعية،‮ ‬فكانت المسارات التالية‮:‬ المسار الأول‮: ‬غزو العراق وتصفية القوى السياسية السنية هناك،‮ ‬وإحلالها بقوى أخرى مناصرة لولاية الفقيه‮.‬ المسار الثاني‮: ‬غزو أفغانستان وتشكيل عمق إستراتيجي‮ ‬لإيران بسبب التقارب المذهبي‮ ‬بين كابل وطهران‮. ‬ المسار الثالث‮: ‬تهيئة المناخ الملائم لإحداث ثورة‮ (‬شعبية ‬في‮ ‬المنامة تكون مدخلاً‮ ‬لإسقاط الحكم،‮ ‬وتغيير الحكم من آل خليفة إلى حكم ولاية الفقيه الشيعي‮ ‬المرتبط بطهران‮. ‬ طبعاً‮ ‬هناك مسارات أخرى تعقب هذه المرحلة،‮ ‬وتشمل الوصول إلى الأراضي‮ ‬السعودية،‮ ‬وبعدها تكوين عمق إستراتيجي‮ ‬لإسرائيل بشكل تدريجي‮. ‬وكلها تعكس حجم الهوس الغربي‮ ‬باستحداث حلفاء جدد،‮ ‬وضرب حلفائهم التقليديين من الطائفة السنية والعوائل السنية المالكة‮. ‬ غداً‮ ‬نتحدث عن مبادرة‮ (‬مي‮ ‬بي ‬الأمريكية ودورها في‮ ‬تقوية النفوذ الشيعي‮ ‬مقابل النفوذ السني‮ ‬المتراجع،‮ ‬وكيف ساهمت هذه المبادرة في‮ ‬تقوية الجمعيات التي‮ ‬سعت لإقامة الجمهورية الإسلامية في‮ ‬البحرين؟