Sunday, June 24, 2012

التفــــاؤل

محمد الأحمد
قرأت كتاباً يحكي عن التفاؤل والتشاؤم، تحت عنوان «متفائلون»، حيث إن الإنسان بحاجة دائماً إلى التفاؤل حتى وإن كان في أصعب الظروف وأحلك المراحل. وجدت في هذا الكتاب بعضاً من النصائح التي أحببت أن أشاركها القراء، متعلقة بالإعلام المكتوب والمرئي والمسموع، قد تساعد في التغلب على حالات الإحباط التي يصاب فيها البعض نظراً للظروف المحيطة به. يقول الكتاب: «إياك وقراءة الصحف المشؤومة التي تنشر جرائم المجتمع وتبالغ في سرد الأحداث فإنها تعمي ولا تبصر، وتذكي شرارة اليأس، وتغطي الحقيقة بالكذب والتملق، فإن خطرها على عقولنا له أثر بالغ الخطورة، وحذارِ من الكتّاب المتشائمين من أدباء تعساء ومفكرين تنويريين فإن أقلامهم سموم تنخر في الأمة جذور اليأس، وتقعدهم عن الصراط المستقيم فلا تقرأ للقصاصين والروائيين الذين تشبعت أفكارهم بالسواد وملأوا بطون كتبهم بالقصص التي تنتهي بالكوارث والمناظر المأساوية، وسيرة المنتحرين والمنتحرات، والعشاق البائسين!». وينص قائلاً: «عليك أن تعرف لمن تقرأ؟ وتقارن بين الغث والسمين وتميز بين ذلك بعقل واع، وفكر غزير وألا تنساب في أخبار لا تسرك، وجرائم لا تهديك للسلام والوئام ..أحذرك من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة فلا تسمع محاضرة تحكي الأوجاع، وتمرض القلب، وتدمي الهجع، لأن أكثر من يتكلم يخمن الخبر وينمق الصورة ويرفع الرزء، ويبكي بلا دموع! إنما يغش السامعين بالأساطير الواهية وأناشيج لا تثبت ولا تروي العليل، وإنما سمع خبراً حزيناً فأشاعه في العراء. وكم سمعنا من قصة بكاها الخطيب ورثاها الشاعر ودفنت مآثر أقوام بالرزايا، وبعد دهر غير بعيد كانت أكذوبة». ومن أبرز النصائح التي استفدت منها وأود مشاركتها الجميع هي التفريق بين نوعين من التفاؤل: «فهناك التفاؤل الغافل اللاهي الذي يكون إلى الخيال أقرب منه للواقع، وهناك التفاؤل الجاد القويم الذي يحمل صاحبه على النظرة الجادة الواقعية، وهو ليس عاطفة بدائية أو حالة نفسية أو تهيؤ بعض المحظوظين، وإنما هو موقف عقلي يختاره الإنسان بإرادته وهو يتمثل أول ما يتمثل في فحص المشاكل التي تقع أو تعرض وتدميرها من جميع وجوهها واستقرائها بكل هدوء وتجرد والبحث عن إيجاد الحلول لها لأن المتفائل بحق يجد في كل مشكلة حلاً». وأخيراً نقول تفاءلوا بالخير تجدوه.