يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1959 الجمعة 22 أبريل 2011
صحيفة الوطن - العدد 1959 الجمعة 22 أبريل 2011
في الحديث حول علاقة الأمريكان بالأحداث الأخيرة في البحرين تتضارب التحليلات والرؤى، ولكن هناك شبه اتفاق بأن واشنطن لم تقف مع البحرين بالمستوى المطلوب، وأنها كانت ''تعتزم تقديم المنامة هدية إلى طهران''. هذا الطرح يتداوله عامة الناس، وتدعمه تحليلات عديدة، ومعطيات كثيرة. فهل كان مثل هذا الطرح صحيح؟ المبدأ الأساس في تحليل العلاقات البحرينية ـ الأمريكية أن واشنطن دائماً تسعى وراء مصالحها، وثوابتها الأساسية في المنطقة، وهي النفط الذي يعطي منطقة الخليج والبحرين أهمية خاصة لاعتبارات أمنية عديدة. كثير من مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة كانت تقدم تقارير وأبحاث وتحليلات حول ضرورة التغيير في منطقة الخليج العربي والعالم العربي بشكل عام، ولكنها لم تكن تتوقع أن تتولى الثورات والانتفاضات الشعبية بهذا الزخم السريع جداً، حتى أصبحت نظرية الدومينو في العلاقات الدولية هي النظرية الأساسية لتفسير الأوضاع في المنطقة. وفي ضوء ذلك كانت واشنطن ترى أن موازين القوى في المنطقة ينبغي أن تتغيّر لعدة أسباب فمنذ مطلع الثمانينيات تصاعد المد الإسلامي في الخليج بعد الثورة الإسلامية في إيران، وكنتيجة لانحسار المد القومي. ولذلك كانت هناك حاجة لبناء تحالفات جديدة، فكان الحل الأمثل هو دعم التيار الإسلامي السني في مواجهة التيار الإسلامي الشيعي الذي اعتبر حينها متشدداً بسبب حصوله على الدعم من طهران التي شهدت ثورة دينية شيعية بقيادة الخميني، وتبنت مبادئ تصدير الثورة. وظهر الغزو السوفييتي لأفغانستان، فكانت المواجهة بين واشنطن وموسكو في كابل، إذ في الوقت الذي كانت فيه موسكو تسعى للوصول إلى مياه الخليج الدافئة، قامت واشنطن بالمقابل بدعم التيار الإسلامي السني وتمويله فيما عرف حينها بالجهاد الأفغاني لمواجهة الكفار السوفييت. في نهاية الثمانينيات انتهى الغزو السوفييتي لأفغانستان، وانتهى الاتحاد السوفييتي تدريجياً، حتى وقع الغزو العراقي للكويت، وبدأت تيارات إسلامية سنية متشددة في الظهور، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة الذي أدار سلسلة من الأعمال الإرهابية في الخليج واليمن وعدد من البلدان العربية، وانتهى بما سماه أسامة بن لادن بـ''غزو منهاتن'' في سبتمبر .2001 هنا وصلت واشنطن إلى قناعة بضرورة تغيير تحالفها مع التيار الإسلامي السني إلى التيار الإسلامي الشيعي، خصوصاً مع تزامن ذلك بغزو العراق وسيطرة التيار الإسلامي الشيعي على الحكم. بعد هذه المقدمة أعتقد أننا بحاجة أكبر لفهم العلاقة بين المنامة وواشنطن، وفهم العلاقة بين واشنطن وأبناء الطائفة السنية عموماً