Tuesday, July 19, 2011

عندما تُقدم البحرين هدية

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1959 الجمعة 22 أبريل 2011

   في‮ ‬الحديث حول علاقة الأمريكان بالأحداث الأخيرة في‮ ‬البحرين تتضارب التحليلات والرؤى،‮ ‬ولكن هناك شبه اتفاق بأن واشنطن لم تقف مع البحرين بالمستوى المطلوب،‮ ‬وأنها كانت‮ ''‬تعتزم تقديم المنامة هدية إلى طهران‮''. ‬هذا الطرح‮ ‬يتداوله عامة الناس،‮ ‬وتدعمه تحليلات عديدة،‮ ‬ومعطيات كثيرة‮. ‬فهل كان مثل هذا الطرح صحيح؟ المبدأ الأساس في‮ ‬تحليل العلاقات البحرينية ـ الأمريكية أن واشنطن دائماً‮ ‬تسعى وراء مصالحها،‮ ‬وثوابتها الأساسية في‮ ‬المنطقة،‮ ‬وهي‮ ‬النفط الذي‮ ‬يعطي‮ ‬منطقة الخليج والبحرين أهمية خاصة لاعتبارات أمنية عديدة‮. ‬كثير من مراكز الأبحاث في‮ ‬الولايات المتحدة كانت تقدم تقارير وأبحاث وتحليلات حول ضرورة التغيير في‮ ‬منطقة الخليج العربي‮ ‬والعالم العربي‮ ‬بشكل عام،‮ ‬ولكنها لم تكن تتوقع أن تتولى الثورات والانتفاضات الشعبية بهذا الزخم السريع جداً،‮ ‬حتى أصبحت نظرية الدومينو في‮ ‬العلاقات الدولية هي‮ ‬النظرية الأساسية لتفسير الأوضاع في‮ ‬المنطقة‮. ‬وفي‮ ‬ضوء ذلك كانت واشنطن ترى أن موازين القوى في‮ ‬المنطقة‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تتغيّر لعدة أسباب فمنذ مطلع الثمانينيات تصاعد المد الإسلامي‮ ‬في‮ ‬الخليج بعد الثورة الإسلامية في‮ ‬إيران،‮ ‬وكنتيجة لانحسار المد القومي‮. ‬ولذلك كانت هناك حاجة لبناء تحالفات جديدة،‮ ‬فكان الحل الأمثل هو دعم التيار الإسلامي‮ ‬السني‮ ‬في‮ ‬مواجهة التيار الإسلامي‮ ‬الشيعي‮ ‬الذي‮ ‬اعتبر حينها متشدداً‮ ‬بسبب حصوله على الدعم من طهران التي‮ ‬شهدت ثورة دينية شيعية بقيادة الخميني،‮ ‬وتبنت مبادئ تصدير الثورة‮. ‬وظهر الغزو السوفييتي‮ ‬لأفغانستان،‮ ‬فكانت المواجهة بين واشنطن وموسكو في‮ ‬كابل،‮ ‬إذ في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كانت فيه موسكو تسعى للوصول إلى مياه الخليج الدافئة،‮ ‬قامت واشنطن بالمقابل بدعم التيار الإسلامي‮ ‬السني‮ ‬وتمويله فيما عرف حينها بالجهاد الأفغاني‮ ‬لمواجهة الكفار السوفييت‮. ‬ في‮ ‬نهاية الثمانينيات انتهى الغزو السوفييتي‮ ‬لأفغانستان،‮ ‬وانتهى الاتحاد السوفييتي‮ ‬تدريجياً،‮ ‬حتى وقع الغزو العراقي‮ ‬للكويت،‮ ‬وبدأت تيارات إسلامية سنية متشددة في‮ ‬الظهور،‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتها تنظيم القاعدة الذي‮ ‬أدار سلسلة من الأعمال الإرهابية في‮ ‬الخليج واليمن وعدد من البلدان العربية،‮ ‬وانتهى بما سماه أسامة بن لادن بـ‮''‬غزو منهاتن‮'' ‬في‮ ‬سبتمبر‮ ‬‭.‬2001‮ ‬ هنا وصلت واشنطن إلى قناعة بضرورة تغيير تحالفها مع التيار الإسلامي‮ ‬السني‮ ‬إلى التيار الإسلامي‮ ‬الشيعي،‮ ‬خصوصاً‮ ‬مع تزامن ذلك بغزو العراق وسيطرة التيار الإسلامي‮ ‬الشيعي‮ ‬على الحكم‮. ‬ بعد هذه المقدمة أعتقد أننا بحاجة أكبر لفهم العلاقة بين المنامة وواشنطن،‮ ‬وفهم العلاقة بين واشنطن وأبناء الطائفة السنية عموماً