Sunday, June 24, 2012

الخائن البطل

فواز عزيز
أحياناً تكون "الخيانة" بطولةً، خاصة حين تكون خيانة لمجرم لا تعرف الإنسانية طريقاً إلى قلبه. بين إعلان فقده وتصنيفه "خائناً" دقائق فقط، كان خلالها العقيد طيار حسن مرعي حمادة يقود طائرةً من نوع "ميغ 21" إلى الأردن منشقاً عن عصابات القتل والدمار، ليسنّ بذلك سنة حسنة لزملائه الطيارين لردع القاتل عن قتل الشعب السوري.
الطيار المنشق بطل غامر بحياته ليصفع النظام السوري أمام العالم أجمع، وغامر بكل أقاربه الذين ما زالوا يتواجدون في سورية، لأن الشبيحة سيتقربون بقتلهم إلى السفاح، كما فعلوا بـ 13 فرداً من أسرة الأسعد حين انشق العقيد "رياض الأسعد" في يوليو 2011 وأسس الجيش الحر، ويعلم الطيار أن الشبيحة ربما يعيدونه ويعذبونه حتى الموت كما فعلوا مع المقدم "حسين هرموش" الذي انشق عن الجيش السوري في يونيو 2011 وترأس لواء الضباط الأحرار قبل أن يختطف من الحدود التركية في أغسطس 2011 وتختفي شمسه..!
الأردن منحت الطيار حق اللجوء السياسي في بادرة منها ستشجع بقية الشرفاء في الجيش السوري على الانشقاق والفرار، وستشجع بقية الدول على استقبالهم، والولايات المتحدة أيضاً رحبت بانشقاق الطيار معتبرةً أنها لن تكون الأخيرة.
بعض الدول الغربية التي لم تقدم للشعب السوري طيلة 18 شهراً من القتل سوى الكلام والتنديد، تلمح إلى استعدادها لتقديم ممر آمن للرئيس السوري بشار الأسد مقابل تنحيه، كما نقلت "الرياض" عن "الجارديان"، وبهذه الحالة سيكون من قتل نحو 15 ألف مدني بريئاً فقط لأنه تنازل عن منصبه!
مجرد التفكير في توفير ممر آمن لمجموعة من القتلة رفضت المطالبات الدولية والإنسانية بوقف آلة القتل، وبالغت بعدها في قتل الأطفال والنساء يومياً، وكانت لا ترتاح حتى تسفك الدماء يومياً في شوارع سورية، سيكون ذلك "التفكير" مؤلماً لشعب فقد الآلاف وتشرد منه الآلاف خلال 18 شهراً، خاصة أنه يرى أشقاءه في مصر يحاكمون الرئيس السابق وهو لم يستمر بعد قيام الثورة سوى 18 يوماً فقط!