Sunday, June 24, 2012

المسلسلات التركية وتأثيرها

شوكت علي عبد الحميد
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المسلسلات التركية التي تبث على الشاشات الفضائية، والتي يتابعها الكثيرون من العرب المسلمين، وما فيها من قصص الرومانسية والغرام ولقطات خيالية، وهناك إقبال عليها ليس بقليل، وخاصة بعد المسلسل الشهير "مهند" الذي كان سبباً في انتشار المسلسلات التركية على الفضائيات العربية، وما له من أثر سلبي على الكثير من مشاهدي هذا المسلسل، فهم ينتظرون المسلسل بلهفة وشوق ولا أدري ما السبب؟
فكان له الأثر السلبي على قيمنا وعروبتنا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، وانتشرت المسلسلات التركية الدرامية الغرامية الطويلة التي ليس لها معنى في مجتمعاتنا وأصالتنا العربية، فأصبحت (دروساً تركية في الحب)، فينتظر المغرمون بها بلهفة، ويجلس الأب والأم وأولادهما أمام شاشات التلفاز فهذه المسلسلات تحطم القيم والعادات الإسلامية الأصيلة، ونجد أن هؤلاء المشاهدين تحوّلوا إلى تلاميذ نجباء في مدرسة الدراما التركيّة، التي تصدّر لهم الدموع والأشجان، وقصص الحبّ المستحيلة والعشق والغرام وكله حرام لا يرضي عنه الله سبحانه وتعالى، وأصبحت مواعيد إذاعتها مقدسة للكثيرين منهما رجالاً وشباباً ونساء وبنات.
أنا أعتبر هذه المتابعة منهم ترجع إلى الفراغ والهروب من مشاكل الحياة، فهذه المسلسلات تقدم أشياء خيالية وأحلاماً غير حقيقية، ونحن نعلم جميعاً أن الدولة التركية دولة شرقية إسلامية وتنتمي في ثقافتها إلى المجتمع الأوروبي، وللأسف نجد أن بعضاً من تلك المسلسلات لها شكل سلبي على تفكير الأزواج وتكون سبباً في المشاكل الزوجية لأنها بعيدة كل البعد عن أخلاقنا نحن العرب المحافظين على عاداتنا وتقاليدنا المعهودة والتي انبثقت من ديننا الحنيف، فهي تثير القلق بسبب تغلغلها وتأثيراتها على المجتمعات العربية لأن التلفاز يعتبر الوسيلة الإعلامية الوحيدة من بين وسائل الإعلام التي تقتحم المنازل وتعكس البيئة الاجتماعية من خلال الرموز والصور، والدراما التليفزيونية تعكس الواقع المجتمعي أو جزءاً منه لذلك فهي تجذب ملايين المشاهدين لمتابعتها ويجدون فيها إشباعاً لكثير من حاجاتهم، ويبدو أن هذه الظاهرة أصبحت ملموسة ومؤثرة على الأسر العربية بشكل كبير.
أعجبني رأي الشيخ محمد العريفي أنه على الإنسان أن يشغل وقته بعيداً عن النظر إلى ما يشيع الفساد بين الناس، ونصيحتي إلى الجميع ممن يتابعون المسلسلات في بيوتهم، فأنصحهم وأقول لهم كفاكم مشاهدة تلك المسلسلات التي تدمر قيم ديننا وأصالتنا وعروبتنا، فيا شباب المستقبل استغلوا أوقات فراغكم في مشاهدة المسلسلات النافعة والمفيدة فقط، وعليكم بمشاهد الفضائيات الدينية المفيدة التي تنفعكم في حياتكم ومماتكم، وسيسألكم الله سبحانه وتعالى عن هذا الوقت الذي ضاع هباء ودون منفعة، والله الموفق والمستعان إذا أراد للشيء كن فيكون، فسبحان الله رب السموات والأرض وهو على كل شيء قدير.